نقص لإسرائيل

معاريف حاييم مسغاف 10/2/2019 الليكود جميل، حركة واسعة، شعبية، ديمقراطية. تعرف كيف تعطي لسانا لعشرات آلاف الرفاق. مستعدة أيضا لأن تلفظ من داخلها من ليس مناسبا لتمثيلها وأن تضم إلى صفوفها أناسا ذوي قامة. ليس كأولئك الذين جلسوا في المقاهي ونجحوا في أن يؤثروا في رأس أحد ما. نير بركات في الداخل. وكذا يوآف غالانت. عُشرية اولى رائعة. ديمقراطية بكامل بهائها سخرت مما يحصل لدى الآخرين. مثلا في الحزب الذي أقامه بيني غانتس. صديق يجلب صديقا. الوجه الذي يقف على رأس الحزب يختار لنفسه اولئك الذين يكونون وراءه في القائمة، فيما يربطهم بحبال من الولاء. للدمى على الخيط يوجد حرية عمل اكثر. سلسلة من الدمى التي تتحرك بالخيوط والتي تصوت وفقا لأمر من علي. هكذا يبدو الحال الآن لدى كل اولئك الذين يسعون لان يغيروا الحزب الحاكم. نهض شخص في الصباح، استشار بضعة مقربين واصدقاء صِبا، توجه إلى مستشارين اعلاميين، بحث عن شيء ما يشبه الأجندة السياسية، وهذا هو. يوجد حزب. لا يوجد فيه اعضاء مسجلون. ليس له مؤسسات مرتبة. لا شيء. وحتى المبادئ ليس له. يعبئون بضع استبيانات ويركضون لمسجل الاحزاب. وبعد ذلك يتطور كل شيء وكأنه من تلقاء ذاته. يطلقون الحزب بحضور المشجعات مدفوعات الاجر ويركضون إلى الامام. الاستراتيجيون يبنون برنامجا. يكتبون الخطاب الاولي ويعرضونه على الناس متأكدين من أنه لم تكن اخطاء في الكليشيهات التي يتلوها رئيس. غانتس هو أمل معسكر فارغ من القيم والمبادئ الاساسية. ومنذ الان لا يستبعد تنازلات محتملة، بينما بعض من رفاقه في القائمة يفكرون خلاف ذلك. هذه الارتباطات الاضطرارية التي تقع علينا شرا صبح مساء تبدو كالتجارب التي يجريها خبراء علم النبات على نباتات مختلفة كي يحصلوا على نبتات اكثر انتاجا. ولكن في الحياة الحقيقية هذا لا يمكن أن ينجح. عمليا، لا توجد مثل هذه الظاهرة في اي مكان آخر في العالم. ارتباطات بين احزاب ليس بينها اي شيء. ينشئون حزبا، دون أي امل حقيقي في اجتياز نسبة الحسم، وعندها يركضون نحو الارتباط. جدول الاعمال السياسي ليس هاما. ما يعني المتفاوضون هو المكان في القائمة العامة. لضمان المقاعد توجد اهمية تعلو بلا قياس على المبادئ التي ينبغي أن تشكل اساسا للمنتج الجديد. واحيانا يكون هذا ثنائي الرأس واحيانا متعدد الرؤوس. إذن ما الذي يتعين علينا نحن، مواطني هذه الدولة، ان نفكر به عن عملية هذا المنتج حين يقف على رأسه رئيس أركان سابق يتشوش في رسائله ويضطر بعد ذلك إلى اصدار ايضاحات محرجة بمعونة خبراء في تشويش المواقف؟ برأيي، يبدو هذا سيئا – وهو حقا سيء. لدى غانتس يوجد الكثير من الاصدقاء وهم يريدون شيئا واحدا فقط: استبدال بنيامين نتنياهو. هذا مشروع ومقبول في كل مجتمع ديمقراطي، ولكن ليس بهذه الطريقة. ليس من خلال اقامة وحش متعدد الرؤوس ليس بين عناصره اي قاسم مشترك. فالديمقراطية الكلاسيكية تؤمن بتبادل الحكم بين عناصر متنافسة، لدى كل واحد منها فكر واضح. هكذا هو الحال في كل دول العالم الحر. الا عندنا. خليط من الاحزاب التي تتشكل لتوها لا تبحث عن قواسم مشتركة مبنية على بديل فكري بل عن فارس على حصان أبيض. ولكن التاريخ يشهد بان مثل هؤلاء الفرسان لا يتواجدون الا في الاساطير. وعندنا أيضا، من أجل هزيمة ليكود ديمقراطي، هناك حاجة لاكثر من هذا بكثير.اضافة اعلان