هند أبو شمط تنخرط في العمل التطوعي وتتحدى إعاقتها الحركية

معتصم الرقاد

عمان- سطرت هند أبو شمط (42 عاما)، قصة نجاح جديدة مميزة احتلت مكانتها بين قصص من لديهم إعاقات حركية، استطاعوا أن يتحدوا كل المعوقات، ليثبتوا وجودهم ودورهم في المجتمع.اضافة اعلان
امتلأت حياة أبو شمط، رغم إصابتها بإعاقة حركية، بتخطي الصعاب، والانخراط بالعمل التطوعي الذي تسعى من خلاله إلى مد يد العون لكل شخص بحاجة إلى مساعدة، وبخاصة ممن يعانون إعاقات شبيهة لحالتها، لقناعتها بأن الإعاقة الجسدية لا تقف في طريق الإنسان، بيد أن نظرة المجتمع ما تزال "قاصرة" وتقف في طريق تفوقهم وإبداعهم، وفق قولها.
وتقول أبو شمط (والأمل والتفاؤل يملآن عينيها) "لدي إعاقة حركية، نجمت عن مرضي وارتفاع درجة الحرارة وأنا في الثانية عشرة، بحيث لم أتمكن من المشي لمدة أسبوعين متتاليين بسبب سوء الأحوال الجوية في دولة الكويت، التي أقمنا بها وعائلتي لسنوات".
وتتابع "بدأت العلاج، ولكن المرض تمكن مني، وأصبحت جميع مفاصلي متكلسة، وفي العام 1990 قصدنا الأردن، وكنت في السابعة عشرة، لكن لم أتمكن من إكمال دراستي بسبب حالتي الصحية، وعدم توفر آخر شهادة دراسية حصلت عليها في الكويت، وعليه، مكثت سنوات عدة في البيت، لا أعرف البلدة، وأخشى الخروج لأنني لا أستطيع المشي، وأشعر بالتعب إن حاولت".
هذا الوضع، كما تقول أبو شمط، ولد لديها دافعا للنجاح، بديلا عن التقاعس والتراجع، مع تشجيع من قبل والديها اللذين وقفا إلى جانبها دائما.
وتؤكد أبو شمط، أن الإعاقة ليست بالجسد، بل بالفكر، لأنها "اختبار من الله، والله يبتلي العبد المؤمن". وتذهب إلى أن اندماجها في المجتمع كان الخطوة الأولى، والتي أهلتها لتصبح إنسانة ناجحة، لكن، ما "تكرهه" في كثير من الأحيان هو "نظرة الشفقة من الآخرين"، وتقول "أنا لا أعاني من إعاقة، ولكن المجتمع والبيئة هما المعيقان لي".
وتسعى أبو شمط إلى المشاركة في العديد من المبادرات التطوعية التي تسهم في توعية المجتمع وتقديم العون لكل أفراده، إلا أنها تحاول أن تغير نظرة المجتمع لمن يعانون من إعاقات بغض النظر عن طبيعتها.
وتعبر أبو شمط عن فرحتها وحماسها بالالتحاق بوظيفة محاسبة في أحد المحلات التجارية، "لا يمكنني وصف شعوري في أول يوم عمل، أثبتّ نفسي، وأحب عملي واكتساب الخبرات، أثبت في كل يوم بأنني لست عاجزة ولدي قدرات تثبت وجودي في المجتمع".
وتؤكد "تحديت نفسي والمجتمع وكل شيء يمكن أن يعيقني، إلى جانب مهاراتي أيضا التي أهلتني لأكون مدربة ومتطوعة في مؤسسات خيرية، والحمد لله أتمتع بحياتي كأي شخص".
ورافقت أبو شمط مؤخرا مبادرة "هدب" في رحلتها لمنطقة وادي رام، وتعبر عنها بالقول "من أجمل الرحلات السياحية، ونشكر جميع القائمين على تنظيمها".
وتؤكد "لدينا طاقات وتحديات عدة في المجتمع"، وتتمنى أن يتوفر لديها الدعم بكل أشكاله لإطلاق مبادرات دائمة تحمل الهدف والمعنى ذاتهما.