يورغا: التيار الإسلامي صعد بظل الربيع العربي

عمان - قال المستشرق الفرنسي المتخصص بالدراسات السياسية والعربية والإسلام السياسي فرانسـوا بورغا، "ان أول درس من دروس الربيع العربي، يتمثل بصعود التيار الإسلامي كقوة سياسية أولى في المنطقة"، وأن ذلك "كان هذا مفاجأة عند بعض المحللين السياسيين الغربيين والعرب على حد سواء، والذي سبق وان قالوا  ان الإسلاميين اختفوا ولم يعد بإمكانهم تصدر الصف الأول بمظاهرات الربيع العربي".اضافة اعلان
ويرد بورغا وهو الباحث الأول في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في محاضرة ألقاها أمس بمعهد الإعلام الأردني لمسألة الحركات الإسلامية والربيع العربي، في إطار تجربته الشخصية الممتدة لـ 22 عاما قضاها مقيماً في المنطقة يتابع هذه الحركات في شمال افريقيا والشرق الأوسط، سبب صعود التيار الإسلامي يعود إلى كونه قوة منظمة في حين افتقرت الثورات العربية إلى قوى سياسية منظمة تقود الحراك الشعبي. وقال بورغا والذي يرأس برنامج "حين يفشل الاستبداد في العالم العربي" بمجلس البحوث الأوروبي، أنه ليس هناك إسلام جيد أو إسلام سيء، ولكن على العلماء الشرعيين واجب إدانة التأويلات العنيفة للدين، وإدانة المؤسسات التي تصنع الإرهابيين والمتطرفين، والتي بدورها أفشلت البنية السياسية السليمة في عدد من دول العالم الإسلامي.
وقال إن التيار الإسلامي في المشهد المعاصر "ليس له مفهوم أو تعريف علمي محدد، لكنه حراك مرتبط بإشكالية الهوية وبحركة الثقافة السائدة قبل الاستعمار والتدخل الغربي الذي هيمن على المنطقة، وليس طيفاً سياسياً واحداً، بل متعدد ويضم أساليب سياسية مختلفة للغاية، تصل إلى حد التناقض، ويمتد من حزب النور السلفي في مصر والذي اختار أن يؤيد حكم السلطة، إلى أبوبكر البغدادي وأساليب "داعش" المعروفة، مرورا براشد الغنوشي الذي أثبت مساهمته في صناعة أفضل دستور ديمقراطي وعلماني في تونس".-(بترا)