نشاط سياحي ضخم في جرش

سياح في أحد شوارع المدينة الأثرية بجرش.-(الغد)
سياح في أحد شوارع المدينة الأثرية بجرش.-(الغد)

صابرين الطعيمات

جرش– رغم أن مدينة جرش تشهد نشاطا في الحركة السياحية وارتفاعا في أعداد السياح والزوار بالمقارنة مع السنوات السابقة، إلا أن سكان المدينة مازالوا غير قادرين على الاستفادة من هذه الميزة، التي توفرها مدينتهم، والتي تعد من أكبر المدن الاثرية والسياحية على مستوى العالم، وهو ما يعزوه معنيون إلى عدم التدريب وتوفير استثمارات سياحية قادرة على تشغيل السكان.اضافة اعلان
وهو ما يؤكده الخبير والدليل السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات من أن جرش تشهد هذه الفترة حركة سياحية أجنبية نشطة عادة، وخاصة من السياحية الأوروبية.
واوضح ضرورة أن يشعر الجرشيون بهذه الحركة ويستفيدوا منها من خلال التشاركية الحقيقية مع المجتمع المحلي في المشاريع السياحية، بيد أن زريقات يؤكد أن المسافة بين السياحة وأهل جرش ما زالت كبيرة جدا وتتسع مع الوقت، باستثناء بعض المطاعم السياحية وتجار السوق الحرفي، وهذه فئة بسيطة مقارنة مع الواقع السياحي الضخم في مدينة جرش.
وطالب زريقات أن يتم تدريب السكان على الاستفادة من القطاع السياحي، وبناء شاليهات وفنادق صغيرة في جرش تستوعب عمالة منهم، وتمكن السائح من قضاء عدة أيام في جرش كباقي المدن الأثرية في العالم.
وهو ما يؤكده ايضا رئيس جمعية حرفيي جرش صلاح العياصرة بأن سكان جرش مازالوا بعيدين كل البعد عن العمل في القطاع السياحي أو الاستثمار فيه، مؤكدا ضرورة أن تعامل مدينة جرش كمدينة البتراء الوردية، وتأخذ حقها من السياحة ليتمكن تجارها وسكانها من الشعور بهذه الحركة والانخراط فيها، خاصة وأنها من أكبر المدن السياحية على مستوى العالم.
وأوضح العياصرة أن عدد التجار المستفيدين من قطاع السياحة في المدينة لا يزيد على 48 تاجرا معظمهم من أبناء محافظة جرش.
وأكد أن على التجار أن يعملوا لساعات أطول في هذه الفترة، ويحشدوا عدد عمال أكبر ليتناسب مع عدد الزوار الكبير، الذي يدخل المدينة الأثرية يوميا، لأن هذا الموسم ينتظره التجار بفارغ الصبر لتغطية تكاليف العمل.
وقال التاجر موسى العياصرة وهو صاحب محل تجاري يقع بالقرب من محمية الغزلان في بلدة ساكب أن الاستثمارات السياحية البسيطة يجب أن تلمس أي تحسن في النشاط السياحي في جرش، مما يعزز الشراكة بين المجتمع المحلي وقطاع السياحة، ويوفر فرص عمل لأبناء المحافظة العاطلين عن العمل في قطاع السياحة، الذي تتميز به المحافظة.
وقال إن الحركة السياحية الداخلية والرحلات المدرسية في قمة نشاطها، وهذا يزيد من الإقبال على شراء المثلجات والعصائر والأدوات، التي تستخدم في الشواء وبعض المواد التي يحتاجها السائح أثناء التنزه في غابات دبين أو المحميات القريبة من الغابات.
وقال صاحب أحد المطاعم السياحية في جرش وهو الدكتور موسى العتوم أن نسبة الحجوزات ترتفع تدريجيا وبنسبة كبيرة مقارنة بالمواسم الساحية الماضية، مما يدفع أصحاب المطاعم لزيادة الخدمات المقدمة، وزيادة البرامج الترفيهية وتشغيل أيد عاملة إضافية في المطاعم السياحية، وخاصة العمالة الأردنية، التي يصر على تشغيلهم في المطعم بشكل حصري.
وأضاف العتوم أن الحركة السياحية تبشر بموسم خير على مختلف الاستثمارات السياحية في جرش من محال تجارية ومطاعم سياحية ومحطات محروقات، وهذا يحقق الشراكة الحقيقية الفعالة ما بين المجتمع المحلي وقطاع السياحة في جرش.
وأكد تجار في السوق الحرفي أن نسبة المبيعات ارتفعت كذلك في الشهرين الأخيريين بنسبة لا تقل عن 50 % مقارنة مع المواسم السياحية السابقة، مما يغطي تكاليف العمل في السوق، ويشجع التجار على ترخيص محالهم ودفع المستحقات المالية المترتبة عليهم من فواتير وأجور عمال، وفق التاجر في السوق راكان العقيلي.
وقال العقيلي إن موسم السياحة الأوروبية تزامن مع رحلات المدارس والجامعات، وهذا دفع التجار الى شراء كميات كبيرة من البضائع وتسويقها، وتخفيض أسعارها للحصول على نسب مبيعات عالية.
بدوره أكد مدير آثار محافظة جرش زيادة غنيمات أن عدد الزوار للمدينة الأثرية ارتفع بنسبة ملحوظة مقارنة مع السنوات الماضية، مشيرا إلى أن عدد الزوار في الثلاثة أشهر الأولى من السنة الماضية بلغ 41150 زائرا أردنيا وغير أردني، وكان حجم الايرادات 271850 دينارا اردنيا، بينما وصل عدد الزوار في الثلاثة أشهر الأولى من هذا العام 52450 زائرا اردنيا وغير أردني وحجم الإيرادات يبلغ 373925 دينارا أردنيا.
ويرى غنيمات أن هذا النشاط ينعكس حاليا إيجابا على الأوضاع الاقتصادية لتجار السوق الحرفي والمطاعم السياحية وباقي التجار، وعلى الأدلاء السياحيين وكافة الاستثمارات السياحية في جرش.
واوضح أن مديرية الآثار بالتعاون قد أعدت كافة التجهيزات اللازمة لاستقبال هذه الأعداد المتزايدة، من حيث تجهيز المرافق العام والخدمات العامة والتذاكر وموظفي الاستقبال وتنظيف الموقع لاستيعاب هذه الأعداد، والحرص على قضائهم أوقاتا سياحية هادئة في جرش.
وأكد أن نسبة التحسن في هذا العام واضحة من خلال الأرقام وتدل على ارتفاع كبير جدا، فضلا عن الأعداد الإضافية التي تدخل محافظة جرش أسبوعيا في الغابات والمحميات الطبيعية أو الزوار الذين يدخلون لحضور المهرجانات أو الفعاليات التي تقام بالمدينة الأثرية بشكل خاص.
وقال غنيمات إن ما يميز الأردن بشكل عام ومحافظة جرش خاصة، هو اعتدال درجات الحرارة فيها والأجواء والطبيعة المميزة فيها، فضلا عن المواقع الأثرية المتعددة كذلك والخيارات الكثيرة في البرامج السياحية، خاصة في المملكة التي تتمتع بالأمن والأمان مقارنة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعانيها مختلف الدول المجاورة للأردن.
بدوره أكد مدير زراعة جرش الدكتور عبد الحافظ ابو عرابي أن عدد زوار الغابات في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، لا يقل عن 4000 زائر، وهذا العدد يتضاعف في كل عطلة نهاية أسبوع، فضلا عن أعداد الرحلات المدرسية التي تدخل الغابات أسبوعيا للتنزه، مما يتطلب وجود استثمارات سياحية في مختلف المواقع تتناسب مع عدد الزوار للمحميات والغابات في جرش.
ووفق مدير سياحة جرش بسام توبات فقد انعكس نشاط الحركة السياحية في جرش والذي لا تقل عن 20 % مقارنة بالسنوات الماضية على الوضع الاقتصادي للمستثمرين في قطاع السياحة، من مطاعم سياحية ومحال تجارية ومحطات محروقات ومحال السوق الحرفي.
وقال توبات إن كوادر مديرية السياحة تعمل على مدار الساعة في الموقع لاستقبال الزوار وتجهيز المرافق التي يحتاجها الزائر في مركز الزوار أو المواقع الأثرية، فضلا عن برامج التواصل مع المجتمع المحلي والهيئات والفعاليات المختلفة، لإقامة الأنشطة في المدينة الاثرية واستقطاب السياحة الداخلية للمدينة الأثرية.
واضاف أن محافظة جرش تعتمد اعتمادا كبيرا على القطاع السياحي في تنمية وضعها الاقتصادي، وتشغيل أبناء المحافظة للعمل في المطاعم السياحية أو الاستثمارات السياحية المختلفة، من أكشاك ومقاه ومحطات محروقات أو خيم سياحية أو العمل في تقديم خدمات للمتنزهين في مختلف المواقع السياحية في جرش.
وتمنى توبات أن تقوم الجهات الداعمة بتوفير تمويل لشباب المحافظة لإقامة استثمارات سياحية خاصة، وتدريبهم وتأهيلهم للعمل في القطاع السياحي، لتكون عملية دمج المجتمع المحلي مع قطاع السياحة بشكل أكبر.
وأوضح أن وزارة السياحة بالتعاون مع الجهات المعنية تقدم كافة أشكال الدعم لهذه المشاريع الاستثمارية، وتحفز الشباب المدربين والمؤهلين للعمل فيها.