هوليوود تتجه لإنتاج أفلام عن "المحرقة" النازية بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة

هوليوود تتجه لإنتاج أفلام عن "المحرقة" النازية بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة
هوليوود تتجه لإنتاج أفلام عن "المحرقة" النازية بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة

 مريم نصر

عمّان – يغيب العالم ويصم أذنيه عما يجري في غزة، بينما تذهب هوليوود إلى إنتاج عدد هائل من الأفلام الضخمة تبكي المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد النازيين.

ويشارك في تلك الافلام نجوم هوليوود أمثال توم كروز وكيت وينسلت، وتتراوح مواضيعها بين مؤامرة فاشلة لاغتيال هتلر، وقصة لاعب سيرك نجا من المحرقة، وقصة ثلاثة أخوة يقاومون النازية وغيرها الكثير.

ومن تلك الأفلام فيلم Defense الذي يحكي قصة ثلاثة أخوة من روسيا البيضاء، شهدوا وقائع الحرب النازية التي دمرت اليهود لكنهم لم يفروا أو يستسلموا ولكن قاوموا وناظلوا وقتلوا من استطاعوا، وهو من بطولة دانيال كريغ، والمخرج هو إد زويك.

أما فيلم Valkyrie الذي أنتجه ولعب في بطولته الممثل توم كروز، فيحكي قصة الكولونيل الألمانى "كلاوس فون ستوفنبرج" الذى حاول  اغتيال هتلر، ويصور الفيلم ألمانيا أنها دولة يحكمها الشر، وأن الكولونيل رجل شريف عليه إيقاف هتلر من تدمير العالم.

the reader فيلم يتناول موضوع الهولوكوست وكانت كيت وينسلت، التي تلعب دور البطولة، فازت بالجولدن غلوب عن أفضل ممثلة، وقال الكوميدي ريكي جيرفيس إنه كان نصح وينسلت بلعب دور عن الهولوكوست لتضمن الفوز بجائزة.

ويشير فيلم the unborn الذى يلعب في بطولته جاري أولدمان وأوديت يوستمان، إلى محرقة الهولوكوست، ويحكي قصة كاسي التي تركتها أمها في صغرها، وتصبح فتاة معقدة تحلم أحلام رعب، والفيلم يتضمن دلالات واضحة عن معاناة اليهود.

وهنالك فيلم آخر لم ير النور، لأن مخرجه ستانلي كوبريك الذي استثمر وقتاً طويلاً ومالاً في إعداده توفي، ويتناول قضية غيتو وارسو، وتقوم الممثلتان جين ولويز ولسون بعرض فيلم شبه وثائقي عن كيف عمل المخرج للفيلم، ويعرض على حلقات بعنوان فيلم "كوبريك عن الهولوكوست".

الناقد السينمائي محمد الزواوي يشير إلى أن اليهود دخلوا هوليوود في العشرينيات من القرن الماضي، ولكنهم لم يتطرقوا إلى أي موضوع له علاقة بالعقيدة الدينية حتى أواخر الأربعينيات، ومع تطور السينما واختفاء ما يسمى بالرقابة الذاتية، اختلف نوع الافلام وظهرت على السطح أفلام تعادي العرب.

وبعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) ظهرت أفلام تعادي العرب وتظهرهم بصورة الإرهابي، ويقول الزواوي "معظم تلك الأفلام تصور في المغرب وتونس".

لكن الزواوي يرى أن هوليوود بدأت بشكل أو بآخر إنتاج أفلام متوازنة بعض الشيء حول العرب، "منذ الحرب على العراق أنتجت هوليوود 15 فيلما ضد الحرب على العراق، وأظهرت سياسة بوش على أنها سياسة حربية".

ولا يعتقد الزواوي أن قضية عرض أفلام عن النازية أمر منظم، مشيرا إلى جملة يرددها دائما تفيد أنه "لا يوجد في هوليوود مجلس إدارة يطلب من كاتب السيناريو كتابة فيلم حول موضوع ما"، مبينا أن هوليوود عبارة عن "فن وتجارة"، مؤكدا أن عنصر الربح لديهم أمر أساسي، مشددا على أنه لا يمكن لأحد في هوليوود إيقاف انتاج فيلم ما لقوله "كل ما يحتاجه المرء لصنع فيلم هو التمويل".

وفي هذا الصدد يعرض الزواوي تجربة المخرج الراحل مصطفى العقاد الذي أراد إخراج فيلم ضخم حول صلاح الدين، وكان الفنان الأميركي شون كونوري سوف يلعب دوره، لكنه لم يعش ليحقق حلمه، واستشهد في الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها 3 فنادق في عمّان.

بيد أن الناقد السينمائي عدنان مدانات يربط بين تزامن عرض أفلام عن النازية، مع ما تقوم به اسرائيل من مجازر في قطاع غزة، رائيا أن الأمر "ليس صدفة".

ويذهب إلى أن الأمر لا يقتصر على هوليوود، مشيرا إلى أن السينما الأوروبية تنتج في العام أفلاما عديدة عما تعرض له اليهود على أيدي النازية.

ويرى مدانات ان العرب يحتقرون السينما وليس لديهم استعداد لإقامة شركات عربية تعنى بالقضية العربية، مستدركا أنها "تقوم بالاستثمار في شركات الانتاج الصهيونية".

مدانات يدعو العرب إلى "اتخاذ موقف سياسي من الأفلام السينمائية"، مشددا على ضرورة إدراك "خطورة الداعية الأميركية في أفلامهم"، مطالبا في المقابل بمقاطعتها.

الناقد السينمائي ناجح حسن يرى أن هوليوود بدأت "على نحو مخجل بعد اجتياح بيروت العام 1982 أن يتكون لديها وعي مغاير لما يحصل على أرض الواقع".

وبعد حرب العراق، وفق حسن، بدأت السينما في أميركا وأوروبا بإنتاج أفلام تعرض وجهتي النظر، مشيرا إلى أنها "كانت ناقصة"، مؤشرا على ذلك بفيلم "ستيفنت سبيلبرغ ميونخ"، وفيلم "بابل"، و"قائمة شيندلر" والفيلم الإيطالي "إنها حياة رائعة"، و"مملكة الجنة" وهي أفلام "اعترض عليها الصهاينة"، كما يقول حسن.

ويعتقد أن أحد أسباب التخلف الفكري العربي "عدم الاهتمام بالسينما"، مبينا أن "رأس المال العربي يضيع على فضائيات لا هدف لها سوى الاستثمار".

ويبدي حسن استغرابه من هذا الكم الهائل من الفضائيات التي لم تحاول أي منها إنتاج فيلم عربي، ولو روائي قصير عن واحدة من القضايا العربية المهمة.

ويذهب إلى أن القنوات الأوروبية جميعها تنتج أفلاما ذات ميزانية منخفضة بأهداف معينة، ويدعو العرب للقيام بإنتاج بافلام روائية ذات ميزانية منخفضة، من أجل عرضها على الغرب لإيصال وجهة نظرنا حيال القضايا المختلفة.

مبينا أن مثل تلك الأفلام تجلب النظر أكثر من أفلام الميزانية الضخمة.

وعلى جانب آخر ظهر فيلم إسرائيلي بعنوان "رقصة فالس مع بشير" الذي يسرد في 91 دقيقة أحداثا حقيقية عن ذكريات تعود بالزمن إلى العام 1982 عند اجتياح لبنان، ويقدم توثيقا وإدانة صريحة للانتهاكات الوحشية التي قام بها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في لبنان.

الأمر الذي يجعل المرء يستغرب أن يقوم اسرائيلي بكشف فضائح اسرائيل، بينما يكتفي العرب بإقامة فضائيات لا تهدف سوى إلى إضاعة الوقت في الترفيه.اضافة اعلان