إيمان عارف العتيبي
اطلعت على بعض الآراء التي استخفت بقرار وزارة التربية والتعليم الخاص حول رياض الاطفال، وحيث إنني أعارض من اعترض على قرار رياض الأطفال لأن هذا النمط السلبي من النقد يكاد يوقف عجلة التطور ومواكبة المستجدات والاستراتيجيات البناءة، فهل هناك أولوية أكثر من بناء طفل اليوم وإعداده لمستقبل آمن؟ علما بأن أصحاب الفكر التربوي الحديث والباحثين يؤيدون هذه الخطوة ويرون أنها خطوة إيجابية جدا وتصب في بناء جيل المستقبل وتنمية قدراتهم على تحصيل علمي أفضل. وتأييدي المطلق لهذا الاتجاه دفعني لتكرار الحديث عن هذا الموضوع ولما له من أهمية وأثر على تهيئة أطفالنا للإقبال على العلم والمعرفة مما يتيح لهم الفرصة لتنمية قدراتهم ويساعدنا في بناء جيل قادر على قيادة الوطن بفكر منفتح على العالم.
لقد أصبحت الدول في هذا العالم تدرك أهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، كما أكدت ذلك منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) وهي هيئة إدارية دولية مهمتها “المساهمة في بناء السلام ، والقضاء على الفقر ، والتنمية المستدامة ، والحوار بين الثقافات من خلال التعليم”. وفي إشارة لها لأهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة تقول: “ تعد رعاية وتعليم الطفولة المبكرة أكثر من مجرد إعداد للمدرسة الابتدائية. ويهدف إلى التنمية الشاملة لاحتياجات الطفل الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والجسدية من أجل بناء أساس متين وواسع للتعلم والرفاهية مدى الحياة.
فالرعاية والتعليم في الطفولة المبكرة تهيئ مواطنين مستقبليين قادرين ومسؤولين “.
وتختلف النتائج بكثير من الدراسات ، لكنها جميعها كانت إيجابية.لقد نظرت الدراسات في كل شيء بدءًا من الفوائد الاجتماعية الواسعة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ،إلى نتائج تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وكيف يمكن أن يكون لتعامل الأطفال مع هذه الموضوعات في وقت مبكر تأثير دائم.
كما تؤكد على أهمية تشجيع معلمي الطفولة المبكرة للتعرف على طلابهم واهتماماتهم الخاصة. وتقول اليونسكو: “عندما يقوم [المعلمون] بذلك ، يمكن لهذه العلاقة أن تؤثر حقًا على الطلاب يوميًا وتبني الثقة” ، وقد أظهرت ايضا الدراسات أنه عندما يشعر الأطفال بالراحة ويثقون في الناس من حولهم ، فإنهم يتعلمون بسرعة أكبر وبنجاح.
تعد مشاركة أولياء الأمور أيضًا مكونًا كبيرًا في عملية بناء هذه العلاقات، ومن المهم للمعلمين في هذا المستوى أن يعملوا عن كثب مع العائلات، فعندما تنجح الشراكة بين المعلمين والأسرة ، نرى صدى إيجابيًا في جميع أنحاء جوانب حياة الطفل.
ويجب ان يكون هناك تخصص في هذا المجال فإن أي شخص يتمتع بالعمل مع الأطفال ويريد أن يكون له تأثير دائم على حياتهم سيكون على الأرجح سعيدًا بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وتعد مساعدة الأطفال على التعلم والنمو جزءًا كبيرًا منه ، ويوفر هذا الحقل الكثير من الفرص للمعلمين بتخصص رياض الأطفال لتحسين كفاءتهم ليس فقط بمعرفتهم ولكن بشكل عام في نموهم العاطفي والاجتماعي أيضًا ويساعدهم على تطوير مهاراتهم القيادية.
نشيد بما قامت به وزارة التربية والتعليم ونعتبره خطوة إيجابية جدا ونرجو أن تخلق تخصصا منفردا لرياض الأطفال وتعليما أفضل لمستقبل الأجيال، وهذه فرصة لنا لتدريب المعلمين قبل البداية .