نصائح لتجنب الإصابة بأمراض الشرايين التاجية

نصائح لتجنب الإصابة بأمراض الشرايين التاجية
نصائح لتجنب الإصابة بأمراض الشرايين التاجية

 

د. محمد احمد حوامدة

عمّان- تَأتي أمراض القلب في طليعة الامراض التي تسبب الوفاة والإعاقة, وتشكل الشرايين التاجية نسبة عالية من أمراض القلب المختلفة.

اضافة اعلان

ان الرجل المعافى معرض بنسبة(20%) للاصابة بمرض في احد الشرايين التاجية في القلب قبل بلوغه سن الخامسة والستين, وهذا المرض اكثر شيوعا بين الرجال منه بين النساء.

يتسب مرض الشرايين التاجية عمليا بكل حالات السكتة القلبية التي تحدث فجأة وتنتهي احيانا بالموت المفاجئ, ويموت حوالي (25%) من الاشخاص الذين يتعرضون لنوبة قلبية للمرة الاولى في غضون ثلاث ساعات تلي الاصابة كما يموت(10%) من هؤلاء في غضون الاسابيع الاربعة التالية اما (65%) من الذين يبقون على قيد الحياة فيعيشون وهم على علم بأنهم عرضة لنوبة قلبية اخرى وبأن حياتهم صارت اقصر.

تأتي معظم النوبات التاجية الناتجة من مرض الشرايين التاجية على حين غرة, فقد يبدو المصاب متعافيا تماما ويواصل نشاطه المعتاد حتى لحظة حدوث النوبة وقد تحصل هذه فيما هو يقود سيارته او يجلس وراء مكتبه او يتناول غذاءه.

كما قد تأتي وهو نائم والعلاج اذا ما اعطي على الفور يخفض احتمالات الموت خلال النوبة الاولى لكن مع ذلك يحدث تلف في انسجة القلب وانطلاقا من هذه الحقائق عمد علماء الطب لدراسة العوامل التي تزيد في احتمال حدوث النوبة القلبية عند الاشخاص, وتوصلوا الى معرفة عدة عوامل سميت بعوامل المخاطرة او المجازفة منها ثلاثة رئيسية فضلا عن مجموعة من العوامل الثانوية.

وفي وسع المرء اتخاذ خطوات لتجنب الاصابة بالنوبة القلبية اذا كان على علم بهذه العوامل وطريقة تخفيف عوامل المجازفة مماثلة تقريبا لبرنامج الشخص الذي تعرض لنوبة قلبية واعادة تأهيله لذلك ينبغي لمن كان معرضا للخطر ان يتلقى العلاج اولا على امل ان يتفادى الاصابة الفعلية.

وهناك عوامل المجازفة الرئيسية الثلاثة:

1- زيادة كمية الكوليسترول بالدم المرتبطة بظهور تصلب الشرايين

2- ضغط الدم المرتفع وغير المسيطر عليه

3- تدخين السجائر

يزداد تأثير عوامل المجازفة هذه خطرا عندما يتوفر اكثر من عامل واحد عند الشخص الواحد, أي عندما يجتمع عاملان يزداد احتمال الاصابة بالنوبة القلبية اكثر من ضعفين, اما عندما تتضافر عوامل المجازفة الثلاثة معا فإن احتمال الاصابة بالنوبة القلبية يزيد على ثلاثة اضعاف الاحتمال في حال وجود عامل واحد.

وتشمل عوامل المجازفة على:

1- عدم ممارسة تمارين رياضية كافية

2- الاجهاد العاطفي

3- الاستعداد الايضي لتدني تحمل الغلوكوز (السكر)

4- البدانة

5- الوراثة, اي الميل الى الاصابة بمرض الشريان التاجي في القلب عند افراد العائلة الواحدة

الوقاية:

لمنع امراض الشرايين التاجية ينبغي للمرء ان يتحاشى عوامل المجازفة او المخاطرة المذكورة سابقا ان يقاومها صحيح ان بعض عوامل المجازفة الثانوية لا يمكن تغييرها الا ان عوامل المخاطرة الاولية والعديد من عوامل المخاطرة الثانوية يمكن الغاؤها اذا توفرت الارادة لذلك لنأخذ في عين الاعتبار عامل المخاطرة الرئيس الاول, الزيادة في كوليسترول الدم, فالكوليسترول هو من المكونات الطبيعية لأنسجة الجسم والدم لذلك هو ليس من ذاته سيئا بالضرورة, ويصنع الجسم بعضا من الكوليسترول اما الباقي فيأتي من وجبة الطعام.

الامر المهم هو الزيادة في كمية الكوليسترول فوق الحدود الطبيعية وهذا في العادة مرتبط بأصناف الطعام التي يتناولها المرء فالناس القاطنون في البلدان حيث الوجبات غنية بالدهن المشبع وبالسكر ترتفع نسبة الكوليسترول في دمهم ويتعرضون للاصابة بتصلب الشرايين اكثر ممن يتناولون وجبات تقل فيها هذه العناصر.

ما هي الدهون المشبعة؟ من الناحية الكيميائية هي المواد الدهنية التي ترتفع فيها نسبة الهيدروجين الى الكربون داخل جزيئاتها وهي في الاغلب مستمدة من مصادر حيوانية مثل قطع اللحم الدهنية والزبدة والقشدة والاجبان الدسمة, تحتوي الوجبة العادية في بعض البلدان العربية على الكثير من الكوليسترول في انسجة الجسم والدم, ويظهر الكوليسترول الزائد في سن مبكرة عند الناس القاطنين في البلدان الغربية في العقدين الثاني والثالث عادة.

وعلى هذا فإن الوقاية من تصلب الشرايين يجب ان تبدأ منذ الطفولة لانها تنتج من نمط غذائي غير صحي, ولننتقل الى عامل المخاطرة المهم الثاني اي ارتفاع ضغط الدم فهذا العامل يصاحب غالبا تصلب الشرايين وهو كما يدل اسمه حالة يكون خلالها الدم الذي يغادر القلب تحت ضغط اعظم من المعتاد وهذا يعني ان على القلب ان يثابر على تحمل عبء اشد لمواجهة هذا الضغط المرتفع.

ثمة عامل مهم في ضغط الدم المرتفع هو التوتر العاطفي, فأولئك الذين يعيشون في ظل توتر عاطفي غير اعتيادي او في ظل ضغوطات تنافسية يصابون احيانا بارتفاع ضغط الدم وقد يتطلب منع عامل المخاطرة هذا ان يعدل المرء طريقة حياته, وحتى الشخص المعافى يرتفع ضغط دمه احيانا الى مستويات مرتفعة بشكل مدهش مثلما يحدث عندما يخاف شخص ما خوفا عظيما او عندما يواجه حالة طارئة لكن ضغط الدم يعود غالبا الى مستواه الطبيعي حالما تنتهي الازمة.

لدى بعض الاشخاص استعداد طبيعي لضغط دم مرتفع فاذا تضافرت عوامل رافعة للضغط الى مستويات عالية طوال فترات مستديمة فانها قد تتسبب بإبقائه على ان ارتفاع ضغط الدم المستمر يسبب تلف انسجة الجسم ويمهد الطريق لظهور مضاعفات.

وقد تعلم الاطباء انه حتى في حالات ارتفاع ضغط الدم المترسخة هذه يمكن تجنب المضاعفات غالبا عن طريق تخفيض ضغط الدم اصطناعيا وتوجد حاليا مواد كيميائية معينة لتخفيض ضغط الدم ومع ان هذه المواد تؤدي احيانا الى آثار جانبية الا ان احتمالات استمرار العافية واطالة الحياة تتحسن اذا بقي ضغط الدم في مستوى شبه طبيعي لذلك فانه من الافضل ان يسيطر على ارتفاع ضغط الدم بدلا من ان يسمح له بان ينشط في سبل لا تلائم المصاب.

عامل المجازفة المهم الثالث هو التدخين, فالذين يتعاطون تدخين التبغ والتنباك وما اليها من مواد الشيشة هم اكثر عرضة للاصابة بأمراض الشرايين التاجية من غير المدخنين وكلما ازدادت كمية السجائر التي يدخنونها ازداد تعرضهم لخطر الاصابة.

وفي اثناء الحديث عن طرق الوقاية من امراض الشرايين التاجية في القلب لا بد ان نذكر التمرين الجسدي فالبرنامج المعد لاستخدام العضلات الكبيرة في الجسم بشكل يومي منتظم هو حيوي لوقف تصلب الشرايين او تأخير ظهوره, والتمرين المناسب هو ايضا جزء مهم من عملية اعادة التأهيل كونه مفيدا في هذا الوقت تظهر انه سيكون ذا نفع في منع حدوث نوبة قلبية اذا مورس في وقت مبكر من الحياة.

اختصاصي الامراض الباطنية والقلب