نقل السفارة الأميركية إلى القدس: خطوة طبيعية

إسرائيل هيوم

ايال زيسر  10/1/2017

المهاجم الفلسطيني الذي نفذ عملية الدهس في يوم الاحد الماضي في ارمون هنتسيف في القدس لم يكن بحاجة الى أي مبرر لقتل ضحاياه. يمكن أن يكون قد تأثر من عمليات الدهس التي نفذها المهاجمون الذين يؤيدون داعش في نيس وبرلين. ويمكن أن يكون قد تأثر من التهديد الذي يصدره محيط أبو مازن وهو أنه اذا تجرأ دونالد ترامب على نقل السفارة الامريكية الى القدس فان المنطقة ستشتعل.اضافة اعلان
يجب الاعتراف بأن المجتمع الفلسطيني – المملوء بالتحريض في الشبكات الاجتماعية والمؤسسات الرسمية – لديه الدافع الاساسي للاضرار بإسرائيل والإسرائيليين. ولا حاجة الى الكثير من اجل حدوث ذلك. ظهور داعش كجهة راديكالية تجر وراءها الكثير من الشباب في العالم العربي والاسلامي، يزيد من صعوبة هذا الواقع.
العملية في القدس جاءت بعد بضعة ايام على تحذير كيري لترامب بعدم نقل السفارة الى القدس حتى لا يشتعل كل الشرق الاوسط.
يمكن أن يكون كيري لم ينتبه الى أن المنطقة تشتعل منذ زمن. فهذه هي الحال في ليبيا وسوريا واليمن والعراق. ولكن وزير الخارجية الاميركي اختار التركيز على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتكرار الاقوال أن مصدر المشكلات في المنطقة هو الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
إن اقتراح كيري على ترامب عدم نقل السفارة الى القدس لا لزوم له، ومن الافضل لترامب تجاهله.
لماذا لا يوجد خطر في نقل السفارة الأميركية الى القدس، ولماذا يمكن بيع خطوة كهذه للعالم العربي؟ لأن كل من له عقل في رأسه يعرف أن هذه الخطوة لن تغير أي شيء، ولن تغير مكانة المدينة والواقع فيها، وكذلك لن تغير المواقف الاساسية لواشنطن من الصراع في منطقتنا.
جميع المؤسسات الرسمية توجد في القدس، بما في ذلك منزل الرئيس والكنيست، وكل شخص قام بزيارة اسرائيل، بما في ذلك الرئيس اوباما أو وزير الخارجية كيري، وصل الى القدس والتقى فيها مع زعماء اسرائيل. هل يستطيع أحد القول بشكل جدي إن اللقاء في القدس بين الرئيس الاسرائيلي وبين أحد ضيوفه من الرؤساء هو أمر محظور من شأنه اشعال الشرق الاوسط؟.
يستطيع ترامب نقل سفارته الى القدس دون خوف، والقول إن هذه الخطوة مطلوبة وطبيعية من اجل الاجابة على أحد الاسئلة الهامة المختلف عليها بين إسرائيل والفلسطينيين. ويفضل أن تعرف واشنطن والمنطقة ايضا بأن الحديث هو عبارة عن اعتراف بالواقع الموجود الذي تسلم به مصر والأردن.
إن ما يمكن لترامب أن يتعلمه من كيري هو أن التردد والخوف هما تعبير عن الضعف ويسببا الضغط والرفض. وبوتين في المقابل، لم يطلب من العالم أن يكون متسامحا مع أحد، لذلك يتم احترامه ولا أحد يهدد باشعال المنطقة ردا على خطواته وسياسته.