هذا هو "التحدي"

تيسير محمود العميري

أخذت "الغد" وأخص هنا "التحدي" على عاتقها منذ صدور العدد الاول، ان تضع القارئ في صورة الحقيقة كاملة بلا لبس أو مجاملة، ايمانا بدورها في بسط الحقائق بلا خوف أو تزييف، مدركة في ذات الوقت ان الحقيقة قد تكون مرفوضة من الاقلية لكنها مطلوبة من الاكثرية التي تؤمن بأن دور الصحافة ليس تلميع هذا الشخص أو ذاك ولا النيل من هذا النادي أو ذاك، بل التعامل مع الجميع بذات المقياس من العدالة والشفافية، مع الايمان المطلق بأن ما يُكتب من اخبار أو تعليقات أو تحليلات قد لا يعجب البعض اذا ما نظر الى ما هو مكتوب من منظار نادوي بحت.

اضافة اعلان

اختلفنا خلال السنوات الماضية مع البعض من العاملين بالشأن الرياضي لا سيما في الاتحادات والاندية، ممن لا يطيقون نشر الحقائق ويعتقدون بأن الشمس يمكن ان تغطى بغربال، وبأن الصحافي يمكن ان يدفن رأسه في الرمال كما تفعل النعامة، وتلقينا منهم "نصائح بالجملة" تحثنا على اعتماد الحرفية والدقة وعدم "فبركة الاخبار" وغيرها من النصائح المجانية، لكننا طالبناهم "في ظل قبولنا بتلك النصائح" ان يفتحوا الابواب والنوافذ في التعامل مع الاعلام، وأن يفتحوا صدروهم للنقد ويتحملوا وجهة النظر الاخرى.

المشكلة القائمة بين عدد لا بأس به من الاعلاميين الرياضيين الذين يحترمون مهنتهم وأنفسهم والآخرين، وبين بعض العاملين في الوسط الرياضي وتحديدا في الاندية والاتحادات الرياضية، ان الاطراف الاخيرة آنفة الذكر اعتادت من بعض الاعلاميين على المجاملة الزائفة وقلب الحقائق لاعتبارات عدة، فاعتقد بعض الرياضيين بأن الاعلاميين يجب ان يكونوا جميعا غير ناقلين للخبر بصدق وموضوعية وأمانة وأن يخافوا من نشر الخبر المتعلق بهذا النادي أو ذاك.

أضحك كثيرا وأنا أستمع لبعض العاملين في الاندية الذين يعتقدون بأنهم يديرون مشاريع تجارية خاصة بهم ذات ملكية فردية، ويتناسون انهم يديرون اندية محترمة يفترض ان تحافظ على احترامها محليا وخارجيا، والادهى والامرّ من ذلك انهم ينعتون الصحافة الصادقة بأنها تلفق الاخبار ضدهم وتتخذ منهم موقفا غير شريف، مع انهم في قرارة انفسهم يعلمون من يكتب الحقيقة، ولعل كلمات العديد من الاخوة القراء قد انصفت "الغد" عندما ادركوا بأنها لا تنقل سوى الحقيقة، وأنها صحيفة تؤمن بدورها وتمارسه بجرأة.

[email protected]