"هذا ليس جمهوري"!

واقعة طريفة شهدتها مباراة شباب الأردن والجزيرة بدوري المحترفين لكرة القدم، أول من أمس، تمثلت في قيام رئيس نادي شباب الأردن سليم خير بالتوجه نحو عدد من المتفرجين، الذين يشجعون فريقه "نكاية" بفريق الجزيرة وهم ليسوا من مشجعي شباب الأردن، لأن الفريق لا يمتلك قاعدة جماهيرية أصلا، وتمنى عليهم عدم توجيه الشتائم لحكم المباراة والفريق المنافس، وأن يشجعوا بأسلوب طيب بعيدا عن الإساءة لأحد، لأن نادي شباب الأردن لم يسبق له أن تعرض لعقوبة بسبب هتافات "جماهيره"، ولا يرغب في حدوث ذلك تحت أي ذريعة، ويصرخ بأعلى الصوت على الملأ.. "هذا ليس جمهوري".اضافة اعلان
فعلا.. "شر البلية ما يضحك"، فرئيس نادي شباب الأردن سليم خير لم يقبل بأن يأتي مشجعون لمؤازرة فريقه ولمصلحة فريقهم غير الموجود على أرض الملعب، وتوجيه الشتائم للآخرين وتكبيد ناديه عقوبة مالية، في الوقت الذي يحتاج فيه النادي لكل قرش وليس دينار من الريع، هذا إن كان هناك ريع للمباريات هذا الموسم؛ اذ إن من الواضح تراجع مستوى الحضور الجماهيري قياسا بالموسم الماضي، بسبب تراجع مستوى ونتائج الفرق الجماهيرية، قبل أن تعود الجماهير تدريجيا نتيجة عودة الفيصلي والوحدات الى جانب السلط للمنافسة.
من سوء حظ الجزيرة أن جميع المنافسين يتمنون خسارته أمام الفيصلي يوم الجمعة المقبل، حتى تسترد جميع الفرق حظوظ المنافسة على اللقب بدرجات متفاوتة، ولذلك فمن المتوقع أن تكون "قمة الجمعة" ذات أهمية قصوى، وإن كانت نتيجتها لن تحسم الصراع، لكنها ستحدد كثيرا من ملامح المنافسة، سواء من حيث تعطيل الجزيرة وتذليل النقاط بينه وبين المطاردين، أو توسيع الفارق ومنح الجزيرة "الضوء الأخضر" للاقتراب من منصة التتويج كبطل وليس كوصيف.
من هنا يتوقع أن تحفل تلك المباراة بالحضور الجماهيري الأكبر هذا الموسم، كما ستحظى بمشاهدة تلفزيونية استثنائية، لأن نتيجتها تهم جميع المنافسين وليس الفريقين المتباريين فقط.
عودة على بدء، فإن امتلاك الفرق لقاعدة جماهيرية قد يكون سلاحا ذا حدين، من حيث الاستفادة ماديا وشحذ همم اللاعبين معنويا، وبخلاف ذلك تحميل النادي عقوبات وغرامات مالية متكررة ومتراكمة، فيما قد يكون عدم وجود قاعدة جماهيرية لبعض الفرق "نعمة" لأن تلك الأندية لن تضطر لدفع غرامات بسبب هتافات جماهيرية، في الوقت الذي لا تأتي معظم المباريات بدخل يغطي مصاريف "بدل ضيافة" في المنصة الرسمية!.