وصفات جديدة لقرارات صعبة؟!

ما إن سمع الأقارب والجيران والأصدقاء بمرضه حتى قاموا بزيارته للاطمئنان عليه.. والمرض ليس كالمعتاد هبوط الضغط بل هبوط في الدخل.
جلسوا الى جانبه، وبعد ان بلع كل منهم حبة كلمنتينا قالوا: سلامات ماعليك شر، ما الذي حصل معك؟! فقال: استلمت فاتورة الكهرباء وإذا هي أعلى من معدل الأول على المملكة، فزغللت عيوني وسقطتُ مغشيا على الأرض. اضافة اعلان
فقال أحد الجالسين: ما عليك شر، حصلت مع جارك أبو محمود ونصحوه أن يرمي السشوار والرجل أصبح بعدها مثل الحصان، فعانده آخر وقال: جرب تكوي بالدراي الكلين من دون أن تستخدم مكواة المنزل، صدقني غير يستقر الواط بدون أي علاجات، وأنت على كل حال قم بقياس العداد قبل الكوي وبعد الكوي وسترى كيف ستشعر بتحسن ملموس إذا استغنيت عن المكواة.
كان للتو قد أنهى أحد اقربائه الجالسين أكل حبة برتقال ابو صرة وكان لديه وصفة طبية تختلف عمن سبقوه فسأله: انت عندك كيزر كهرباء؟ فرد: بنعم، فقال له: خلص علتك الكيزر، بلا من الحمام أسبوعا وسترى بعدها كيف سينام العداد نومة اهل الكهف، فقال له: وبعد اسبوع اتحمم، فرد عليه: اذا اردت ان تشعر بتحسن مستمر وتذهب الدوخة للابد بلا من هالحمام وتيمم لشهر حتى تأتي الفاتورة وترى الفرق.
هنا تدخل أحد الأصدقاء وسأله: أنا حاسس إنك تخفي شيئا، فزغللة العيون لا تأتي من فراغ، فقال له: وماذا أخفي عليكم؟! فقال له: برحمة أمواتك، ماعندك صوبة كهرباء، فقال له: في صوبة واحدة عند الولد لأنه يدرس توجيهي، فضربوا جميعا كفا بكف وقالوا: لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، هاي عملة بتعملها، صوبة كهرباء الله يسامحك، فقال لهم: يعني الولد يدرس تحت اللحاف، فقالوا له: ابنك شاطر بالمدرسة، فقال لهم: نص نص، فقالوا له: يعني من عقلك تدفئه بمائة واط حتى يحصل على خمسين بالتوجيهي، بلا من كل التوجيهي الذي سيدمر صحتك، أصلا واضح من علامات ابنك أنه لن يحصل على مقعد بدار سينما، بينما لو أبقيت الصوبة شغالة ستحصل على كرسي متحرك من القهر والدفع والضيم.
هنا استسمح أحد الجيران الحاضرين بالحديث وسأله: اي ساعة تنام؟! فرد عليه: قريب الساعة 12، فقال له: يعني سهر لنصف الليل والعداد يعد، وهذا سبب تعبك؛ لمبات وتلفزيون وستلايت، فقال له: يعني نسهر على الشموع ونحكي لبعض حكايا توفير الطاقة، فقال له: والله إذا بتوقت نومتك مع نومة الدجاج ستدعو لي وتشوف كيف صحتك تتصير!
لم يعد الأردنيون يمرضون كما يمرض البشر، بل أمراضهم اقتصادية، لم يعد ما يرفع ضغضهم الملح بل الواط، لم يعد ما يسد شرايينهم الدخان والدهون، بل قرارات رفع أسعار البنزين والكاز، لم يعد سبب الجلطة خبرا مزعجا عن قريب او شقفة لية، بل سبب الجلطات أخبار الحكومات.
يقولون إن هناك قرارات اقتصادية صعبة أخرى، يبدو أننا حتى نعيش في هذا البلد علينا أن نعود لزمن ما قبل اختراع كوز الماء!