"وين بدنا نروح الجمعة الجاي؟".. عبارة تستعيد ألقها

جانب من تنزه العائلات يوم الجمعة- (تصوير: أمير خليفة)
جانب من تنزه العائلات يوم الجمعة- (تصوير: أمير خليفة)

مجد جابر

عمان- "وين بدنا نروح الجمعة الجاي؟.. ذلك السؤال الذي أصبح حاضرا وبشدة داخل الكثير من البيوت، إذ ينتظر أفراد الأسرة مخططا مختلفا، يستغلون خلاله يوم الإجازة الوحيد، ويرفهون عن أنفسهم بعد أسبوع طويل ومتعب.اضافة اعلان
والجمعة لم يعد يوما عاديا، إنما "استثنائي" بالنسبة للجميع، خصوصا بعد أن حرمت منه العائلات أشهرا طويلة بسبب الإغلاقات والحظر الشامل الذي طاله سابقا بسبب انتشار جائحة كورونا، وقرارات الحظر تحسبا من انتشار المرض.
وبعد ما يقارب العام ونصف من الإغلاقات التامة والجزئية، وما فرض على الناس من البقاء في المنزل يوم عطلتهم الوحيد والتوقف عن الكثير من النشاطات التي كانوا يقومون بها يوم الجمعة تحديدا، فهم يحرصون الآن في فصل الصيف على تعويض ما فاتهم، واستثماره بالنزهات للترفيه عن الصغار والكبار.
وبعد إلغاء الحظر الشامل يوم الجمعة، تستغل عائلات هذا اليوم بشتى الطرق، عبر إعداد برنامج مسبق للذهاب لمناطق تشتهر بالطبيعة الخلابة، وبرامج ترفيهية متعددة، كذلك الخروج لرحلات الشواء في الأماكن المفتوحة بما يضفي المتعة على الصغار. وفي هذا اليوم تحديدا، تمتلئ الطرقات بعائلات تفترش المناطق الخضراء، ويجلسون على جوانب الطرقات يجهزون للشواء، يتناولون الأطعمة المصنوعة منزليا، والأطفال يمرحون في كل مكان.
الثلاثينية ربا علي لم تكن ما قبل كورونا تهتم بالتنزه يوم الجمعة، إذ كانت تعتبره يوما للاسترخاء ولا تفضل الخروج من المنزل، غير أنها وبعد هذا الوقت الذي مر على الجميع، والحظر أوقاتا طويلة داخل المنزل، لا تفوت يوم الجمعة من دون تجهيز برنامج ترفيهي هي وعائلتها أو أصدقاؤها من الصباح الباكر. وتبين أنها غيرت برنامجها تماماً، وأصبحت تتحمس في هذا اليوم بالتعرف إلى مناطق جديدة في الأردن، تضفي البهجة عليها وعلى من معها.
ويذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أن الإنسان بطبعه يميل للتفاعل الاجتماعي، ويعتبر أن الثبات والسكون أمر "قاتل" بالنسبة له ولا يمكن تحمله، بالتالي يحاول استغلال المتاح، بكل قوته.
لذلك، أصبح يوم الجمعة هو المتنفس الخاص للشخص، فالإغلاقات التي حصلت بسبب الحظر أوجدت إشكالية كبيرة على الكبار والأطفال، وهو الأمر الذي كانت له تبعات نفسية كبيرة أيضاً، خصوصا مع دراسة الطلبة "اونلاين"، كلها عوامل جعلت يوم الجمعة بمثابة الفرصة للجميع لاستغلال كل دقيقة فيه من أجل الترويح عن النفس.
ويعتبر مطارنة أن هذا الاحتقان النفسي والضغوطات المستمرة عند الناس غيرا من طريقة تفكيرهم، وانعكس ذلك باستغلال اللحظة والخروج للأماكن المفتوحة من أجل قضاء الوقت فيها.
ويشير مطارنة الى أن فصل الصيف يجذب العائلات للخروج، والترفيه، وذلك يساعد على التخفيف من الضغوط النفسية التي عانتها أسر أوقاتا طويلة، وتفريغ الغضب الداخلي بشكل إيجابي، فالإنسان عندما يتقيد بزمان أو مكان وتتقيد حريته، يخلق لديه ثورة داخلية لو بقيت مغلقة ستسبب بآثار نفسية وأضرار كبيرة، غير أن وجود متنفس داخلي يفرغ كل السلبية التي بداخله.
لذلك، ووفق مطارنة، لابد من حصول الإنسان على هذا الوقت، بحيث يستطيع أن يوفر لنفسه مساحة واسعة من الحرية، وبالتالي يفرغ الضغط النفسي والقلق والتوتر، خصوصاً الأطفال الذين بحاجة للحركة واللعب والتنفيس عن أنفسهم وتفريغ طاقاتهم، وهذه حاجات أساسية في نمائهم النفسي والجسدي والتفاعلي.