نشامى السلة وجمهور وفي

ربما لم يكن المشهد في صالة الأمير حمزة بن الحسين مألوفا اول من أمس منذ فترة ليس بالبسيطة، ذلك أن الحضور الجماهيري لمباراة "النشامى" ولبنان في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم "الصين 2019"، فاق كل التوقعات حين امتلأت الصالة بالجالسين والواقفين، وعادت آلاف الجماهير من حيث أتت حين لم تجد موطئ قدم لها على المدرجات.اضافة اعلان
ولم يخيب "النشامى" آمال جماهيرهم الوفية، فقدموا أفضل ما لديهم لعبا ونتيجة وحققوا الانتصار الثاني على التوالي على منتخبي سورية ولبنان وتصدروا المجموعة الثالثة، فكان المشهد رائعا للغاية تجسدت فيه وقفة الجماهير الصادقة مع عزيمة اللاعبين ورغبتهم بالفوز، وعادت الذاكرة الى الوراء، مستذكرة لوحات جميلة رسمتها السلة الأردنية "منتخبات وأندية" على صعيد مختلف البطولات الدولية والآسيوية والعربية.
بداية موفقة لمشوار منتخب كرة السلة في التصفيات، بالتزامن مع تسلم اللجنة المؤقتة برئاسة محمد عليان مهامها لتصويب أمور اللعبة بعد أن دخلت في نفق مظلم، واضطرت معه اللجنة الأولمبية لتنفيذ اللوائح والانظمة وحل مجلس ادارة الاتحاد، وتعيين لجنة مؤقتة مهمتها انقاذ اللعبة وتصويب المسيرة قبل أن يستفحل "المرض" وتصبح اللعبة بحاجة الى "جراحة" بدلا من علاج بـ"المسكنات".
كان من المهم أن تتحقق هذه البداية الطيبة لتكون باكورة عمل اللجنة المؤقتة التي وضعت نصب عينيها منح المنتخب الوطني الاولوية القصوى وتحضيره بشكل مثالي لرحلة التصفيات وإبعاده عن أجواء الخلافات الادارية، وكان الأمر جميلا أن تكون قيادة المنتخب الوطني لـ"ابن اللعبة" وأحد فرسانها إسامة دغلس، الذي عرف كيف يقود المنتخب في ظل ظروف صعبة وتحديات مختلفة.
ولأن المباراة المقبلة للمنتخب الوطني ستكون امام الهند في شهر شباط (فبراير) المقبل، فإنه من المهم أن يتواصل برنامج اعداد "النشامى"، بموازاة الجهد الآخر الذي يفترض باللجنة المؤقتة أن تبذله في الايام القليلة المقبلة، حين تجلس على طاولة الحوار مع الاندية لتستمع الى همومها ومطالبها، وفي ذات الوقت تطرح برنامجها لاخراج اللعبة من "عنق الزجاجة"، وفتح افاق الحوار والالتقاء في منتصف الطريق.
الاندية تشكل القاعدة الاساسية للعبة كرة السلة، وحالة "القطيعة" بين اللعبة ومعظم أندية العاصمة العريقة يجب أن تنتهي، فعدد اللاعبين المسجلين في قوائم اتحاد اللعبة يدعو الى الاستغراب والخوف من حيث قلته، وبالتالي لا بد من توسيع القاعدة وزيادة عدد الاندية الممارسة، بما يفضي الى دوري تنافسي قوي لا يتم "سلقه" في مدة زمنية بسيطة، وانما يكون دوريا قويا بما يفرز منتخبا قويا أيضا.
ربما يكون يوم اول من أمس استثنائيا على صعيد كرة السلة، لأنه شهد عودة الجماهير الى صالات اللعبة، وبات المنتخب مصدر اهتمام وفخر تلك الجماهير.. لعلها تكون البداية الجديدة التي تفتح المجال امام عودة الانجازات لكرة السلة الأردنية.