نشاطات مدرسية تبهج الطلبة وتصقل شخصيتهم

منى أبو صبح

عمان- بفرح وحماس كبيرين سارعت الطالبة رنيم من الصف الرابع الإبتدائي إخراج الورقة الخاصة بخطة المدرسة في إقامة (إفطار جماعي) للطلبة، لتطلع والدتها عليها، ومن ثم النقاش حول الأطعمة التي سوف تعدها لهذا اليوم.
تقول والدة رنيم، “بدأت ابنتي تقترح تجهيز العديد من الاكلات، وأنا أترقب وأتابع ملامحها في الوصف والشرح، تارة تطلب إعداد البيتزا والباستا، وتارة أخرى يتجه تفكيرها نحو إعداد وطهي (ورق العنب والكوسا المحشي)، كما تخيرني بإمكانية صنع أحد أصناف الحلوى التي تفضلها، والعديد من الاقتراحات”.
تضيف الوالدة، “وبعد نقاش طويل، والبحث في موجودات المنزل اللازمة لإعداد الأطعمة قررنا إعداد البيتزا وسلطة المايونيز اللذيذة”، مؤكدة أن ابنتها ساهمت ولأول مرة في تحضيرها وانجازها.
تحرص العديد من المدارس إقامة العديد من النشاطات المحببة لنفوس الطلبة منها (الفطور الجماعي، اليوم المفتوح، والبازارات)، وتطبق بعض المدارس هذه النشاطات للترفيه فقط، بينما تركز مدارس أخرى على أهداف تربوية عديدة تتمثل بتعليم الطلاب قيم التعاون والاخوة والتسامح بين بعضهم البعض وغيرها، كما يترقب الطلبة موعد إقامة هذه النشاطات بشغف وبهجة.
وعبرت الطالبتان (الأختان) ليلى وسلمى عن سعادتهما جراء معرفتهما بتخصيص مدرستهما يوما من أيام الدوام المدرسي لنشاط (اليوم المفتوح)، حيث أبلغت المدرسة أولياء الأمور بعزمها على قيام فقرات ومسابقات منوعة للترفيه عن الطلبة.
تصف ليلى في (الصف الثامن) هذا اليوم بقولها، “كان يوما جميلا جدا، فقد شاركنا بتزيين ساحة المدرسة، وقامت إدارة المدرسة والمعلمات بإعداد فقرات جميلة، واحضار مهرجين للصغار، وتقديم الجوائز للفائزين في المسابقات، كما اقيم بازار في هذا اليوم ضم العديد من المأكولات الشهية، إلى جانب عرض العديد من الأعمال اليدوية منها الاكسسوارات والأدوات المدرسية”.
أما الطالب علي بدوان في (الصف السادس) فيقول، “أفرح وزملائي في المدرسة بقيام المدرسة بنشاط الافطار الجماعي، اليوم المفتوح أو البازارات، فعندما تخبرنا المعلمة بيوم الافطار الجماعي نبدأ بتسجيل المأكولات التي سيحضرها كل واحد منا”. ويتابع، “يشاور كل واحد منا والدته قبيل الاتفاق على احضار الأطعمة والسلطات والحلويات والعصائر”.
يؤكد بدوان أنه وطلاب صفه يبدأون بترتيب مائدة الطعام (بتقريب المقاعد بجانب بعضها البعض)، وأحدهم يحضر مفرش الطعام، ويتم ترتيب وتنظيم الأطباق بشكل أنيق جذاب يسر الناظر له، يقومون بالتقاط بعض الصور لهذه المائدة لانزالها على الصفحة الخاصة بمدرستهم.
وتؤكد المعلمة نهى الطويل في إحدى المدارس الخاصة أن إدارة المدرسة تسعى دائما لتنظيم نشاطات وفعاليات للطلبة من ضمنها الفطور الجماعي الذي يشعر من خلاله الطلبة بأجواء السعادة والترفيه.
تقول المعلمة، “الفطور الجماعي يعزز أواصر المحبة والتعاون بين الطلبة الذي نقوم بتخصيص يوم له، حيث تشارك الأمهات بإعداد الفطور لأبنائهن، وأحث دائما على أن يشمل الفطور المأكولات البيتية الصحية، بالإضافة إلى الخضراوات الطازجة، حيث نؤكد على أهمية وجبة الإفطار، والتركيز على الطعام الصحي لبناء الجسم”.
تضيف المعلمة، “كما نخصص أياما لليوم المفتوح، حيث يشارك الطلبة بجميع الفقرات، ويستمتعون أثناء قيامهم بذلك، وفي إقامة البازارات التي يتولون من خلالها عمليات البيع للمعلمات والطلبة الآخرين، مما يولد لديهم الثقة بالنفس، وإكسابهم مهارات التعامل والحوار مع الآخرين باسلوب لطيف محبب”.
الاستشارية الأسرية والتربوية سناء أبو ليل تقول، “تعد هذه النشاطات فعالة جدا في العملية التربوية خصوصا إذا تم استثمارها بالشكل الأمثل، ويتحقق ذلك عندما تكون (هادفة) فمثلا في الإفطار الجماعي للطلبة نركز على الأهداف الصحية بالحث على إحضار الوجبات الصحية، والتعريف بأهمية الغذاء الصحي، ومن ناحية أخرى تعلم آداب الطعام والجلوس على المائدة.. احترام من يقدم الطعام، التعامل اللطيف بين الزملاء”.
تضيف، فعندما يكون النشاط مبنيا على أهداف تربوية وصحية وترويحية بذات الوقت يحقق نجاحا كبيرا، مثل النظافة الشخصية وغسل اليدين، الضيافة، عدا عن المسابقات الترفيهية والهدايا التي تقدمها إدارة المدرسة للطلبة، فيجب أن توزع لجميع الطلبة وتكون المسابقات متنوعة تركز على مواهب الأطفال وثقافتهم وميولهم، فللأسف هناك العديد من الطلبة لا يفرحون بعد انتهاء هذه النشاطات أو المسابقات لعدم تلقيهم هدية أو جائزة مثلا.
كما تؤكد أبو ليل أن العملية التربوية خارج الصفوف لها أثر كبير في عقول الطلبة وتوسيع مداركهم وأثبتت العديد من الدراسات ذلك، فيتعلم الطالب العديد من القيم والمعارف خارج الصف باسلوب محبب لنفسه، فكلما كان الشيء مدروسا ومنظما يجني فائدة أكبر.
يمكن للمعلمين الاستفادة من هذه النشاطات بالتعرف على سلوكيات الطلبة أنفسهم، والوقوف على السلبيات ومعالجتها، كيف يتعامل هذا الطالب مع زملائه، لديه ضعف في تناول وجبة الطعام، العنف في التعامل مع الآخرين، وغيرها من الملاحظات التي يمكن التخلص منها بالتنسيق مع الأهل واطلاعهم عليها.
وتلفت أبو ليل إلى أن البازارات تعمل على بناء شخصية الطالب وتصقلها، يتعلم من خلالها الطالب التجارة والبيع، وكيف يكون إنسانا أمينا يحافظ على المال، طريقة التعامل والتواصل مع الآخرين. وجميعها تبني شخصيته، وبذات الطريقة يتم الوقوف على الإيجابيات والسلبيات خلال تطبيقه هذا النشاط.

اضافة اعلان

[email protected]