هشام عبد المنعم المدفعجي "الأشول" ومغازل "الشباك" للوحدات والكرة الأردنية

1
1

محمد عمّار

عمان – من أزقة وشوارع الرصيفة الضيقة، من ردهات البيوت المتلاصقة، والوضع المالي الصعب لكافة الأسر التي تعيش في المناطق الشعبية، كان اسم اللاعب الناشئ هشام عبدالمنعم ينطلق بقوة السهم نحو آفاق أكثر رحابة، فكان يداعب محبوبته الكرة اثناء حضوره في مدارس وكالة الغوث في الرصيفة، قبل أن يتم استدعاؤه لفريق كشافة الرصيفة (درجة ثالثة) وقتها، ليبرع هشام الصغير، ويتألق مع فريقه، حتى وصل اسمه إلى مسامع كبرى الأندية للعمل على استقطابه، ووصل إلى نهائي بطولة تحت 16 سنة مواجها أكبر الفرق اهتماما بالفئات العمرية، فكان محطة مهمة لضمه لصفوف منتخب تحت 16 سنة في ناد لم يكن اسمه حاضرا في أي المنافسات "كشافة الرصيفة"، بيد أن عشقه للأخضر، دفعه لعدم التردد للانضمام للمارد الأخضر، فكان ومنذ حضوره للقلعة الخضراء أساسيا في كافة المباريات التي خاضها الفريق طوال تواجد هشام ضمن أسوار النادي.اضافة اعلان
هشام عبدالنعم استلهم من قصيدة "أنشودة المطر"، ليرسم ملامح الفرحة لجمهور الأخضر والمنتخب الوطني، فيما طغت اخلاقه على المستطيل الأخضر كلاعب ومدرب، رغم فترات الشباب والعنفوان لتحقيق الفضل والإنجازات للمنتخب الوطني ولفريقه الوحدات، هشام عبدالمنعم ضيفنا في سلسلة حلقات "ذكريات لا تنسى" فكان الحديث التالي:
بدايات من الأزقة
هشام عبدالمنعم محمد، من مواليد الرصيفة في الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) للعام 1969، درس المراحل الابتدائية في مدارس وكالة الغوث في الرصيفة، حيت اكتشفه المدرب حسين شاهين، وبقي حتى الصف الثالث الاعدادي، يمثل فريق المدرسة في منافسات بطولات الوكالة، لينتقل بعدها إلى فريق كشافة الرصيفة بإشراف المدرب محمد صالح (الفحل)، ومنها مباشرة إلى الوحدات في العام 1986، حيث كان الموسم قد انطلق، وشارك هشام ببعض مباريات الفريق في الدوري، قبل أن يكون أساسيا في الوحدات حتى العام 2001، حيث لم يغب أكثر من 3 مباريات عن الفريق في أكثر المواسم غيابا، وكان أغلب مبارياته أساسيا، وكان أول المدربين للكابتن هشام في صفوف الأخضر المدرب اليوغسلافي فويا.
هشام مع المنتخبات
شارك هشام عبدالمنعم في صفوف منتخب الشباب اثناء مشاركته فريق كشافة الرصيفة، حيث تم اكتشافه عندما كان الفريق ضمن أندية الدرجة الثالثة ويصل للدور نصف النهائي، وخسر أمام الرمثا 3-4، وضمه لمنتخب الشباب المدرب الراحل مظهر السعيد، وأقام المنتخب معسكرا تدريبيا في الاسكندرية تحضيرا للمشاركة في بطولة فلسطين، بيد أن البطولة تم تأجيلها لعام آخر، ما أفقد اللاعبين المشاركة جراء خروجهم بسبب الأعمار، لينتقل بعدها لصفوف المنتخب الأولمبي بإشراف الراحل محمد عوض، حيث وقع المنتخب في مجموعة ضمت السعودية، سيرلانكا والبحرين، ليتأهل الأخير بفارق الأهداف عن المنتخب، بعد أن حقق المنتخب فوزين وخسارة، وسجل الهدف الأجمل في حياته من كرة من منتصف الملعب.
وبعد مشاركته مع المنتخب الأولمبي، انضم الكابتن هشام عبدالمنعم لصفوف المنتخب الأول، وشارك في تصفيات كأس العام 1993 المؤهلة الى مونديال الولايات المتحدة 1994، حيث حل المنتخب بالمركز الثالث خلف المتأهل العراق، الصين، وسجل هشام خلال التصفيات هدفين.
وشارك عبدالمنعم في صفوف المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات آسيا 1996 في الإمارات، ضمن المجموعة التي تضم الباكستان والعراق والأردن، وخسر مباراة التأهل أمام العراق 0-1، فيما تم استبعاد هشام من مشاركة المنتخب في الدورة العربية 1997 لأسباب ما زال يجهلها.
وبالمجموع العام، فقد شارك هشام في 65 مباراة ودية ورسمية للمنتخب خلال الفترة من 1991-1997، وسجل خلالها 16 هدفا لمصلحة المنتخب الوطني، أغلاها الهدف الذي سجله من منتصف الملعب في مباراة المنتخب أمام السعودية.
أفضل تشكيلة للأخضر
يعتبر الكابتن هشام أن افضل تشكيلة للوحدات، تلك التي شاركت في مواسم من 1994-1997 والتي حصدت الأخضر واليابس في البطولات، وضمت التشكيلة الأفضل برأي هشام كل من: ناصر غندور، يوسف العموري، عبدالله أبو زمع، فيصل ابراهيم، سامر بحلوز، عصام محمود، جمال محمود، سفيان عبدالله، علي جمعة، هشام عبدالمنعم، منير أبو هنطش، فراس فوزي، خالد المجدلاوي، رأفت علي، أشرف شتات ومحمود شلباية.
أفضل تشكيلة للمنتخب
وكان هشام عبدالمنعم قد شارك المنتخب في 7 سنوات متتالية، فيما يرى الكابتن أن أفضل تشكيلة للمنتخب وقتها ضمت كلا من: محمد أبو داود، أحمد عبدالقادر، مهند محادين، مراد الحوراني، محمد الخزعلي، سامر جميل، هشام عبدالمنعم، حسين الشناينة، موسى شتيان، جمال أبو عابد، صبحي سليمان، موسى أبو العوض، عارف حسين، محمد الأشهب، جهاد عبدالمنعم ويوسف العموري.
نهاية عهد الكرة كلاعب
وفي موسم 2001، قرر الكابتن هشام عبدالمنعم اعتزاله لعب كرة لقدم مع فريقه الوحدات، بعد أن حقق حب وتقدير جمهور الأخضر والمنتخب الوطني على حد سواء، من سيل النتائج الايجابية التي حققها خلال مسيرته، وكان عبدالمنعم قد شارك مع المنتخب العسكري اثناء تأديته لخدمة العلم 1988-1990، ولعب لمنتخب الأمن العام لموسم واحد، ولعب لمنتخب أمانة عمان الكبرى خلال الفترة من 1991-2000.
رقم تهديفي مميز
ويعتبر هشام عبدالمنعم من كوكبة هدافي الوحدات، رغم انه كان يلعب في مركز الظهير الأيسر أو ميسرة المنتصف، ويتمتع بقدم يسرى وتسديدته لا تصد ولا ترد، وكان سادس هدافي الوحدات التاريخيين، بعد محمود شلباية، رأفت علي، حسن عبدالفتاح، جهاد عبدالمنعم، عوض راغب، ومتقدما على عامر ذيب وسفيان عبدالله وبهاء فيصل وأحمد عبدالحليم.
القاب هشام مع الوحدات
حقق هشام عبدالمنعم 17 لقبا مع الوحدات، فقد نال لقب الدوري مواسم 1988، 1991، 1994، 1995، 1996، 1997، ونال لقب الكأس 4 مرات مواسم 1988، 1996، 1997 وموسم 2000، ونال لقب كأس الكؤوس 5 مرات مواسم 1989، 1992، 1997، 1998 و موسم 2000، ونال لقب درع الاتحاد موسمي 1988 و1995، ومع المنتخب نال لقب بطولة الأردن الدولية للمنتخبات في العام 1992.
عالم التدريب
ولان عشق الساحرة المستديرة لا ينتهي، فقد انطلق الكابتن هشام في رحلة الحصول على الشهادات التدريبية، فنال شهادة دورة الاتحاد الآسيوي للمستوى C، ونال بعدها دورة B، وحصل على دورة A، وحصل على شهادة دورة الاتحاد الآسيوي لحراس المرمى المستوى الأول، ودورة الاتحاد الآسيوي للياقة البدنية مستوى الأول، وشارك في دورة أقيمت على هامش افتتاح أكاديمية ريال مدريد 2011، ودورة المدربين المستوى الأول، ودورة تطوير المدربين للمستوى الثاني، ودورة دولية (يوفا) للمستوى الثانين ودورة تثقيف المدربين، وشارك في دورة البروفيشنال بإشراف المدرب بدر عبدالجليل، إلا انه قرر عدم المتابعة بعد أن أنهى فصلين من أصل ثلاثة، وذلك بسبب إشرافه على تدريب فريق بني ياس الإماراتي.
على صعيد التدريب، فقد تولى هشام عبدالمنعم، تدريب فريق الوحدة (درجة ثالثة)، وحصد الفريق بطاقة الصعود لدوري الثانية، وعاد بعدها للإشراف على تدريب الفئات العمرية في نادي الوحدات تحت 17 سنة في موسم 2003 ونال لقب البطولة، وعمل مدربا عاما لفريق الوحدات بإشراف المدير الفني مكسيمو فيتش، ونال مع الوحدات لقب درع الاتحاد العام 2002، وعاد وعمل مدربا عاما لفريق الوحدات بإشراف المدرب عامر جميل، ثم مديرا فنيا لفريق الكرمل، وانضم الى اتحاد كرة القدم مدربا لفريق الناشئين خلال الفترة من 2004-2006، وعاد للوحدات مدربا عاما للفريق بإشراف المدير الفني عادل يوسف، ثم مديرا فنيا للفئات العمرية في الوحدات، ونال لقب دوري تحت 16 سنة، ثم مديرا فنيا لفريق تحت 20 سنة، وعاد للفريق الأول مدربا عاما مع المدير الفني اسماعيل يوسف، ثم انتقل للتدريب في الأكاديمية العربية في مصر، وعاد للأردن ليكون مدربا عاما لفريق الجزيرة في العام 2009، وكان بعدها قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدوري المحترفين مع شباب الحسين في الموسم التالي، ثم تولى تدريب فريق بني ياس الإماراتي موسم 2011، ونال مع الفريق لقب بطولة نادي بني ياس الدولية لكرة القدم للشباب لذات الموسم، وعاد للقلعة الخضراء مدربا عاما للفريق الأول 2012، ثم مديرا فنيا لفريق نادي هلال القدس الفلسطيني، وعاد لتدريب نادي الوحدة وصعد بالفريق لدوري الدرجة الثانية موسم 2013، ليعود مدربا عاما لفريق الوحدات موسم 2015-2016، حيث نال الوحدات لقب دوري المحترفين، ثم تسلم تدريب فريق شباب الحسين وصعد به لمصاف أندية الدرجة الأولى، ليغادر إلى الإمارات مجددا ويشرف على تدريب فريق خورفكان للشباب تحت 20 سنة، وختم مسيرته التدريبية حتى اعداد هذا التقرير مع فريق سحاب للموسم قبل الماضي، وكان قريبا من الصعود لدوري المحترفين.

;feature=emb_title