نصف دخل مباراة الوحدات مع ناساف الأوزبكي يعادل إيراد 8 أسابيع في الدوري

انخفاض الحضور الجماهيري لفريق الوحدات كان سببا رئيسيا في انخفاض ايراد الدوري-(تصوير أمج الطويل)
انخفاض الحضور الجماهيري لفريق الوحدات كان سببا رئيسيا في انخفاض ايراد الدوري-(تصوير أمج الطويل)

عاطف عساف

عمان- مثلما تقلبت وجهات النظر قبيل تسويق تذاكر مباريات دوري المناصير للمحترفين لحظة الإعلان عن بدء المباريات بعد أن طرح اتحاد الكرة الدوري بالكامل للتسويق، وقد وصل المبلغ المقترح من المتعهد للضمان بحوالي 400 ألف دينار، وهذا ما رفضته الأندية متسلحة بثقة الايراد المرتفع لبطولة الدرع التي سبقت فتح مناقصات الدوري، فأضطر الاتحاد لمنح نادي اليرموك فرصة الاشراف مقابل حصوله على نسبة 12 %، ما يزال ايراد المباريات يتقلب من أسبوع لآخر، والمهم في الموضوع الانخفاض الكبير للريع بصورة عامة سواء في حصيلة الاسبوع الواحد او ما يتعلق بالمباراة الواحدة بعد أن بينت الارقام التي حصلت عليها (الغد) خسارة الكثير في المباريات، أي أن هناك العديد من المباريات لم تصل بايرادها الى سد أجور حكم واحد من الطاقم التحكيمي ناهيك عن التكاليف الاخرى.اضافة اعلان
ولعل اللافت في الأمر من حيث الشواهد الحقيقية أن ايراد 8 اسابيع من دوري المحترفين بعدد 47 مباراة (هناك مباراة مؤجلة) والذي بلغ حوالي 35 ألف دينار بعد حسم حصة نادي اليرموك، يوازي تقريبا نصف حصيلة مباراة الوحدات مع ناساف الأوزبكي، اذا علمنا أن ايراد هذه المباراة اقترب من 70 ألف دينار ما بين المدرجات التي حصدت أكثر من 62 ألف دينار، بالاضافة الى المنصة الرئيسية والتي بيعت التذكرة فيها بحوالي 15 دينارا وخصصت للنادي، وليس للمتعهد الذي اشترى هذه المباراة بمبلغ وصل الى 40 ألف دينار.
واشار متابعون بأن تراجع نتائج الوحدات وسيطرة نتائج المنتخب الوطني على الشارع الكروي والاهم من ذلك موعد المباريات المتأخر وغير المناسب أطلاقا ساهم بانخفاض الايراد. عموما ومن خلال الارقام التي حصلت عليها (الغد) سنقلب هذه الأوراق للوقوف على حقيقة الايراد بما في ذلك مجموع الاسبوع الواحد أو المباراة الواحدة والمعوقات التي تحول دون توفير جميع السبل لزيادة الحصيلة.
حصيلة 8 اسابيع 35 ألف دينار
بالعودة لحصيلة كل اسبوع من الدوري حتى الآن نجد أن الايراد تراوح ما بين حوالي 3500  دينار في الأسبوع السابع من غير مباراة الوحدات مع اليرموك (المؤجلة)، و13  ألف دينار في الأسبوع الخامس بعد أن جمعت مباراة الفيصلي مع شباب الأردن في هذا الاسبوع 5683 بعد حسم النسبة، وحصد الاسبوع الأول مبلغ 7287 دينارا والثاني 5043  دينارا والرابع 6442 دينارا والسادس 7788 دينارا والسابع 3380 دينارا والثامن حوالي 6 آلاف دينار، وكانت الحصيلة النهائية ما يقرب من 35 ألف دينار في الأسابيع الثمانية.
ولعل هذا التفاوت مرده الكثير من العوامل، واللافت أن المباريات التي يكون طرفها الفيصلي والرمثا هي الاعلى ايرادا خلافا للسنوات السابقة التي كان فيها الوحدات يحتل المقدمة، وان كان ايراد مبارياته لا يقل كثيرا عن الفيصلي والرمثا بالرغم من التراجع الكبير في ترتيبه وابتعاده عن الصدارة الذي يعتبر سببا رئيسيا في هذا الانخفاض، بيد أن المباريات التي يكون طرفها شباب الأردن الاقل ايرادا.
ولا بد من الاشارة ايضا ان مباراة الفيصلي مع الرمثا في الاسبوع الثالث هي الاعلى في الايراد مقارنة مع جميع المباريات الملعوبة حتى الآن وجمعت 6205 دنانير بعد حسم نسبة اليرموك.
مباريات خاسرة وتكلفة الواحدة ألف دينار
عند التدقيق في حصيلة الكثير من المباريات نجدها خاسرة في جميع الجوانب، وبنظرة بسيطة على الارقام التي حملتها الاحصائية وعلى سبيل المثال كانت حصيلة مباراة شباب الأردن مع الجليل في الاسبوع السادس 13 دينارا وشباب الأردن مع كفرسوم بالاسبوع الأول 39 دينارا وشباب الأردن مع اليرموك في الاسبوع الثالث 21 دينارا  وشباب الأردن مع العربي في الاسبوع السابع 49 دينارا وذات راس مع اليرموك 30 دينارا ، وهذا يظهر أن اكثر من نصف المجموع الكلي للمباريات لم تجمع المباراة الواحدة 500 دينار، مقارنة مع تكلفة المباراة الوحدة اذا علمنا ان اجرة الطاقم التحكيمي مع المراقب التحكيمي 500 دينار واذا كان هناك مراقب من الاتحاد سيضاف ايضا 55 دينارا و30 دينارا للصغار الذين يجمعون الكرات، في حين تكلفة الانارة ما بين 350 -400 دينار، يعني الحسبة التقريبية للمباراة الواحدة قد يصل الى ما يقارب من ألف دينار اي أن هذه المباريات خاسرة بكافة المقاييس، ولا بد من التذكير أن المدن الرياضية كانت تحصل على  8% من قيمة الايراد لتعويض قيمة الانارة.
توقيت المباريات مشكلة المشاكل
ومن أجل وضع نقاط الاصلاح على حروف الخلل وقبل الحكم على الأسباب بصورة غير دقيقة لا بد من الاطلاع على وجهة نظر المعنيين وبهذا الخصوص قال جهاد عطية أحد الخبراء في هذا المجال والمسؤول عن تضمين المباريات من طرف نادي اليرموك، ان هناك عدة عوامل تحول دون وجود الايراد المناسب وكانت سببا رئيسيا في هذا الانخفاض في مقدمتها: توقيت المباريات غير المناسب، أي تأخير موعد البدء فكان يفترض ان تقام هذه المباريات في الساعة السادسة بالتوقيت الصيفي وفي الساعة الخامسة في التوقيت الشتوي، ولعل هذا الاخير يضيف عطية كان يحول دون حضور جماهيري معقول لا سيما لصعوبة التنقل أو بالاحرى التأخير لحظة حضور الجماهير من الرمثا أو إربد الى عمان أو بالعكس، فيصعب على هذه الجماهير ان تصل منازلها عند منتصف الليل، ومن الأسباب الأخرى ايضا التي ساهمت بانخفاض الايراد طبيعة الملاعب وبالاخص ملعب الأمير هاشم في الرمثا الذي يعيبه السعة القليلة، واوضح عطية بأنه كان يفترض اقامة مباراة الفيصلي والرمثا ومثلها الكثير من التي يكون طرفها الرمثا لتقام على ملعب الأمير محمد فهناك الكثير من الفوائد وبالاخص لنادي الرمثا، ايضا قلة عدد الاكشاك في مدينة الحسين للشباب وعدم انارتها الا مع موعد اقتراب بدء المباراة مما يسبب توجه الجمهور الى السوق السوداء، وهذه المعضلة في ستاد عمان لم تجد طريقها الى الحل.
وتوقع عطية أن يرتفع الايراد في المرحلة المقبلة، حيث تركيز الوحدات على البطولات المحلية واشتداد المنافسة سيساهم بزيادة الحضور الجماهيري.