هل مواقع التواصل الاجتماعي تساهم بانتشار الأخبار المزيفة؟

علاء علي عبد

عمان - بمجرد قيام المرء بتسجيل الدخول لإحدى منصات التواصل الاجتماعي، فإنه سيتعرض لقصف رقمي شامل من خلال كم هائل من القصص التي تحتوي على روابط تقوده لتفاصيل القصص التي يراها وليجدها مصحوبة بتعليقات غالبا ما ستصيبه بالدوار لكثرة التشدقات التي تحتويها.اضافة اعلان
يرى موقع "ABC" الإخباري بأن المرء وعند استعداده للابحار في عالم الإنترنت يتوجب أن تكون حقيقة واحدة ماثلة أمام عينيه: "في عالم مواقع التواصل الاجتماعي يسهل انتشار الأخبار الكاذبة وفي المقابل يصعب على المرء العادي أن يميز الكاذب من الصادق منها.
فيما يلي عدد من الطرق التي يتعرض خلالها المرء للخداع من الأخبار المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي:
-  نشر معلومات قديمة أو خارج السياق: عندما نعلم بأنه يتم على موقع "يوتيوب" تحميل 7 ساعات من مقاطع الفيديو كل ثانية، وعلى موقع "انستغرام" يتم يوميا نشر ما يقارب الـ95 مليون منشور ما بين الصور ومقاطع الفيديو. من خلال تلك الأرقام الضخمة يمكننا إدراك حجم المعلومات التي يتم تداولها والتي يمكن أن يتم إعادة استخدامها بشكل خاطئ ومضلل لمن يقرأها.
المقصود بنشر المعلومات القديمة أو التي تكون خارج السياق لا يعني أنه قد تم تحريرها بشكل خاطئ ومن ثم إعادة نشرها، وإنما يكون الخداع، سواء أكان مقصودا أم غير مقصود، من خلال نشر نفس المادة لكن بطريقة خارجة عن سياقها. ففي دراسة أجريت في مختبر الوسائط الاجتماعية المرئية تبين أن 30 % من الصور المنشورة على شبكة الإنترنت والتي أحدثت إشكالية ما، كانت إشكاليتها بسبب أنها عرضت خارج السياق.
وعلى سبيل المثال، خلال عملية الانقاذ التي جرت للعالقين في الكهف التايلندي في وقت سابق من هذا العام ظهر مقطع فيديو يصور أحد الغطاسين الذي يدخل الكهف ويمر بالعديد من العوائق والالتفافات داخل الكهف ولاقى هذا المقطع انتشارا واسعا بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ليتبين لاحقا أن ذلك المقطع موجود على الـ"يوتيوب" منذ العام 2012 لغطاس حاول دخول أحد الكهوف في ويسكانسون الأميركية!
- استغلال الأهداف النبيلة لدى المستخدمين: عند حدوث الكوارث كالأعاصير أو الانفجارات التي توقع العديد من الضحايا، غالبا ما يتبعها حملات للعثور على مفقودين، حيث يقوم مجموعة من الشبان مثلا بتنظيم حملة يقومون خلالها بنشر أسماء المفقودين على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين المستخدمين بأن يقوموا بإعادة نشر تلك الأسماء لأكبر عدد ممكن عبر الصفحات المختلفة والمجموعات وهكذا.
لكن الواقع هنا ليس الذي نراه فكثير من الأسماء الواردة في مثل هذه القوائم يكونون آمنين في منازلهم إلا أن شخصا ساعيا وراء الشهرة يقوم بنشر تلك الأخبار الصادمة عن أعداد المفقودين ليستغل تعاطف الناس مع الحدث ويكتسب منشوره الشهرة التي يبحث عنها. أيضا في حادثة قتل جرت في ولاية تكساس الأميركية قام أحد الأشخاص بمهاجمة مدرسة ثانوية وأدى الهجوم لقتل 10 أشخاص وإصابة 10 آخرين. بمجرد أن تم ضبط المتهم والإعلان عن اسمه تم إنشاء العديد من الصفحات والـ"بروفايلات" باسمه على صفحات فيسبوك وبدأ رواد الموقع بتوجيه أقسى أنواع الشتائم له وبعضهم ادعى أنه ينتمي لجماعات إرهابية على الرغم من أن جميع تلك الصفحات كانت ببساطة مزيفة!