نقص المياه.. هل ينهي زراعة الملوخية؟

هشال العضايلة

محصول الملوخية، أول المحاصيل تأثرا بالواقع المائي في الغور الجنوبي، والذي استهدفته سياسات التعامل مع نقص المياه وجفاف السدود، بعد أن أعلنت السلطة بداية العام الحالي قرارا بعدم زراعة كامل الوحدة الزراعية بمحصول الملوخية، بحجة استهلاك كميات كبيرة من المياه.

اضافة اعلان


وواجه القرار انتقادات مزارعين بالأغوار الجنوبية، اعتبروه ضربة قاسية للزراعات الصيفية، وسيتسبب بقطع أرزاقهم، كونهم يعولون على محصول الملوخية لتعويض الخسائر التي تعرضوا لها من المحاصيل المختلفة وخاصة البندورة.


قبل هذا القرار، تكررت تصريحات المسؤولين في وزارة المياه والري وسلطة وادي الاردن، بعدم تأثر مزارعي وادي الأردن ومن بينهم مزارعو الأغوار الجنوبية بأزمة نقص المياه، وجفاف السدود ومنها سدود محافظة الكرك التنور ووادي الموجب والكرك وبني حماد، على أن مزارعي الأغوار يؤكدون ان مزروعاتهم الصيفية بدأت بالتأثر من نقص المياه، وهو ما ينذر بموسم زراعي صعب.


ويطالب مزارعون من المسؤولين في سلطة وادي الأردن العمل على وقف الاعتداء على مياه الري في مصادرها قريبا من سد التنور والتي تنبع من الينابيع التي تستخدمها سلطة وادي الاردن حاليا بديلا عن سد الموجب لري الزراعات بالأغوار الجنوبية إلى جانب سد وادي بن حماد الذي دخل الخدمة حديثا.


ووفق مزارعين في مناطق غور المزرعة والغور الصافي والحديثة، فانهم قبل أيام كانوا على وشك اقتلاع محصول الملوخية أو تركه للمواشي، وهو من الزراعات الصيفية بالأغوار الجنوبية ويسهم في تعويض خسائر المزارعين التي تعرضوا لها خلال المواسم السابقة، مشيرين إلى أن نقص مياه الري أدى إلى تراجع في انتاج محصول الملوخية وبعض الزراعات الصيفية.


وكانت وزارة المياه والري اكدت في تصريحات سابقة، ان سدود الجنوب وللعام الثاني على التوالي، وهي سدود الموجب والتنور ووادي الكرك واللجون تواجه نقصاً حاداً في مستويات تخزين المياه لم تشهدها منذ سنوات عديدة سابقة، وتبعها لاحقا تأكيد الوزارة ان بعض السدود قد جف تماما، مثل سد التنور المزود الرئيس لمياه الري بالاغوار الجنوبية.


وكانت سلطة وادي الاردن أعلنت جفاف سدود الجنوب ومن بينها سد التنور الذي يزود المزارعين بالغور الصافي وغور فيفا والجزء الجنوبي من الاغوار بمياه الري.


وقال المزارع كامل العجالين من غور المزرعة إنه توقف عن الزراعة الموسم الحالي بسبب معيقات العمل الزراعي بالوقت الراهن، واهمها شح المياه، لافتا إلى أن محصول الملوخية لدى غالبية المزارعين يتعرض للتلف بسبب ضعف ونقص مياه الري، وهو الامر الذي يدفع بأكثرهم إلى التفكير في اقتلاع المحاصيل أو تركها لرعي المواشي.


وبين أن ما يجري حاليا في موسم الصيف يؤشر إلى ما ستكون عليه الأوضاع خلال الموسم الرئيس في الشتاء، حيث يزداد استهلاك مياه الري بكميات كبيرة، نتيجة زراعة كامل المساحات الزراعية بالمنطقة، لافتا إلى أن المزارعين لا يحصلوا على حصصهم المائية كاملة من مصادرها.


وأشار المزارع أحمد النواصرة الى أن السنوات الماضية كانت شهدت نقصا بمياه الري ما أدى إلى تلف العديد من المحاصيل وخصوصا محصول الملوخية في موسم الصيف، متوقعا أن الموسم الزراعي المقبل سيكون الأكثر خطورة في ظل نقص المياه بالسدود.


وأكد رئيس جمعية التأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل أن المزارعين لمسوا الأثر في تراجع مخزون السدود خلال موسم الزراعات الصيفية الماضي، حيث واجهت مزارع نقصا ملحوظا بمياه الري، إضافة إلى تأثر بعض الأشجار بنقص المياه، إلا أن الموسم الحالي لزراعة الملوخية يشهد احيانا ما يمكن وصفة بالعطش.


وشدد على أن جفاف السدود وخصوصا سد التنور الذي يزود الأغوار الجنوبية بمياه الري سوف يؤثر بشكل كبير على ري المناطق الزراعية المعتمدة على مياه السدود، وخصوصا الزراعات في الغور الصافي حيث المساحة الزراعية الاكبر، والتي تعتمد على سد التنور.


ولفت الهويمل، إلى أن مساحة الاراضي الزراعية في اللواء، تقدر بحوالي 55 ألف دونم، وهي مساحة كبيرة، تحتاج لضبط مياه الري فيها، وتوزيعها على الأراضي بعدالة.


واكد مدير مكتب سلطة وادي الاردن بالاغوار الجنوبية المهندس رائد الصعوب في تصريحات سابقة لـ "الغد" أن جفاف السدود وخصوصا سد التنور له أثر كبير على مصادر المياه وخصوصا خزان السد ومصادر الينابيع التي بأسفل السد، مؤكدا أن جفاف السد لن يؤثر على كميات المياه الواردة للمزارعين موسم الصيف الحالي والموسم المقبل، وانه لم يتم اتخاذ أي قرار بتخفيض كميات المياه الواردة للمزارعين.


وبين أن قرار السماح بزراعة 10 دونمات فقط بمحصول الملوخية من مساحة الوحدة الزراعية البالغة 30 دونما، يجري العمل به منذ عامين، وجاء بسبب نقص المياه وحاجة محصول الملوخية لكميات كبيرة من المياه ليست متوفرة.

اقرأ المزيد :