وادي الأردن: غياب مخصصات لصيانة الطرق يفاقم أوضاع المزارعين الاقتصادية

طريق زراعي في وادي الأردن متهالك وتنتشر فيه الحفر-(الغد)
طريق زراعي في وادي الأردن متهالك وتنتشر فيه الحفر-(الغد)

حابس العدوان

الأغوار الوسطى- فيما يحول نقص المخصصات المالية دون صيانة الطرق الزراعية المتهالكة في وادي الأردن، تزداد معاناة المزارعين يوما بعد آخر، نتيجة الأعباء المادية اللازمة لصيانة مركباتهم، في الوقت الذي يعيشون فيه أوضاعا اقتصادية صعبة نتيجة خسائر الموسم.اضافة اعلان
وبحسب مزارعين، لم يتم إجراء أي صيانة للطرق الزراعية منذ أربع سنوات، ما فاقم أوضاعها سوءا، مشيرين إلى أن مصاريف صيانة المركبات باتت تشكل عبئا عليهم، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.
ويؤكد رئيس جمعية المضخة 55 وليد الفقير، أن معاناة المزارعين لا توصف نتيجة الحفر التي دمرت الطرق الزراعية، إذ إن غالبية المركبات تعرضت للعطب أكثر من مرة، موضحا أن غالبية هذه الطرق ما تزال على حالها منذ إنشائها قبل عقود، وقليل منها أجريت لها صيانة، فيما الغالبية باتت طرقا شبه ترابية.
وبين أن غياب الاهتمام والمتابعة من قبل الجهات المعنية، قلص من سعة هذه الطرق، فأصبحت ضيقة لا تفي بالحاجة، خاصة في ظل حركة السير النشطة عليها، ما يضطر السائقين إلى السير على الأطاريف في بعض المناطق أو عند التقاء مركبتين، لافتا إلى أن الأوضاع الحالية لا ينفع معها سوى إعادة تأهيل تشمل إعادة فتح الطرق على كامل سعتها وتعبيدها بخلطات إسفلتية ساخنة لضمان ديمومتها لمدة أطول.
ويوضح رائد العبادي، أن المركبة تعد عصب المزارع الرئيس، كونها تمكنه من الوصول للمزرعة لمتابعة أمورها بشكل يومي ونقل الإنتاج إلى الأسواق، ما يتطلب الحفاظ على جهوزيتها على الدوام، مشيرا إلى أن الأوضاع المتردية للطرق الزراعية تحول دون ذلك بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحق بالمركبات، خاصة أنها تسلك هذه الطرق مرات عدة في اليوم الواحد.
ويضيف أن المزارع، في ظل الظروف الحالية التي يمر بها القطاع، يحاول جاهدا التقليل من الكلف للحد من الخسائر التي يتكبدها، لتأتي مشكلة الأضرار التي تخلفها الحفر والمطبات لتحمله أعباء لم تكن بالحسبان، مشددا على ضرورة الإسراع في تأهيل الطرق الزراعية في وادي الأردن للحد من معاناة المزارع ومنع تآكل ما بقي منها.
ويرى محمد العلاقمة، أن طبيعة المنطقة التي تتداخل فيها المناطق السكنية بالأراضي الزراعية زادت من حجم الضغط على هذه الطرق، لأنها تستخدم من قبل مركبات المواطنين وسيارات نقل المزارعين والتراكتورات والسيارات الكبيرة، مبينا أن من الصعب العثور على شارع واحد دون حفر أو مطبات، في حين أن عمليات الصيانة تقتصر على طمرها بالأتربة.
ويؤكد عضو مجلس محافظة البلقاء بشير النعيمات، أن معظم الطرق الزراعية في وادي الأردن تحتاج إلى صيانة وتأهيل شامل، ما يتطلب مخصصات كبيرة، لافتا إلى أن تخفيض موازنة المجلس في العامين الماضي والحالي حال دون تخصيص مبالغ لصيانة هذه الطرق.
ومن جانبه، أوضح مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الوسطى والشمالية المهندس ماجد خريسات، أن السلطة تقوم بشكل مستمر بصيانة الطرق الزراعية حسب الأولوية والإمكانات المتوفرة، مبينا أن كثرة الطرق الزراعية وتوزعها بين الأراضي الزراعية والمناطق السكانية يحول دون عمل صيانة شاملة لها، خاصة في ظل محدودية الإمكانات والمخصصات المادية.
ونوه إلى أنه جرى خلال العام 2020 إجراء صيانة بكلفة 400 ألف دينار، واقتصرت على الطرق الرئيسة كأجزاء من طريق قناة الملك عبدالله والطرق ذات الأولوية، مشيرا إلى أنه لا توجد مخصصات العام الحالي لإجراء أي أعمال صيانة، خاصة بعد تقليص موازنة مجلس المحافظة.