هل نريد خدمة العلم؟

لا نملك تفاصيل خطّة الحكومة لتطبيق نظام خدمة علم مدته ثلاثة اشهر فقط، لكننا متحمسون سلفا للمشروع وسبق ان كتبنا في مناسبات سابقة لصالح العودة لخدمة العلم بصيغة جديدة، لكن بصراحة لم نتوقع أن تكون قصيرة لهذه الدرجة.

اضافة اعلان

كانت خدمة العلم تطبق لفترة عامين ثم خفّضت لفترة عام، ثم الغيت ثم تم العودة اليها، وصادف انني من الجيل الذي جاء بين الفترتين فلم يقع علينا التجنيد الإلزامي. ولا ادري كيف سأفكر لو مررت بهذه التجربة، لذلك بحثت عن مواقع حوارية للشباب العربي حول الموضوع والحق انني وجدت اغلب التعليقات سلبية وخصوصا من شباب خدموا في بعض الدول العربية وتحدثوا عن المسافة الهائلة بين الواقع والشعارات، وعن اعفاء ابناء الذوات وعن التمييز والامتيازات والإذلال والإهانات واللا جدوى من صرف الوقت في جيوش لن تحارب، بل ان احدهم تحدث عن الجوع، و قال ساخرا ربما كي نأكل الإسرائيليين حين نراهم.

لم اجد مساهمات من الاردن باستثناء واحدة؛ ربما لأن الخدمة الإلزامية الغيت من فترة طويلة عندنا، ولم تعد موضوعا لدى الشباب، واقتطف خلاصة المداخلة اليتيمة الموقعة من المكلف دفعة 46 اربد- الاردن: " انهيت الخدمة قبل 15 عاماً، الا انني ما زلت اذكرها كلها، فقد دونت مذكراتي بها لحظة بلحظة... بالنهاية بدون مجاملة تجربة بحق رائعة برغم كل سلبياتها..".

كنّا سندعم خدمة علم لمدّة عام منها ثلاثة اشهر عسكرية والباقي مدنية، لكن الحكومة اختارات الحدّ الأدنى من اجل عدم التأثير على خطط الشباب الحياتية، ويكاد المشروع ان يكون محطّة تنظيم للمصادر البشرية في مرحلة ما بعد الدراسة الثانوية عبر ممرّ الخدمة الإلزامية بما في ذلك تحوبل من يحتاجون الى التدريب المهني والالتحاق بوظائف تتبع هذا التدريب، والجديد النوعي في المشروع هو تطبيق الخدمة على الفتيات، وهذه نقلة حضارية، وستكون ميسورة تماما في الصيغة الجديدة مع تسهيل اضافي ان خدمة الفتيات ستنفذ في الجامعات، وليس في معسكرات الجيش. 

[email protected]