آباء يخططون لتعويض غياب الأنشطة المدرسية لأبنائهم بأخرى "بيتية"

ديمة محبوبة

عمان - مع انتشار جائحة فايروس (كوفيد19) المستجد، لم يعد هناك مساحات وأماكن للعب مخصصة للأطفال تلبي طموحاتهم وتطور مهاراتهم، فعند مغادرة المنزل يتم التوجه لزياة الأقارب أو بعض الأصدقاء، مع الحرص الشديد على سلامتهم باتباع اجراءات الوقاية اللازمة.اضافة اعلان
اليوم ومع عودة المدارس، فالكثير من الارشادات والمحاذير والممنوعات لضمان سلامة الطلاب والطالبات وتحديدا الصغار، إذ تم تجميد "الفرصة" وأوقات الاستراحة، ومن المحزن أن لقاء الأصدقاء، واللعب في ساحات المدرسة لم يعد آمنا.
وبذلك تحرص الهيئات التدريسية على تطبيق التباعد الاجتماعي بين الطلبة، وتعليمهم منذ اليوم الأول عدم الاختلاط أو الاقتراب، وهي الطرق المسؤولة لحماية النفس والآخرين، ومن هنا ينصح تربويون الأهالي بالرغم من الظرف "المؤقت" الذي يعيشه العالم اليوم جراء انتشار جائحة، إلا أن من حق الطفل اللعب؛ لنموه بشكل طبيعي وتوسيع مداركه، مما يتوجب على الأهل مساعدته في توفير أجواء وابتكار ألعاب يستطيع القيام بها في المنزل، من خلال مشاركة المحيطين به.
ويبين التربوي د. محمد أبو السعود أن التباعد الاجتماعي هو طريقة مسؤولة لحماية الطلاب أنفسهم والآخرين، لكن التعامل مع الأطفال الذين يتعلمون من خلال التواصل فيما بينهم وبطريقة تفاعلية "اللعب"، فمن الصعب السيطرة على التباعد بشكل كامل.
لكن هذه الظروف تحتم على الأهالي التفكير ومحاولة توفير طرق لعب آمنة، حتى انتهاء الجائحة أو السيطرة عليها، وعدم خسارة الوقت المتاح كل يوم، فالطالب يذهب لمدرسته ويدرس ويتعامل مع زملائه وزميلاته بالحد الأدني للحفاظ على سلامتهم، لكن عند عودته للبيت، على الأهل أن يوفروا وسائل ترفيهية تنمي العقل والقدرات لديهم.
ويقترح بأن هناك العديد من الألعاب والنشاطات التي يمكن تطبيقها، كـ "الاستغماية، الفرقة الموسيقية، حجرة ورقة مقص، لعبة أجزاء الجسد، تمرير الكرة، وغيرها الكثير".
وتتفق التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني معه، وتبين أن اللعب ليس وسيلة للترفية أو مضيعة للوقت فقط وأن التعليم يفيد الأطفال فقط، على العكس تماما، فاللعب هو وسيلة تربوية وتنموية للطفل بشكل صحيح، وابتعاد الأطفال عن اللعب والنشاطات اللامنهجية في المدارس ستسبب لهم الكثير من الأثر النفسي والضغط.
وتتابع، لذلك يتوجب على الأهالي أن يراعوا هذه النقطة، وأن يقوموا بتوفير أجواء ونشاطات وابتكارات أخرى تساعد الطفل على التعلم بشكل غير مباشر، وتنمي قدراته، ويشعر بالنشاط والترفيه، ليغير مزاجه ويكون أكثر هدوءا، ويفرغ طاقته السلبية والجسدية بشيء مفيد.
وتؤكد أن الكثير من الألعاب التي يمكن القيام بها، خصوصا تلك التي لا تحتاج إلى أدوات، على العكس تماما فهي تحتاج إلى يدين ومكان للاختباء وعد حتى العشرة، إذ تبعث الكثير من الفرح وتنشط العائلة وتخلق جوا مرحا بين الأفراد.
أو قيام العائلة بفرقة موسيقية أشبه بـ "مسابقة" لمن يستطيع أن يغني أغنية حتى حسب آخر حرف، ما ينشط الذاكرة وتخلق جوا مرحا، وحتى تساعد على التأليف وصناعة ايقاعات جميلة ومضحكة، جميع هذه الألعاب تخلق جوا جميلا، وتعدل مزاج الطفل ونفسه، وتعوض ما فاته في المدرسة بسبب الكورونا.
وتنصح بأن الكثير من الأنشطة يمكن أن تكون تعليمية كذلك، مثل لعبة "انسان، حيوان، جماد.."، وتتطلب البحث والسرعة عن كلمات مختلفة الخواص ومن ذات الحرف.
وتضيف، وايضا الرسم الحر الذي يعلم الطفل الرسم والتعامل مع الورقة والأقلام والألوان، وبذات الوقت المتعة، وممكن أن يكون له مستقبل مهم وموهبة جميلة.
وأي لعبه تحتوي على رياضة مثل: كرة القدم أو كرة السلة أو التنس، أو حتى نط الحبل، فجميعها رياضات تفيد الجسم والعقل والصحة. وفق الكيلاني.
وتضيف، لعبة التحدي مع الأطفال إذ تنمي القدرة على التنسيق البدني، كسؤال إن كان باستطاعة الطفل أن يقوم بحركات رياضية تقوي جسده، ومساعدته في المطبخ بتحضير وجبات آمنة وصحية وبوقت قليل.
اختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة يؤكد أن عدم وجود نشاطات منهجية في المدارس مع فترة الحجر الصحي السابقة التي تعرض لها الأهالي والأطفال، والتي تراوحت مدتها ست إلى سبعة شهور أجبرت الأمهات والآباء على البقاء في المنزل لفترة طويلة، بلا نشاطات حقيقية داخل وخارج المنزل ومخصصه للطفل.
ويوضح، وبالتأكيد من الصعب دائما العثور على ألعاب أو طرق جديدة لقضاء الوقت وتجنب العصبية داخل الأسرة بأكملها في هذه الأيام الصعبة بعد تفشي فيروس كورونا، وتقييد الحركة، وحتى إغلاق المحلات المخصصة للعب الأطفال وتعليق نشاطات المدرسة.
لذلك ينصح الأهالي بالتفكير بنشاطات حقيقية تنمي عقول أطفالهم، وتعويض ما فاتهم، وقضاء الوقت مع الأبناء وتجنب الملل وخلق فرص للنمو والمرح والتواصل.