نهائي أكثر من رائع

أثبت فريقا بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الألمانيين أول من أمس، أنهما استحقا الوصول إلى المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما قدم كل منهما أفضل ما لديه وكان يستحق اللقب بحق، إلى أن تمكن “العجوز الهولندي” روبن، من استعادة ألقه وعشقه لهز الشباك، ووضع حدا للفرص المهدورة أمام مرمى دورتموند، فسجل “الهدف القاتل” الذي من خلاله توج بايرن بأغلى الألقاب الأوروبية، بعد أن عانده الحظ في الأعوام الثلاثة الأخيرة.اضافة اعلان
المباراة كانت ممتعة ومشوقة، وفرض الفريقان احترامهما على بعضهما بعضا، وعلى المتفرجين البالغ عددهم 86298 متفرجا في ستاد ويمبلي الشهير، وكذلك على مئات الملايين في مختلف قارات العالم ممن تابعوا المباراة عبر التلفزيون.
كان الفريقان الألمانيان عند حسن الظن بهما، ولم يفسحا مجالا لـ”ذوي القلوب الضعيفة”، أو أولئك الذين كانوا يعتقدون أن البطولة انتهت بخروج القطبين الإسبانيين برشلونة وريال مدريد، وأبدع الحارسان مانيول نوير “بايرن ميونيخ” ورومان فايدنفيلر “دورتموند”، في التصدي لشلال من الأهداف كادت تطرق مرميي الفريقين.
عبقرية ودهاء “العجوز” يوب هاينكس تغلبت على طموح وذكاء المدرب الشاب يورغن كلوب، وكلا المدربين تبادل المصافحة بعد انتهاء المباراة تجسيدا للروح الرياضية العالية التي كانا يتمتعان بها.
هل رأيتم جمهور دورتموند بعد نهاية المباراة؟... لم يخرجوا عن طورهم ولم يغادروا مقاعدهم في مدرجات الملعب الإنجليزي... صحيح أنهم شعروا بغصة في الحلق وذرف بعضهم دموع الحزن على الخسارة، لكن تلك الجماهير حيّت نجومها ورفعت اليافطات الصفراء فخرا بهذا الفريق، أمام اليافطات الحمراء التي رفعتها جماهير البايرن.
كان نهائيا أشبه بالحلم وقمة في الإثارة، فلم يستطع أحد أن يلتقط أنفاسه من شدة توالي الهجمات، رغم أن الأنفاس حُبست بين حين وآخر من قبل محبي الفريقين، عندما كانت الكرة تدور أمام بوابة المرمى، أو عندما أطلقت “الصواريخ” من مسافة بعيدة.
ينتهي الموسم الأوروبي أو يكاد ينتهي في ظل بقاء عدد محدود من المباريات، وينشغل العالم لاحقا في متابعة “أخبار النجوم” التي تحوم حول مختلف الأندية الأوروبية، وسيبقى السؤال في ذهن كل عربي... متى يمكن أن نشاهد بطولة عربية كحال دوري أبطال أوروبا؟... أعتقد أن إجابة الكثيرين ستكون “في المشمش”.

[email protected]