نصائح غير علمية شائعة.. كيف وقعنا في فخ أهمية الحليب والجزر؟

الغد- نشأنا جميعا على نصائح صحية تعاملنا معها كحقائق ومسلمات، وتوارثناها جيلا بعد جيل، ليأتي العلم ويثبت أن ما اعتقدناه حقيقة راسخة هي مجرد انطباعات لا أساس علميا لها، وهنا بعض أبرز هذه النصائح التي دحضها العلم:

اضافة اعلان

علاقة الجزر بالنظر

"تناول الجزر يقوي النظر"، ما زالت تستخدم الأمهات تلك النصيحة حتى اليوم لحث أبنائهن على تناول الجزر الذي يحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم باعتباره يحافظ على صحة العينين ويحسن من الرؤية الليلية، وتتعامل أغلبهن على أنها حقيقة علمية تربت عليها أجيال وأجيال ولا بد من نقلها للأجيال الجديدة، لكن الحقيقة التي أثبتها العلم أن الجزر لا يقوي النظر.

الارتباط بين النظر والجزر نشأ من أسطورة ظهرت -وفق مقال منشور على موقع هيلث لاين كما نقلت الجزيرة- أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ طيارو سلاح الجو الملكي البريطاني أولاً استخدام الرادار لاستهداف وإسقاط طائرات العدو، ومن أجل التعتيم على وجود تكنولوجيا الرادار ومحاولة إبقاء هذه التقنية الجديدة سرا، روجت الحكومة البريطانية دعاية موجهة ومضللة تعزى دقة رؤية الطيارين وخاصة في الليل إلى تناول الجزر.

وأدى ذلك إلى حملة دعاية طويلة الأمد تروج للجزر من أجل رؤية أفضل حتى اليوم.

وذلك لا يعني، قطعا، أن الجزر غير مفيد، بل هو مصدر غني بالبيتا كاروتين الذي يستخدم في صنع فيتامين "أ" داخل الجسم، ويساعد فيتامين "أ" العين في تحويل الضوء إلى إشارة يمكن أن تنتقل إلى المخ، مما يسمح للناس برؤية في ظل ظروف الإضاءة المنخفضة، طبقا لإميلي تشيو نائب المدير الإكلينيكي في المعهد القومي للعيون في تصريحات على موقع "ساينتفيك أميركان" (Scientific American).

لكن تلك الميزة لا ينفرد بها الجزر تحديدا، بل إنها تكون أكثر فائدة وتأثيرا في أطعمة أخرى غنية بفيتامين "أ" مثل الأرز وأوراق نبات القطيفة وكبد الماعز.

الحليب مفيد لكن لا يقوي العظام

"الحليب يقوي العظام" نصيحة نشأت عليها أجيال، إلى أن باتت حقيقة أو كنا نعتقدها كذلك، حتى أثبت العلم أن الجزم بوجود علاقة بين تناول الحليب والتمتع بعظام قوية أصعب مما يبدو، ولكن هذا بالطبع لا يعني أن الحليب ليس له الكثير من الفوائد.

الفرضية القائلة إن ارتفاع استهلاك الحليب يحمي من كسور العظام، نفتها دراسة بحثية لمختبر تشانينج في بوسطن، استغرقت 12 عاما، ونشرت في الجريدة الأميركية للصحة العامة عام 1997.

وأوضحت الدراسة أنها لم تجد دليلا على أن تناول كميات أكبر من الحليب أو الكالسيوم من مصادر الغذاء يقلل من حدوث الكسر، ولم تجد فرقا يذكر في حالات الإصابة بكسور الساق أو الفخذ بين من تناولوا كوبا من الحليب أسبوعيا أو أقل، ومن تناولن كوبين أو أكثر يوميا.

تناول الحليب ومنتجاته يعد أمرا جيدا للعظام، لكن ذلك لا ينفي البحث عن مصادر أخرى لتقوية العظام والتي تحتوي على الكالسيوم اللبنة الأساسية في تكوين العظام وفيتامين "د" الذي يساعد الجسم على امتصاص ومعالجة الكالسيوم.

ويوجد الكالسيوم في منتجات الألبان وعصير البرتقال المدعم بالكالسيوم والخضروات الورقية والبروكلي، ويمكن الحصول عليه من المكملات الغذائية التي تحتوي الكالسيوم بعد استشارة الطبيب، كما أن ممارسة الرياضة والحصول على ما يكفي من فيتامين "د"، سواء من الغذاء أو من خلال التعرض لأشعة الشمس، أمر ضروري لتقوية العظام، بحسب موقع "Webmd" المختص.

الطعام العضوي ليس مثاليا

"الأطعمة العضوية أفضل لك"، في أواخر التسعينيات بدأ الترويج للمنتجات العضوية "أورغانيك" باعتبارها خالية تماما من الكيماويات، مما يجعلها أكثر فائدة وأغلى ثمنا من نظائرها غير العضوية.

لكن ذلك غير دقيق تماما، الزراعة العضوية -مثل أشكال الزراعة الأخرى- تستخدم المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات المشتقة طبيعيا من البيئة للحفاظ على المحصول، لكن قبل التسرع في الحكم وافتراض أن المبيدات العضوية أقل خطرا على الصحة، يجب معرفة أنه بإجراء بحوث على نسبة سمية تلك المبيدات وجد أن العديد من المبيدات الحشرية الطبيعية تنطوي على مخاطر صحية محتملة، وفقا لمقال علمي منشور على "ساينتفيك أميركان".

إذن، لا يوجد فرق كبير بين الأغذية العضوية والتقليدية إذا كنت تتخذ قرارا يعتمد على صحتك، هذا ما توصلت إليه دراسة علمية للمركز الطبي بجامعة ستانفورد، وتوصلت الدراسة إلى أنه لا توجد أدلة قوية على أن الأغذية العضوية أكثر فائدة أو تحمل مخاطر صحية أقل من البدائل التقليدية.

واستخلصت الدراسة أن الأطعمة العضوية ليست خالية من المبيدات، لكنها قد تكون ملوثة بنسبة 30% أقل من نظيرتها التقليدية في الفواكه والخضروات، مؤكدة أن مستويات المبيدات في جميع الأطعمة تندرج عموما ضمن حدود السلامة المسموح بها.