واحة الأزرق: أكبر مسطح مائي في الأردن يتحول إلى مستنقعات

منظر عام من واحة الأزرق- (أرشيفية)
منظر عام من واحة الأزرق- (أرشيفية)

عمان-الغد- واحة الأزرق؛ تشكل المصدر الوحيد للمياه التي تتدفق بصورة دائمة في صحراء مترامية الأطراف لا تقل مساحتها عن 12 الف ميل مربع.اضافة اعلان
وقلعة الأزرق التي تعود الى عهود الرومان والروم والبيزنطيين والعرب الأمويين والصليبيين؛ تتميز ببناء رائع من حجر البازلت الأسود وساحته الداخلية.
ويعد الأزرق من الأماكن الموغلة في أحضان الزمن وقبل سنوات اكتشفت فيها مجموعة ضخمة من الأدوية التي تعود الى العصر البالبوليني والتي استدل العلماء منها على أن الإنسان كان يقيم في هذه المنطقة منذ نحو 200 ألف سنة.
وواحة الأزرق تقع في قلب الصحراء الأردنية على بعد خمسة وتسعين كيلومترا من عمان.
وتعد واحة الأزرق أكبر مسطح مائي عذب في الأردن، وهي تقع في مركز حوض الأزرق المائي تقريبا، وهو أكبر الأحواض المائية من سورية شمالا وحتى الحدود السعودية جنوبا، ليتربع ويصبح من أكبر الأحواض المائية في الأردن.
لكن من خلال عمليات الضخ الجائر والعشوائي من واحة الأزرق إلى التجمعات السكانية في عمان والزرقاء وإربد خلال العقود الأربعة الماضية، لم يبق من هذه الواحة الجميلة الخضراء إلا بعض المستنقعات التي رسمت من خلال بقائها ذكريات المياه المتدفقة وسمفونيات الكائنات الحية التي عاشت على ضفاف هذه الواحة لسنين خلت.
والأزرق عبارة عن واحة مائية فريدة من نوعها في وسط الصحراء الأردنية وتعد مأوى واستراحة للطيور المهاجرة بين أفريقيا وأوروبا وروسيا إضافة إلى أنواع الطيور المحلية وعن الحيوانات التي كانت تهاجر للمحمية.
وتقول الدراسات "هناك أنواع متعددة من الحيوانات البرية في هذه المحمية أهمها ابن آوى والثعلب الأحمر والذئب، وقد تم تسجيل أكثر من 357 نوعا من الطيور المهاجرة والمقيمة، كما وتعد المحمية المأوى الوحيد للسمك السرحاني؛ حيث يعد هذا النوع الفقاري الوحيد المستوطن في الأردن، وكانت منطقة الأزرق أهم محطة شرق أوسطية لاستراحة الطيور المهاجرة، لذلك سجلت في اتفاقية رامسار العام 1977 كإحدى أهم محطات استراحة الطيور في العالم".
وهناك القصر الموجود في الأزرق والذي أصبح مهوى الأفئدة وجاذب السياح والزوار، لمتانة بنائه وضخامة حجارته.
وللقصر بابان من الحجر طول كل باب متر وخمسة وسبعون سنتمترا وعرضه متر وخمسة وعشرون سنتمترا.
والأزرق تعد من محطات الثورة العربية الكبرى وحلقة اتصال لبلاد الشام ومقرا لقوات الأمير فيصل في الثورة العربية الكبرى.
وتقع منطقة قضاء الأزرق في الجزء الشرقي من محافظة الزرقاء من الأردن وعلى بعد 80 كم من مركز المحافظة (مدينة الزرقاء).
وكانت وزارة السياحة والآثار؛ أطلقت أعمال التطوير في مشروع الأزرق التنموي السياحي الشامل الذي افتتحه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في العام 2008.
ومشروع الأزرق التنموي هو مشروع سياحي تم إنشاؤه في موقع واحة الأزرق؛ منطقة البرك القديمة؛ يحتوي على أنشطة تعمل على زيادة الفرص الاقتصادية لأبناء منطقة الأزرق من خلال تعزيز النشاط السياحي وما يرتبط به من أنشطة استثمارية وتدريبية وبيئية واجتماعية.
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني طلب توسعة لمحطة المعرفة، وإنشاء حديقة أطفال في الجهة الجنوبية للمشروع على مساحة (12) دونما تعود ملكيتها للمشروع.
وفي نهاية العام 2011، تم إعلان المشروع على الخريطة السياحية وتم نقل ملكية المشروع من وزارة التنمية الاجتماعية الى وزارة السياحة والآثار.
ونظمت وزارة السياحة والآثار اتفاقية إدارة وتشغيل المشروع مع بلدية الأزرق الجديدة كون البلدية ممثلة لجميع فئات المجتمع المحلي.
ويهدف المشروع الى إعادة تأهيل واحة الأزرق القديمة ليكون متنفسا لأهل المنطقة وتوفير فرص عمل للتخفيف من البطالة، اضافة الى تنشيط السياحة المحلية والدولية كون المشروع مجاورا لقلعة الأزرق الأثرية والتي يتردد عليها السياح بشكل كبير.
ويقع المشروع على مساحة (11) دونما، وتتألف أجزاؤه من مطعم وأسواق تجارية تراثية وبركة مياه كبيرة تجسد الواحة السابقة ومعرض للجمعيات الخيرية لعرض منتجاتهم ومحطة معرفة تكنولوجيا المعلومات وخدمة المجتمع وحديقة مشروع الأزرق على مساحة (12) دونما.
كما وقعت وزارة التخطيط مع مؤسسة نهر الأردن اتفاقية لدعم المؤسسة ماليا لغايات مساندة بلدية الأزرق في تشغيل المشروع ابتداء من العام 2012 ولمدة (3) سنوات.
وحوض الأزرق المائي يعد من الأحواض المائية الرئيسية وأهم الأحواض الصحراوية بالمملكة؛ حيث تبلغ مساحته 950كم2 ويمتاز حوض الأزرق بمناخه الصحراوي الحار الجاف صيفا والبارد شتاء ويبلغ معدل السقوط المطري على كامل الحوض 91 ملم سنويا، ويتغذى الحوض بالمياه الساقطة على الطبقات البازلتية في جنوب سورية على ارتفاع 11550 مترا فوق سطح البحر؛ حيث تنساب المياه خلال طبقات البازلت جنوبا نحو بلدة الأزرق بفعل الانحدار الطبوغرافي؛ حيث يبلغ الارتفاع قرب بلدة الأزرق (500) متر فوق سطح البحر وفي بلدة الأزرق يتقطع منسوب المياه الجوفية من سطح الأرض مشكلا برك وواحات الأزرق التي تكسب المنطقة لونا أزرق مميزا، ومن هنا جاءت تسمية بلدة الأزرق التي ينسب اليها الحوض.