يوم اختلف الاسبان والطليان

قبل ان تبدأ بطولة كأس الأمم الأوروبية، برزت عناوين كثيرة تنوعت بين فضائح الكرة الايطالية، والاتهامات العنصرية الموجهة للكرة الاوكرانية، كما كثرت الترشيحات والتوقعات بشأن النهائي المحتمل او "النموذجي"، فسقطت هولندا في اختبار الدنمارك، وكادت اسبانيا ان تسقط في مصيدة الطليان في الجولة الأولى.اضافة اعلان
أول من أمس كنت اتابع مباراة اسبانيا وايطاليا إلى جانب العديد من الزملاء، وظهر واضحا ان عددا من الجالسين يحبون المنتخبين معا، ولا يدرون كيف يتعاملون مع هذه الواقعة، ولذلك صفقوا للهدفين وتفاعلوا مع كل فرصة خطرة للمنتخبين.
الاسبان والطليان اكتفى كل منهما بهدف في مرمى الآخر، وحصل على نقطة على اعتبار ان "أول الغيث قطرة"، واستمتع الحضور بوجبة كروية جيدة المستوى، ومع ذلك ظهر ان اللاعبين النجوم يعانون من "حمل زائد"، نتيجة كثرة عدد المباريات التي لعبوها مع أنديتهم، ولم يحصل عدد منهم على فترة كافية للاستشفاء من الاصابة او نيل قسط من الراحة.
ردة الفعل بعد المباراة كانت متوقعة..الاسبان انتقدوا أرضية الملعب، ورد عليهم جريجورس لاتو - النجم التاريخي للكرة البولندية والرئيس الحالي لاتحاد الكرة في بلاده قائلا: "هذا هراء. كان طول العشب مثاليا".
الاسبان قالوا بأن العشب كان طويلا وارادوا رش الملعب بالمياه، بينما رفض الايطاليون ذلك، وارادوا ان تسير الكرة بشكل بطيء، لكي يتمكنوا من التصدي لطريقة لعب الاسبان التي تعتمد على التمرير.
من شاهد أرضية ملعب ارينا غدانسك، بهرته صورة الملعب وجمالية أرضيته، التي أرضت طرفا وأغضبت طرفا، طبقا لميول ورغبة كل منهما، وتمنى المشاهد لو أن أرضيات ملاعبنا تكون بهذا الجمال والقدرة على استقبال المباريات.
في كثير من المرات، كنا نشاهد مرتفعات ومنخفضات في أرضيات الملاعب المحلية، وكيف تتحول شتاء إلى "برك ومستنقعات مائية" وصيفا إلى "صحراء قاحلة".
ثمة حكمة تقول "اعطنwي ملعبا اعطيك لاعبا"، والملاعب تعد من ابرز المشاكل التي تواجه الكرة الأردنية، من حيث قلة عددها وسوء أرضياتها، رغم الكلفة العالية التي تدفع من اجل صيانتها.
شر البلية ما يضحك.. أحد القراء الكرام اتصل غاضبا قبل بضعة ايام عقب خسارة المنتخب الوطني امام اليابان، قائلا: "اريد ان اوضح لكم اسباب خسارة النشامى.. ببساطة كانت أرضية الملعب هي السبب.. لاعبونا غير متعودين على أرضية مثالية كما هو الحال في استاد سامايتا.. انهم متعودون على أرضية ملاعبنا الخربانة، ولذلك لم يعرفوا كيف يلعبون"... وجهة نظر.