هاشتاغ "حياة – العرب– مهمة"

هآرتس

بقلم: شيرين فلاح صعب

اضافة اعلان

من كان يصدق أن هاشتاغ "حياة – العرب – مهمة" سيتحول في اقل من يوم الى حملة احتجاج افتراضية، تثير عاصفة في الشبكات الاجتماعية وتحصل على تغطية واسعة من وسائل الاعلام الاسرائيلية، العبرية والعربية. للحظة لم نعتقد أن هذا سيحدث، ومنذ اللحظة التي حدث فيها ذلك اصبحنا ندرك بأنه قد حان الوقت للتذكير بأن حياة العرب مهمة. هذا ليس موضة، بل مقولة تذكر الجميع بأن العنف والجريمة في المجتمع العربي، تسلب حياة مواطنين عرب في كل اسبوع وفي كل يوم.
تخيلوا الحياة في ظل الخوف من أن تصيبكم رصاصة طائشة أو متعمدة وأنتم في ساحة البيت أو في قاعة افراح. ولكن ايضا من اجل ذلك لا توجد حاجة للتخيل، حيث إن هذا هو الروتين العادي لحياة العرب في دولة اسرائيل. وزير الامن الداخلي، عومر بارليف، غرد ردا على الاحتجاج وقال: "عشرات السنين من الاهمال والتجاهل والخوف من الدخول الى اعماق مشكلات الوسط العربي، والافتراض السائد بأنه طالما أنهم يقتلون بعضهم بعضا، فان هذه هي مشكلتهم. في المائة يوم الاولى في منصبي عملت اكثر مما تم عمله في عشرات السنين الاخيرة في مواجهة الجريمة في الوسط العربي. نعم، حياة العرب مهمة". صحيح، الوزير على حق. عشرات السنين من الاهمال والتجاهل والخوف من النظر في عيون المجتمع العربي والاستعداد للاعتراف بالتعقيد الاجتماعي فيه، أدت بنا الى ما نحن عليه.
لا يمكن تجاهل أن العرب قد تحولوا الى مواطنين من الصنف ب في ظل زعماء سياسيين دفعوا قدما بسياسة الاهمال، وغياب العلاج والتعامل مع مشكلة العنف والجريمة. طوال السنين كانت هناك محاولات متكررة للتقليل من اهمية المجتمع العربي وخفض مكانته كجزء مهم في دولة اسرائيل. الرؤية السائدة تنسب للمجتمع العربي خصائص لوضع طوارئ دائم، مجبول بالعجز. لذلك، هذا المجتمع لا يمكنه مواصلة الوقوف وحده من اجل انقاذ الضحايا مستقبلا.
ولكن المسؤولية عن حماية حياة المواطنين العرب لا تقع على مسؤولية المجتمع العربي وحده، هذه مسؤولية الدولة والحكومة. العرب هم مواطنون في الدولة، وهي من مسؤوليتها الحفاظ على امنهم الشخصي. لذلك، حتى قبل طرح موضوع اجتثاث الجريمة والعنف من المجتمع العربي يجب مناقشة اجتثاث سياسة الاهمال والعنصرية الممأسسة تجاه العرب، التي تحولت الى روتين حياة. الجيل الشاب العاطل عن العمل يعيش في ظل التمييز في سوق العمل وعدم المساواة، الامر الذي يشكل امكانية كامنة متفجرة للعنف والجريمة. ليس من الغريب أن ضحايا القتل هم في اعمار 20 – 30 سنة. وما تزال الرؤية السائدة هي أن العنف هو مشكلة اجتماعية داخلية فقط، وأنها من شأن العرب.
ما الذي يجب عمله وما الذي يجب ألا يعمل؟ الدعوة الى انفاذ متزايد للقانون ودمج وحدة مستعربين أو الشباك ليست هي الحل. بالعكس، هذا يزيد الفجوات وعدم الثقة داخل المجتمع العربي. وقد حان الوقت للتوجه الى التعاون بين الوزارات ورؤية واسعة ومعمقة اكثر لاجتثاث الجريمة والعنف، بإدارة رئيس الحكومة والوزراء وباشراف اعضاء الكنيست. هذه مصلحة عامة واسعة، لكن نشأت ايضا فرصة فريدة لبدء حوار مفتوح مع الجمهور العربي. حلول للمدى القصير لن تساعد لأن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية ستواصل الاشتعال من تحت البساط وستمهد الطريق بذلك لاستمرار الجريمة والعنف. لا يمكن دفن الرأس في الرمل والقول إن هذه فقط هي مشكلة تخص العرب وحدهم، بل هي مشكلة تخص كل المجتمع الاسرائيلي. ويجب الاعتراف بالحقيقة البسيطة وهي أن حياة العرب مهمة.