"هوى وطني".. مسرحية تونسية تندد "باغتصاب" العراق

تونس -   لفتت مسرحية "هوى وطني" للفنانة التونسية رجاء بن عمار، اهتمام النقاد والجمهور معا، بسبب تجنبها للسائد المسرحي، واعتمادها على السخرية، ومعالجة موضوع الاحتلال واغتصاب الأرض العربية.

اضافة اعلان

 وقد حققت المسرحية التي تسخر من "الكاوبوي" الأمريكي المعروف بـ"الوسترن"، نجاحا كبيرا، خلال عرضها في مهرجان ربيع الفنون في مدينة القيروان (200 كم جنوب العاصمة تونس).


   واعتمدت ابن عمار في هذه المسرحية بحسب موقع الميدل ايست اون لاين على نوع من" المونودراما"، يقوم على كسر البنية التقليدية للحكاية، لتتحول القصة على مدى الساعتين إلى هذيان امرأة مقهورة، هاربة من نفسها، تحتج على عالم غريب، تغتصب فيه الأرض من قبل "الوستارن" الأمريكي، الذي دمّر كل شيء جميل، وحوّل العالم إلى مجال لاستهلاك ثقافة الخوف والسطحية والعنف الأهوج.


    تبدأ "هوى وطني" في اليوم الثامن من الحرب على العراق، وتتواصل على مدى أيام تصورها المسرحية باعتبارها أيام قتل وتدمير للمدن العراقية وذبح متواصل للأطفال، تحت شعار التحرير ونشر الديمقراطية. وتسرد رجاء بن عمار قصة بغداد من خلال قصّة امرأة تحتج على عجزها أمام مغتصبها، وتحتج على صمت الناس، وانشغالهم بتفاصيل حياتهم الغارقة في اللامعنى.


     وتبدو هذه المرأة أقرب إلى المجنونة التي تهذي، لكنها كانت تنطق بالحقيقة، وبما لا يستطيع العقلاء العرب. وتصف في "هذيانها" مشاهد "الاغتصاب"، والقتل، والدمار، من خلال تفاصيل صغيرة، ولكنها تلخّص المأساة.. مأساة شعب وحضارة.


    من العراق إلى فلسطين تتشابه المشاهد في الواقع وفي المسرحية، فالاغتصاب واحد، والقتل والدمار لا يختلفان إلا في التفاصيل والعناوين. ويجسد المشهد الأخير من المسرحية مرارة اغتصاب امرأة، وهو في الحقيقة تعبير يحيل مباشرة على اغتصاب الأرض العربية، والأرض العربية هي المرأة الحرة ذات النسب والكرامة، التي تتعرض للاغتصاب من "الوسترن" المتوحّش.


     لقد بللت رجاء بن عمار الخشبة بدموعها وعرقها، وملأت قلوب الناس بالحزن والفجيعة، لترسم لوحة حقيقية عن مسلسل القتل المرّ والمتواصل في العراق وفلسطين. وكانت رجاء تغني وترقص وتصرخ وتقول شعرا. ولكنها كانت كالطائر الذي يرقص على جرحه، ويسخر من أيامه ومن جلاده، ويغني للأيام القادمة.


      ورغم المرارة واللوحات المبكية، فإن الأمل باق مادام هناك "الإنسان" التائق للحرية، وهي معاني جسدها ببراعة المشهد الأخير، الذي يرتفع فيه صوت فيروز، يردد "سنرجع يوما".