نهاية "العمل" سيئة للديمقراطية

إسرائيل هيوم امنون لورد 4/1/2019 أمام تحطم حزب "العمل" والاهانة التي تلقتها تسيبي ليفني، هناك من يمتلئون شماتة. أنا لا انتمي اليهم، وليس فقط بسبب الحنين والتقدير لأداء حزب العمل. فتفكك حزب العمل يشير إلى تفكك الساحة السياسية كلها، وهذا هو الخطر الاكثر جسامة للديمقراطية في إسرائيل. مع انه كانت اسباب تاريخية للتراجع المتواصل في قوة العمل، فإن "العمل" الذي يظهر في الاستطلاعات بمعطيات احادية المنزلة، ليست بسبب اخفاقاته التاريخية. فالتحطم هو وليد صراع دائم من جانب وسائل الاعلام، ولا سيما صحيفة "هآرتس"، التي نفذت جريمة قتل تشهيرية لزعيمه المطاح به، يتسحاق هيرتسوغ. أتذكرون انه كان واحدا كهذا؟ للمعسكر الصهيوني رحمه الله لا يزال مع 24 نائبا في الكنيست. هذا هو الانجاز الانتخابي لهيرتسوغ ولليفني. فور الانتخابات في 2015 بدأ القصف لزعامة هيرتسوغ. فقد كتب في "هآرتس" أن "هيرتسوع يعرف، ومثله نتنياهو أيضا، أن كل ساعة تقوم فيها قيادة المعسكر الصهيوني على اساس هذا الزعيم المتوازن زعما والمسؤول زعما، ليس له قائمة: فقائمته تكمن في صف الشخصيات الذين يجلسون على الخطوط... آفي غباي، رئيسا الاركان غابي اشكنازي وغادي غانتس". وهاجمه رفيف دروكر باستمرار بسخرية لاذعة: "كيف أصبح بوجي هيرتسوغ شريطة سياسية"، كتب في ايار 2016. "بواسطته ينزل نتنياهو كل معسكر اليسار- الوسط على ركبتيه". وقد وصفه بانه "هذا القرف". عمليا، اعلام من هذا النوع اقنع مصوتي العمل بان يتخلوا بالسرعة الممكنة عن هيرتسوغ وتتويج النجم المتحمس على الخط، آفي غباي. وعندها، على طول فترة طويلة اديرت حملة طالبت غباي بان يخلي مكانه في صالح الامل الخالد، ايهود باراك. أو غانتس. أو مويشه زخمير. يمكن ان نقول شيئا واحدا: "اليسار" المؤطر تتحكم به جهات خارجية وليس ناخبوه. اذا نجح جهاز القضاء لا سمح الله بتصفية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فإن الساحة السياسية باسرها ستصبح ملعبا، ان لم يكن موقع خردة. فالمؤسسات ستقرر السياسة في كل مجال. جهاز القضاء سيصبح اكثر مما هو اليوم سلطة تشريعية أيضا. رأينا مثالا كهذا في قرار القاضي فوجلمان في قضية لارا القاسم. لا توجد في إسرائيل سلطة قانون بل سلطة فوجلمان وشاي نيتسان. جهاز الامن سيقرر سياسة الامن. لدى قادة الجيش الإسرائيلي واجهزة الاستخبارات الوسائل لفرض ارادتهم على رئيس الوزراء، وبنيامين نتنياهو هو النموذج شبه الوحيد منذ بن غوريون، لرئيس وزراء ناجح في توجيه سياسة الخارجية والامن حتى بخلاف الريح التي تهب في جهاز الأمن. واضعو الانظمة مثل المسؤولين عن القيود التجارية وعن السوق المالية وبنك إسرائيل سيقررون السياسة الاقتصادية. إن الليكود، مع نتنياهو على رأسه هو آخر ما تبقى للساحة السياسية المنتخبة والمؤدية لمهامها. هو المرسى الاخير للتعبير عن ارادة الشعب. والتطورات في اليمين الديني لا تبشر بالخير. ومثلما تتحكم وسائل الاعلام والمؤسسات المختلفة اليوم في اليسار هناك انطباع انها توشك ان تتحكم أيضا بقسم هام من اليمين. حقيقة أن آفي غباي جاء من مكان ما كي يسيطر على حزب تاريخي مثل العمل، وحقيقة أن بيني غانتس الذي سِجله العسكري- الأمني هو فاشل، يعتبر اليوم هو المخلص، كل هذا يجب أن يشكل تحذيرا للديمقراطية الإسرائيلية.اضافة اعلان