هذا بيان للناس

أيها الناس هناك تهديد حقيقي بانهيار النظام الصحي، هناك تهديد حقيقي قد يتطلب الرجوع للإغلاقات العامة التي هي بذاتها مصيبة اقتصادية لن تتحملها البلد، هناك تهديد حقيقي بارتفاع عدد الوفيات، وسيكون هناك وقت للمحاسبة والمعاتبة وتقييم التجربة ومحاسبة المخطئ ومكافاة المصيب، لكن اليوم الكورونا تأتيكم من بين أيديكم ومن خلفكم، وهي محيطة بكم، ولا أحد اليوم محصنٌ منها، فانظروا ما أنتم فاعلون! أيها الناس معارضة الحكومات ونقدها من سمات الشعوب الحية المشاركة في الحكم، ولكن عندما يحيق الخطر بالوطن، ويشيع بين الناس الخوف والجوع ونقص ‏الأموال والأنفس والثمرات، عندها تؤجل جميع المعارك سوى معركة حماية الوطن والمواطن، ويظهر معدن المواطنة الحقة، ووضع الأولويات في الدفاع عن المصلحة العامة، فلا يمنعنكم إخفاق شخص أو حكومة في وضع حماية الوطن من هذه الجائحة الكارثة في مقدمة الأولويات، وتغليب المصلحة العامة على النوازع الشخصية أو القضايا الصغيرة، ولا تشغلنا الرغبة العارمة في معارضة أو مجاكرة أو معاندة الحكومة عن اتباع الصواب في معركتنا مع كورونا. أيها الناس تباعدوا وضعوا الكمامات ولا تجاملوا أحداً في صحتكم وصحة بناتكم وأبنائكم وعائلاتكم، فإنه فيروس لعين لا يهدد بالموت السريع المؤلم وحسب، بل يهدد حاجة الناس للاجتماع والتواصل وتبادل الخدمات والأعمال، إنه خراب عميم، ليس في التساهل معه رجولة ولا عقل، وهو ليس مناورة سياسية ولا مؤامرة على المقدسات، وليس عندنا ترف الوقت لنقنع من يعتقدون بذلك، لذا ذروهم في غيهم وضعوا الكمامة وتباعدوا ولا تصافحوا وكونوا من الفائزين. أيها الناس، يا منظمات المجتمع المدني، يا أيها الفاعلين في العمل العام، أيها المؤثرين والمؤثرات في وسائل التواصل الاجتماعي، وحدوا صوتكم وحدوا جهودكم مع الوطن، انشروا الوعي تواصلوا مع الناس لحثهم على التباعد واتباع وسائل الوقاية، أنتم الأقرب للناس، ورغم الإقصاء الذي قد تتعرضون له، هذا وقتكم للوقوف مع الأردن ومع الأردنيين، فما نفع التباهي بعدد المشاهدين والمتابعين و”الفلورز” إن لم نستفد منهم في هذا الوقت لحماية الوطن والمواطن. أيها الإعلام، ترَفع عن الترهات، تنزَه عن المصالح الشخصية، ودعونا نوحد الخطاب العام والرسالة الإعلامية ولو لزمن قصير من أجل التصدي لهذا الوباء اللعين، والحفاظ على الوطن والمواطن، يا محطات الإذاعة والتلفزيون، إنه وقت حرب، إنه وقت غزو أجنبي، إنه وقت زلزال صحي إقتصادي إجتماعي، إنه خطر يهدد الوطن والمواطن، وأهم سلاح في مقاومة الفيروس هو محطاتكم ومواقعكم وصحفكم، أفلا تعلنون حالة طواريء إعلامية إعلانية توعوية للمشاركة في الدفاع عن وطنكم ؟! أيها الأردني هذا مجال فخرك وانتمائك بأن تغلب المصلحة العامة، مصلحة الأردن على أي مصالح شخصية آنية، إنه وقت وضع كل المعارك جانباً إلا معركة إنقاذ النفس والأهل والمال، معركة إنقاذ الأردن، هذه معركة كرامة جديدة؛ فلا تبخل بما أنت عليه من التضحية والفداء، شارك في معركة مقاومة العدو بالتباعد، وخذ كل وسائل الحيطة والحذر، واتبع التعليمات الصحية، وكن جنديا للوطن وليس جنديا عليه. أيها الناس إنها ساعة الحقيقة، الوطن والمواطن في خطر جسيم محدق، فكونوا كما كنتم دائماً جنده الأوفياء المخلصين، واعلموا أن هناك من يتربص بكم وبوطنكم وبأمنكم وآمانكم، واعلموا أن أي مظلمةٍ لأي منكم مؤخرة على المصلحة العامة، وإن وقت تقييم وتقويم الحكومات لن يتقادم، وسيكون معنا كل الوقت للتقييم والتقويم والمحاسبة، ولكن الوقت وقت الجهاد من أجل حماية الوطن والمواطنين، وآخر دعوانا “اللهم إجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات”، قولوا آمين جنابكم.اضافة اعلان