عندما نتحدث عن الاكتئاب الموسمي، ربما تتبادر إلى الذهن أيام الشتاء القصيرة الفاترة. بعد كل شيء، يشعر الجزء الأكبر من الأشخاص الذين يعانون من تغيرات المزاج الموسمية بأكبر قدر من التوتر والقلق خلال فصل الشتاء.

لكن الاضطراب العاطفي الموسمي يمكن أن يحدث في أي وقت وفي أي موسم. وفي الوقت الحالي، بينما ننتقل بعيدًا عن الصيف ونستقر في روتين الخريف الجديد، سيلاحظ الكثير من الناس أنهم يشعرون ببعض القلق أو الكآبة أكثر مما كانوا عليه قبل شهر.

“في هذا الوقت من العام، عندما تصبح الأيام أقصر، تتطور لدى البعض أعراض التغير الموسمي للاكتئاب – حتى لو لم يرتفع إلى مستوى التشخيص الطبي،” الدكتور إريك غولدن، طبيب نفسي في مستشفى الطب النفسي الغربي بجامعة بيتسبرغ، بحسب موقع هافبوست

أسباب الشعور بالقلق والحزن في فصل الخريف

هناك أسباب متعددة وراء تأثير التغيير في المواسم على مزاجنا. أولاً، تميل جداولنا الزمنية إلى الارتفاع في الخريف ومع ذلك تأتي ضغوط ومسؤوليات جديدة يمكن أن تؤثر على رفاهيتنا.

تصبح الأيام أيضًا أقصر وأقل تعرضًا لأشعة الشمس. وفقًا للدكتور بول ديسان، الأستاذ المشارك في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل، فإن الدماغ حساس جدًا للدورة الفاتحة والمظلمة.

حيث لا يزال العلماء يتعلمون جميع الطرق التي يؤثر بها ضوء النهار على الناقلات العصبية في دماغنا والتي تؤثر على ما نشعر به، لكن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن التغيير في الفصول يمكن أن يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ.

نحن نعلم، على سبيل المثال، أن المستويات المنخفضة من ضوء النهار مرتبطة بانخفاض مستويات السيروتونين – الناقل العصبي المرتبط بالاكتئاب وتنظيم المزاج، كما قال غولدن.

كما أنه قد تبدأ أدمغة بعض الناس في الاستعداد لحقيقة أن الشتاء يقترب. وأوضح ديسان أنه إذا عانوا من الاكتئاب الموسمي أو القلق في السنوات الماضية، فقد يشعرون بالقلق من أن أصعب وقت في العام بالنسبة لهم هو قاب قوسين أو أدنى.

التغيرات المزاجية الموسمية هي طيف. وفقًا لديسان، أظهرت البيانات أن معظم الناس يشعرون بتحسن في الصيف مقارنة بالشتاء، لكن الأعراض يمكن أن تختلف حقًا من حيث الشدة.

قد يعاني البعض فقط من أعراض أكثر اعتدالًا، مثل تراجع في طاقاتهم، بينما يصاب البعض الآخر باضطراب اكتئابي كبير.

حيث يتأثر الكثير من الناس بمزيج من عوامل تنذر بالخطر، مثل الصحة العامة، تاريخ العائلة المرضي والمكان الذي تعيش فيه، إلى جانب عمرك وجنسك.

ومع ذلك، فإن الوجبات الجاهزة الرئيسية هي السبب في أن معظم الناس يشعرون بالسوء في الشتاء وأفضل في الصيف، كما قال ديسان.

ويمكن أن يساعد الحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس في تحسين الأعراض المرتبطة بالمزاج.

كيفية التعامل مع الإجهاد الموسمي

قال غولدن إنه ليس عليك الانتظار حتى تصبح الأعراض شديدة لبدء التعامل مع التغيرات المزاجية الموسمية. حتى الأعراض الخفيفة، عندما لا تتم إدارتها، يمكن أن تضعف قدرتك على قضاء يومك بسلاسة كما تريد.

تتمثل الخطوة الأولى في التواصل مع الذات او معرفتها بمعنى متابعة وتدوين أي تغييرات في الحالة المزاجية، مثل الانخفاض في مستويات الطاقة أو القدرة على التركيز وتراجع أداء القدرات الذهنية.

يمكن أن يكون من المفيد أيضًا ضبط الروتين والالتزام به. حدد وقتا للذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.

ونظرًا لأن الضوء له تأثير عميق على دماغنا، فمن الضروري التعرض لبعض الضوء كل يوم. يمكنك القيام بذلك بالضوء الطبيعي – عن طريق تمضية بعض الوقت في الخارج – أو باستخدام العلاج بالضوء الساطع.

إذا سلكت طريق العلاج بالضوء، قال ديسان إنك ستحتاج إلى جهاز إضاءة من الدرجة الطبية ينبعث منه 10000 لكس.

لجني الفوائد الكاملة، سترغب في الجلوس أمام الضوء لمدة 30 دقيقة كل يوم، من الناحية المثالية هو في الصباح. قال ديسان: “الضوء أكثر قوة كلما تعرضت له في الصباح الباكر”.

وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص سيلاحظون تحسنا في غضون أسبوع، فقد يستغرق الأمر حوالي شهر من العلاج بالضوء لبدء الشعور بالتحسن.

بصرف النظر عن ذلك، سترغب في التمسك بجميع الأنشطة التي ثبت أنها تجعلنا نشعر بالرضا. كل ما تفعله لتحسين رفاهيتك – ممارسة الرياضة بانتظام والتواصل الاجتماعي وتناول نظام غذائي متوازن – يؤثر على ما نشعر به.

إذا كانت هذه الاستراتيجيات لا تساعد أو إذا تدهورت حالتك، فتواصل مع الطبيب لمناقشة الأعراض وأشكال العلاج الأخرى، مثل العلاج النفسي والأدوية.

فقط لأن التغيرات المزاجية الموسمية طبيعية، فهذا لا يعني أن المعاناة معها يجب أن تكون كذلك. قال غولدن: “من المهم اتباع نهج وقائي واستباقي للتغلب عليها”.

اقرأ أيضاً: 

• “انهيار مزاجي” يصيب من يعانون “اكتئاب الشتاء”
• “الاكتئاب الخريفي”.. تقلب بالمزاج يسيطر على حالة الفرد النفسية
• نصائح للتغلب على أمراض الخريف والشتاء النفسية والجسدية
• على أبواب الفصول: أمزجة “تتقلب” و”خريف” يتحكم بحالة النفس