هجوم على الديمقراطية

هآرتس

أسرة التحرير

اضافة اعلان

الحدث الذي كشف النقاب عنه في قناة "خبار 12" في نهاية الأسبوع، اقتحام محافل ايرانية للهاتف النقال لرئيس حزب أزرق أبيض ولرئيس الاركان الاسبق بيني غانتس، يبدو كتحقق للتخوف الذي ثار منذ التدخل الروسي في حملة الانتخابات في الولايات المتحدة والتي انتخب فيها دونالد ترامب رئيسا. بعد وقت قصير من نشر الخبر، يوم الخميس، قضى بعض المحللين المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه لن يكون مفر لغانتس غير الاعتزال. هذا طلب لا أساس له. فهل باتوا يعرفون منذ الان ما الذي في الجهاز؟ واذا كان نعم فكيف عرفوه؟
ليس لدى الجمهور فكرة عن المعلومات التي يزعم انها وقعت في ايدي الايرانيين واجهزة الامن الإسرائيلية، ولا يقل خطورة عن ذلك، من يعرف بها، مَن مِن شأنه ان يستغلها ولأي اهداف. وكان النائب السائق اريئيل مرغليت، من كبار المستثمرين في شركات السايبر الإسرائيلية، قال في مقابلة مع "ذي ماركر" في نهاية الاسبوع انه "كان واضحا ان هذا سيحصل. فقد حصل في 2016 في الولايات المتحدة، وحصل في فرنسا، حصل في بريطانيا في البريكزيت.
ومنذ الآن يمكن نشر كل انواع الامور عن غانتس، التي ستمس به انتخابيا. هذا هو الهدف، سواء كانت الامور صحيحة أم لا. وكي تنشر المادة يجب ان تبيض، اي ان يتمكن الناس من أن يقولوا من أين اتت. هذا المؤشر في شكل الخبر عن الاقتحام، يأتي دوما قبل التدخل الفظ. ما أن اتوقع أن اراه الان هو أن يبدأوا بالخروج على غانتس بالمواد".
السيناريو الذي رسمه مرغليت يستوي مع سلسلة التطورات الحالية. فامكانية أن يكون لدى الايرانيين معلومات حساسة ما عن غانتس مقلقة، رغم أنه قال يوم الجمعة انه قابل للابتزاز وانه ليس في جهازه النقال مادة امنية. ولكن مقلقة بقدر لا يقل امكانية ان تتسرب معلومة ليست في الجهاز من محافل أمنية إلى فريق حملة نتنياهو. منذ بداية حملة الانتخابات يعمل الليكود ونتنياهو على التشهير بشخصية غانتس بجملة من الطرق، بما فيها المعلومات الكاذبة أيضا. واستخدام محتوى الهاتف النقال الذي اطلعت عليه دولة معادية هو ارتفاع درجة خطير.
مثل هذه المعلومات يفترض أن تكون من نصيب المحافل الامنية الرسمية فقط، وكلها، الموساد، الشاباك، مجلس الامن القومي، شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" ومنظومة السايبر، تتبع نتنياهو. منذ أمس جسد نتنياهو بالملموس على التويتر قدرته على تحويل هجوم سايبر على رئيس الاركان الاسبق إلى مادة تحريض: "هذه محاولة من لبيد وغانتس لتزييف حقيقة ان النظام في ايران يدعمهما بشكل علني".
ولما كان يتولى في إسرائيل رئيس وزراء عديم الاستقامة ومنعا للخوف من التخريب على حملة الانتخابات، فإن على رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي حنان ملتسير ان يجد السبيل للرقابة على هذا الحدث الخطير لفحص تسلسل القضية وللتأكد من انها لا تستغل لهجوم خطير على الاجراء الديمقراطي.