إسراء الردايدة
دبي- تسعى ياهو لإطلاق جملة من منتجاتها وخدماتها الجديدة في الشرق الأوسط، ضمن خطتها لتطوير وتفعيل حضورها في الشرق الأوسط.
المنتجات الجديدة، التي أعلنت عنها الرئيس التنفيذي لشركة ياهو كارول بارتز خلال زيارتها للشرق الأوسط ولقائها الإعلاميين في مقر ياهو في دبي، كان من أبرزها إطلاق موقع "رمضان" الجديد، حيث يقوم فريق من المحررين بإعداده، ويحمل شعار "رمضان حول العالم-رمضان-حيث تكون".
وسيتم اختيار أفضل المحتويات الدينية والدنيوية المناسبة لهذا الشهر المميز، من بين مواقع ياهو المختلفة، إلى جانب المواقع الأخرى مثل؛ حلوة وOMG والمنتديات الشعبية لياهو.
وبينت بارتز أن ياهو هي الوحيدة القادرة على إعداد محتوى شخصي وثيق الصلة بالمستخدمين، بفضل الكم الهائل من المحتوى الغني والمتنوع المتوفر لديها.
وأشارت إلى الفرص الهائلة التي تراها الشركة في السوق العربية بفضل نمو الإنترنت، مضيفة "عندما ننظر إلى الأسواق حول العالم، فإن سوق الشرق الأوسط يعد من أكثر الأسواق الواعدة لنا في ياهو، حيث يقدم مزيجاً من النمو السريع في أعداد مستخدمي الإنترنت، إلى جانب كونه سوقاً إعلانياً بالغ الجاذبية ويتمتع بإمكانات هائلة للنمو".
وأكدت أن اللغة العربية هي واحدة من أكثر اللغات سرعة في النمو على الإنترنت، رغم أنها تشكل 1 % فقط من المحتوى الموجود حالياً على الشبكة العالمية، لافتة إلى أنها بذلك تشكل أهم الاستثمارات لهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر تطوير وزيادة نمو المحتوى العربي على الإنترنت.
ونوهت إلى الرغبة في وجود محتوى عربي عالي الجودة، يتمثل بتواصل المستخدمين على صفحات ياهو مكتوب الذي استحوذت عليه ياهو العام 2009، لتفتتح خلال عام ونصف، مكاتب لها في كل من الأردن ومصر ودبي والرياض والدار البيضاء، حيث يوجد في تلك المكاتب مجتمعة حوالي 300 موظف، يعملون في مجالات التحرير والهندسة والمبيعات والتسويق وخدمة العملاء.
وذهبت بارتز إلى أن عدد المستخدمين منذ شراء مكتوب ارتفع في المنطقة من 30 مليون شخص إلى 50 مليوناً، لتصبح صفحة ياهو مكتوب العربية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي خامس أكثر صفحات ياهو الرئيسة شعبية في العالم حالياً، وتتفوق عليها فقط صفحات الولايات المتحدة وتايوان والهند وإندونيسيا.
وبعد مرور ستة أشهر على إطلاق الصفحة الرئيسية باللغة العربية، أصبحت صفحة ياهو مكتوب ثاني أكبر وجهة إخبارية في المنطقة بعد موقع الجزيرة. وتعزيزاً لريادتها في مجالات المحتوى التي لم تكن تحظى بتغطية حتى وقت قريب، أصبحت من الأوائل في الترفيه من خلال موقع "OMG فن ومشاهير" المتخصص بأخبار المشاهير والفنانين باللغة العربية.
فيما بات موقع "حلوة" المخصص للمرأة العربية الوجهة الأولى للأخبار والمواضيع المتعلقة بشؤون المرأة والنصائح العائلية والصحية، وأحدث توجهات الموضة وعروض الأزياء في المنطقة.
وقالت بارتز إن تميز الخدمات التي تقدم لأهل المنطقة يتأتى من خلال وجود فرق محلية لدى ياهو تعمل على تطوير المنتج المناسب والمحتوى المهم، مبينة أنهم ليسوا شركة تطوير مقتنيات مجردة، بل يسعون لابتكار تجارب رقمية وثيقة الصلة بالجانب الشخصي للمستخدم.
وأضافت "لا يمكن للمرء تقديم المحتوى الذي يلامس الجانب الشخصي للناس بعمق، إن لم يكن من أهل المنطقة فعلاً، ونحن نضيف هذه الخبرات إلى المحتوى العالمي والحضور العالمي، وأفضل التقنيات في العالم".
وتشمل التحديثات الجديدة لياهو مكتوب عقد اتفاقيات مع جملة من الوسائل الإعلامية المرخصة، بغية استقبال آخر مستجدات الأخبار من وكالات دولية مثل؛ رويترز وBBC، والشركة السعودية للأبحاث والنشر، وتوظيف مزيد من الكتاب والمدونين والمحررين، لإثراء المحتوى العربي الأصلي وتوسيع نطاقه.
ونوهت بارتز إلى توجه ياهو، لإتاحة المحتوى المحلي على الأجهزة المحمولة، نتيجة نمو استخدامها في المنطقة بشكل هائل، حيث يتوقع أن تطلق الصفحة الرئيسية لموقع ياهو مكتوب الأجهزة المحمولة الشهر الحالي باللغتين العربية والإنجليزية، فضلا عن إطلاق نسخ خاصة بالأجهزة المحمولة من مختلف المواقع الإعلامية كأقسام الأخبار والرياضة.
وبينت أن مجال الفيديو يعد حيويا بالنسبة لياهو في ظل انتشار الاتصال بالإنترنت عبر الحزمة العريضة عالية السرعة في الشرق الأوسط، لافتة إلى توجهات الشركة باستثمار المزيد في خدمة الفيديو عند الطلب Video On Demand، لتوفير أشهر المسلسلات والأفلام والأغاني العربية المصورة للمستخدمين في المنطقة.
كما يلاقي قطاع الإعلان، بحسب بارتز، نموا كبيرا على الإنترنت في ظل تطور الخدمات، حيث تعد ياهو مكتوب حالياً المكان الأول للإعلان التفاعلي عبر الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبينة أن حصتها تبلغ 40 % من السوق الإجمالي للإعلان عبر الإنترنت.
فيما تشكل نسبة الإعلان على الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم 2 % فقط من إجمالي الإنفاق الإعلاني في المنطقة بكاملها، وللمقارنة مثلا، فإن الإنفاق على الإعلان عبر الإنترنت في فرنسا يبلغ حوالي 15 %، بينما يرتفع في المملكة المتحدة إلى 25 %.
واعتبرت بارتز أن المنطقة تضم أسرع أسواق الإعلان الرقمي نمواً في العالم، رغم حصته المتواضعة حالياً من إجمالي سوق الإعلان، حيث يبلغ متوسط النمو السنوي للإنفاق على الإعلان الرقمي حوالي 25-30 %.
وأضافت "من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الإعلان عبر الإنترنت في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 5-7 % على الأقل من إجمالي قطاع الإعلان بحلول العام 2015، ومن خلال علاقاتنا المتينة مع وكالات الدعاية والإعلان ومع العملاء، وتوفيرنا المزيج الفريد من التكنولوجيا والابتكار وحجم التغطية، فإنني على ثقة من أننا سنكون جاهزين لجني ثمار استثماراتنا قريباً".
وطرحت ياهو مؤخراً مجموعة من المنتجات الجديدة، التي لم تكن متاحة من قبل للمعلنين في المنطقة، ومنها الإعلانات الذكية والاستهداف السلوكي المحسن والتجاوب المباشر وخيارات الصفحة الأولى ومنتجات بحثية جديدة.
وأكدت بارتز أن المعلنين في المنطقة سيغدون مثل غيرهم في البلدان، حيث تسعى ياهو لاستقطاب عدد من أبرز العلامات التجارية المحلية مثل؛ بروكتور آند غامبل ويونيليفر والاتحاد للطيران وطيران الإمارات وجنرال موتورز وشانيل وديور، وغيرها.
ولفتت بارتز إلى أن ياهو تتميز بمعرفتها لكيفية إعداد الحملات الإعلانية بالشكل الأمثل لكل بلد ومجتمعاته، بناء على ما يسمى مخطط الاهتمامات، فلكل بلد ثقافته وذوقه الخاص، مشيرة إلى أنه "من الواضح أن هذه الميزة شديدة الأهمية في منطقة غنية بالتنوع السكاني والثقافي مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
