.jpg)
كان – في فيلمهما الجديد “يومان وليلة” يعود الأخوان جان بيير ولوك داردين إلى مهرجان “كان” السينمائي هذا العام بتحفة سينمائية جديدة تبحث في عمق العلاقات الإنسانية في المجتمع الأوروبي، من خلال حكاية فتاة تعمل في مصنع وتكون جزءاً من عملية تسريح جماعية.
وتجسد الممثلة الفرنسية العالمية ماريون كوتيّار دور “ساندرا” التي تفقد عملها وتوضع في موقف غريب.. ولكي تحافظ على عملها عليها إقناع 7 من زملائها الـ16 بالتصويت لبقائها بالشركة.. مما يعني تخليهم عن مكافأة سنوية (قيمتها 1000 يورو) وعدتهم بها الشركة حال تسريح ساندرا.
وعلى ساندرا القيام بهذه المهمة في مهلة قصيرة، وهي عطلة نهاية الأسبوع. فتبدأ ساندرا، بمساعدة زوجها، بالاتصال وبزيارة زملائها الذين يؤكدون لها أنهم بحاجة إلى هذا المبلغ، حيث يخطط بعضهم لتغيير أثاث بيته أو تسديد ديون متراكمة، في حين أن البعض الآخر راتبه لا يكفيه أصلاً للعيش الكريم.
إلا أن بعض الأصدقاء يقف مع ساندرا.. لكن هذا لم يكفها، وفي يوم التصويت لم تنل الأصوات المطلوبة فتصبح ساندرا في الشارع من دون عمل.
“يومان وليلة” عمل سينمائي يعالج مشكلة أصحاب الدخل المحدود في أوروبا ويدعو إلى التضامن وعيش كريم للجميع.
قد تبدو قصة الفيلم عادية، لكن كاميرا الأخوين داردين القلقة في معظم مشاهد ساندرا وهي تبحث بصعوبة عن فرصة البقاء في عملها تبين حالة الإحباط والقلق التي يعيشها الكثير من الأسر في أوروبا.
هكذا هي سينما الأخوين داردين.. تبحث في عمق العلاقات الإنسانية وتضع عمال المصنع ومعهم المشاهد بين رغبته في مساعدة ساندرا، وبين الحاجة للمال، وسط عالم صعب وعلاقات معقدة.
ماريون كوتيّار نجمة الجوائز النجمة الفرنسية ماريون كوتيّار، الحائزة على الأوسكار وجوائز سينمائية عديدة، أدت دور ساندرا عاملة المصنع بعفوية وبحرفة عالية جداً.
واستقبل نقاد مهرجان “كان” الفيلم بحفاوة كبيرة وتوقفوا بإعجاب عند الإخراج الرائع لهذه القصة التي تبدو في شكلها بسيطة، لكن الأخوين داردين صنعا منها فيلماً كبيراً ربما سيقودهما لخطف السعفة الذهبية.
وإن حدث هذا الأمر سيجعل الأخوين داردين يفوزان بجائزة “كان” لثالث مرة، وإن لم يحدث فهناك فرصة كبيرة لتكريم ماريون كوتيّار بجائزة أفضل ممثلة لدورة المهرجان لهذا العام .- (العربية نت)