السلايدر الرئيسيمحافظاتمعان

هل يخرج مشروع “معان الجديدة” من عتمة الوعود؟

حسين كريشان

10 سنوات مضت، منذ أن أطلقت الحكومة وعودها بتنفيذ مشروع “مدينة معان الجديدة” أو ما يعرف بـ”المدينة النموذجية”، والذي اختيرت له منطقة وادي العقيق، التي ما تزال أرضا خالية لم يدق فيها مسمار واحد.

ويتساءل سكان في معان عن وعود الحكومة حول هذا المشروع “الحلم”، الذي لم يتحقق الى الآن، وإبقاء الأمور تراوح في مكانها، منذ إعلان الحكومة عنه في العام 2014.

ويرى السكان، أن إطلاق المشروع، سيسهم بإحياء واستصلاح أراض صحراوية نائية، وإعمارها والسكن فيها، للحد من مشكلة الازدحام السكاني في مدينة معان، وكذلك تلبية احتياجات الأهالي بمدينة عصرية تواكب التطور، إلى جانب توفير مئات من فرص العمل خلال فترة الإعمار.

وأشاروا إلى أن ما رأيناه من مخططات على الورق وشاشات “الداتا شو” التي جرى عرضها على قنوات التلفزة الرسمية بشأن المشروع، أثلج الصدور حينها، لكنه انتهى بمجرد انتهاء عرض الفريق المتخصص لتصميم مخططه الهيكلي، لافتين أن ذلك ما هو إلا مجرد وعود حول هذا الحلم الذي لم يتحقق للآن.

وطالب الناشط الاجتماعي أشرف كريشان، بتشكيل لجنة فنية حكومية لدراسة أسباب تعثر المشروع، خاصة وأن مشروع “المدينة الجديدة”، له فوائد عدة ويفتح آفاقا مختلفة ويوفر فرص عمل واستثمار، كما أن الغالبية العظمى من السكان الذين لا يملكون قطع أراض سيتيح لهم إمكانية إشغال المدينة والعيش فيها، مبينا أن المشروع لو نفذ سيسهم بنقلة نوعية على المستوى التنموي المحلي.

واضاف ان المشروع يهدف لتأسيس مجمع سكني جديد خارج المدينة، لتخفيف الضغط على وسط المدينة ويخفف من أزمة السكن التي تشهدها مدينة معان، وإتاحة فرصة البدء بمنطقة جديدة ذات تخطيط عمراني مميز، متسائلا هل سيخرج المشروع من “غياهب الجب” في الوقت القريب؟.

ويشير عبدالله آل خطاب، إلى أن تخصيص قطع أراض للمواطنين، في وادي العقيق القريب من منطقة معان التنموية وقربه أيضا من مشروع الميناء البري المنوي إقامته بالقرب من المنطقة، لتوزع على الأهالي، سيسهم بتحقيق تنمية حقيقية في المحافظة، الأمر الذي سيعطي الأجيال القادمة الثقة من خلال المساهمة في المشروع عبر شراء العقارات والاستثمار في تلك المنطقة.

وقال محمود البزايعة، إن سكان مدينة معان، مايزالون ينتظرون تنفيذ المشروع على أرض الواقع، بفارغ الصبر، لإحياء منطقة وادي العقيق الصحراوي والمناطق المجاورة له، مبينا أن مثل هذه المشاريع، ستكون إنجازا وإضافة كبيرة للمحافظة وسكانها، للوصول إلى المدينة الحضارية المستقبلية، داعيا الحكومة للإسراع بتوزيع أراضي المشروع على الأهالي، لاسيما وأن المشروع متوقف منذ سنوات طويلة.

إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية في اللجنة الفنية المشاركة بالتخطيط للمشروع، طلبت عدم نشر أسمائها، أن إحدى الحكومات السابقة، كلفت المركز الجغرافي الملكي الأردني والقوات المسلحة، لاختيار أفضل وأوسع موقع قابل لأن تبنى عليه “مدينة معان النموذجية”، ورفده بخدمات البنية التحتية، حيث سارع المركز بإنجاز التصوير الجوي ووضع المخططات الطبوغرافية لمنطقة وادي “العقيق”، وتسليمه للجهات المختصة للبدء بإجراءات إفراز الأرض، لتجهيز قسائم التوزيع، مؤكدة في الوقت ذاته، أن أسباب ومبررات تأخير توزيع أراضي المشروع وفق ما هو مخطط له، ما تزال مجهولة، ولا معلومات لديهم بشأنها، بينما بقيت الأمور على ما هي عليه بدون تنفيذ لأعوام عديدة.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن المرحلة الأولى للمشروع، ستكون تنظيمية لقطع الأراضي، وتحديد إحداثياتها وحدودها، وتأمين متطلبات بنيتها التحتية قبل تسليمها للأهالي نهائيا، مضيفة أن قطع الأراضي ستوزع استنادا على القيد المدني وكل من سجل قيده في مديرية أحوال معان، يحق له الحصول على دونم أرض، ولو كان يعيش خارج المدينة، مبينة أن الحكومة اختارت وادي “العقيق” جنوب معان لاتساعه وكونه مسطحا، وتم تخطيط وتصميم الهيكل التفصيلي للمشروع، والذي سيشتمل على بنية تحتية ومرافق وشوارع رئيسة وفرعية وحدائق.

وكان رئيس الوزراء آنذاك الدكتور عبدالله النسور، وأثناء لقائه في دار الرئاسة في شباط (فبراير) عام 2014، شيوخ ووجهاء وشخصيات وممثلي الفعاليات الشعبية في مدينة معان، بحضور عدة وزراء، أعلن أن جلالة الملك، أمر الحكومة بالسير قدما لوضع هذا المشروع قيد التنفيذ.

واختارت حكومة النسور، وادي العقيق من أراضي معان، لتوزيع دونم واحد لكل مواطن في المدينة، في ظل تأكيدات تفيد بأن الموقع ستبنى فوقه “مدينة معان الجديدة”، وسيتم تزويده بالخدمات والبنية التحتية.

وقالت الحكومة في حينه، إن هذا الموقع عندما يجري تجهيزه، سيصبح مدينة حضارية، وإنها تسعى لتنفيذه على وجه السرعة.

وكان وجهاء وشيوخ وشخصيات معانية، ممن حضروا اللقاء الوزاري، أيدوا اختيار منطقة وادي العقيق لتوزع أراضيها على الأهالي، معتبرين بأن المشروع خطوة كبيرة لنهضة معان وأهلها.

ويقوم المشروع الذي تبلغ مساحته 70 ألف دونم في منطقة وادي العقيق جنوب مدينة معان ويبعد عن المدينة نحو 8 كيلو مترات، على توزيع دونم واحد لكل مواطن يقيم في معان، بهدف إنشاء مدينة نموذجية في الوادي، تحمل ملامح المستقبل، وتسهم برفع مستوى التنمية في المحافظة، وتدفع إلى تطوير خدماتها وبنيتها التحتية.

اقرأ المزيد : 

معان: مشاريع طال تعثرها والمجلس البلدي يعد بإنعاشها

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock