هدوء حذر بقطاع غزة والعدوان الإسرائيلي يخلف خسائر مادية فاقت 3 ملايين دولار

شابان فلسطينيان يتفقدان الدمار الذي أحدثه العدوان الجوي الإسرائيلي بمنزلهما في خان يونس بقطاع غزة -(أ ف ب)
شابان فلسطينيان يتفقدان الدمار الذي أحدثه العدوان الجوي الإسرائيلي بمنزلهما في خان يونس بقطاع غزة -(أ ف ب)

نادية سعد الدين

عمان- يسود قطاع غزة هدوءاً حذراً وسط الدمار القاتم الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي أسفر عن سقوط 34 شهيداً و111 جريحا، وارتفاع قيمة الخسائر المادية المباشرة إلى زهاء 3 ملايين دولار، في ظل تهديد الحكومة الإسرائيلية، أمس، باستئناف عدوانها مجدداً عقب التنصل من التزامها بالتهدئة الهشّة التي تم التوصل إليها مع الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية.اضافة اعلان
واعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن "سياستها الأمنية لم تتغير"، حيال القطاع، فيما تنصّل رئيسها، بنيامين نتنياهو، من تعهده بوقف إطلاق النار الذي بدأه نهاية الأسبوع الماضي ضد غزة، مما يبقي الاحتمالات مفتوحة في ظل الأزمة الداخلية القائمة راهناً بسبب العملية الانتخابية الإسرائيلية.
فيما أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية استعدادها وجهوزيتها لأي اعتداء إسرائيلي جديد، مقابل قيام القاهرة بتكثيف جهودها لدرء تفجّر الأوضاع في قطاع غزة التي ما تزال تلملم جراحها عقب عدوان الاحتلال الأخير، الذي بلغت خسائره المادية المباشرة حوالي 3.1 مليون دولار، فضلًا عن الخسائر الأخرى غير المباشرة، وفق وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، ناجي سرحان.
وأوضح سرحان، في تصريح له أمس، أن "لجان الطوارئ المختصة في الوزارة باشرت عملها منذ بدء العدوان جنباً إلى جنب مع لجان الطوارئ الحكومية، وتم تقديم كافة الخدمات اللازمة دون نقص".
وقال إن "هذه الخسائر تمثلت بتضرر أراض زراعية وشبكات الري وقوارب الصيد، وقطاع البنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرق، فيما تضررت 12 منشأة تجارية، بالاضافة إلى تضرر العديد من السيارات ووسائط النقل والآليات المختلفة والعديد من المقرات والمؤسسات الحكومية، منها 15 مدرسة، إلى جانب مديريتي تعليم ومقر أمني.
وأكد أن "عدوان الاحتلال الأخير أدى إلى تعميق المأساة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة للحصار الجائر منذ ما يزيد على 13 عاماً والذي يعد أقسى أنواع العقوبات الجماعية في العالم".
وشدد على أن "الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة فاقمت الأزمات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية وأتت على ما تبقى من البنية التحتية لقطاع غزة ومؤسساته".
ولفت النظر إلى أنه "تم تقديم منحة إغاثية عاجلة بقيمة 1000 دولار لكل أسرة هدم منزلها بشكل كامل، من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتنسيق مع لجان الزكاة، كما تم توزيع مساعدات إغاثية عاجلة من خلال وزارة التنمية الاجتماعية".
وفي السياق، بين أن وزارة الأشغال ما زالت تستكمل جهود إعادة إعمار الوحدات السكنية المدمرة خلال عدوان 2014 والاعتداءات التي سبقتها والتي لم يتم الانتهاء منها حتى الآن.
وأوضح بأن "هناك ما يقارب 2000 وحدة سكنية متبقية ولم يتوفر تمويل لإعادة إعمارها حتى الآن، بالإضافة إلى تعويضات الأضرار الجزئية السكنية، فضلاً عن تعويضات أضرار القطاع الاقتصادي (الصناعي والتجاري والزراعي) التي لم يتم دفعها حتى الآن".
وناشد سرحان، "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والحكومة الفلسطينية لتقديم الدعم العاجل للأسر المكلومة والمتضررين في القطاعات المختلفة".
ودعا "الدول العربية والإسلامية، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، عدا دول الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة، إلى تقديم الدعم اللازم لاستكمال برامج إعادة الاعمار".
وحث كافة الدول المانحة والمؤسسات على التدخل لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الاعتداءات الإسرائيلية ورفع الحصار.
وأعرب سرحان عن "أمله بالبدء في توفير التمويل اللازم لإزالة آثار هذه الاعتداءات والبدء في عملية إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة من خلال تمويل تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والوفاء بتعهداتها في مؤتمر القاهرة من أجل توفير التمويل اللازم لعملية إعادة الإعمار".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شنّت فجر الثلاثاء الماضي عدواناً واسعاً ضدّ قطاع غزة استمر لمدة يومين، بدأ باغتيال القيادي في "سرايا القدس" بهاء أبو العطا وزوجته.
يأتي ذلك على وقع استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في القدس المحتلة، واستيلاء السلطات الإسرائيلية على مئات الدونمات من أراضي سلفيت الفلسطينية بهدف التوسع الاستيطاني.
فيما أصيب الشاب الفلسطيني أحمد عبد الله عمار (25 عاماً)، من سكان قرية قفين شمالي طولكرم، بالرصاص الإسرائيلي الحيّ في قدميه قرب جدار الفصل العنصري، شمالي مدينة طولكرم.
وقالت الأنباء الفلسطينية أن "قوات الاحتلال استهدفت المواطن الفلسطيني خلال محاولته عبور البوابة العسكرية المقامة عند بوابة جدار الفصل العنصري غربي بلدة نزلة عيسى شمالي طولكرم".
إلى ذلك اعادت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، صباح أمس فتح معبري كرم ابو سالم التجاري جنوب شرق قطاع غزة، ومعبر بيت حانون "ايرز" شمال القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية، ان سلطات الاحتلال فتحت المعبر أمس لجميع الفئات المسموح لها بالسفر كالمعتاد، كما فتحت معبر كرم ابو سالم التجاري امام ادخال البضائع.
وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت المعبرين منذ الثلاثاء الماضي جراء التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بالإضافة إلى الإجازة الأسبوعية.
وفي الضفة الغربية المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس ستة عشر فلسطينيا من أنحاء مختلفة، وفق بيان لنادي الاسير الفلسطيني.