آثار الصدمة النفسية على الأطفال بعد الكوارث.. انهيار عمارة اللويبدة أنموذجاً

9b5ba3e4-d636-48d0-b287-e6a89aafe548
9b5ba3e4-d636-48d0-b287-e6a89aafe548
من شأن الكوارث أن تخلق حالة "متطرفة" تضر بالتطور الجسدي والنفسي المتناغم لدى الأطفال، إذ لا تدمر هذه المشاهد المروعة الأرواح فحسب، بل تمنع الأطفال الناجين من استئناف حياتهم بشكل مألوف. بعد حادثة انهيار عمارة اللويبدة، إذا كان من المحتمل أن يعاني جميع سكانها الناجين من الإجهاد بعد تلك التجربة المؤلمة، فإن الأطفال هم الأكثر هشاشة والأقل قدرة على التعافي. لم يتوصل الخبراء حتى يومنا هذا إلى نظرية عامة حول الآثار النفسية لوقع تلك الكوارث على مصير الطفل، إذ أن هذه الصدمات النفسية التي تجتاحهم هي الأكثر ضرراً، لأنها تحدث عندما يكون دماغهم الصغير في حالة بناء كاملة ولم يصل بعد إلى النضج اللازم لفهم جميع الأحداث الأليمة التي يمرون بها.

اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو مرض نفسي قد ينشأ عند بعض الأطفال نتيجة التعرض لبعض المواقف. قد ينتج الاضطراب عند الأطفال بسبب وجود تاريخ عائلي لأحد الأمراض النفسية مثل القلق أو الاكتئاب، كما قد ينتج الاضطراب بشكل مباشر أو بعد مرور فترة قد تتراوح بين أسابيع وسنوات منذ وقوع أحد المواقف المؤلمة، مثل: 1. التعرض لعنف شخصي، مثل التحرش الجنسي أو السرقة. 2. حضور أحد الكوارث الطبيعية، مثل البراكين أو الزلازل. 3. خسارة شخص عزيز. 4. التعرض لحوادث خطيرة، مثل حوادث السيارات أو هجوم إرهابي. اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال: الأعراض

تختلف الأعراض المرافقة لاضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال حسب عمر الطفل، كالآتي:

• اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال ما دون عمر 6 سنوات

قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بشكل مختلف عند الأطفال ما دون عمر 6 سنوات، مثل: 1. التبول اللاإرادي ليلًا، بالرغم من تعلم استخدام المرحاض. 2. عدم القدرة على المشي. 3. تمثيل أحد المواقف المؤلمة التي تعرّض لها الطفل خلال لعبه مع الأطفال الآخرين. 4. التعلق بأحد الأشخاص البالغين بشكل غير طبيعي.

• اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال الذين يتجاوزون عمر 6 سنوات

أما بالنسبة للأطفال اللذين تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، فقد تظهر أعراض عديدة، مثل: 1. عدم احترام الأشخاص البالغين. 2. الشعور بالذنب لوقوع الموقف المؤلم الذي تعرض له الطفل، والرغبة بالانتقام. 3. صعوبة النوم، ورؤية الأحلام المفزعة والكوابيس. 4. صعوبة التركيز. 5. الشعور بآلام مختلفة في الجسم، مثل آلام المعدة وآلام الرأس.

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال: التشخيص

يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال عن طريق اتباع واحد أو أكثر من الفحوصات الآتية: 1. الفحص السريري الذي يقوم الطبيب من خلاله بتفحص جسم الطفل، بحثًا عن أي علامات من الممكن أن تكون ناتجة عن أمراض أخرى. 2. التقييم النفسي الذي يتم عن طريقه مناقشة الأعراض والمشاعر التي يشكو منها الطفل، وتحليل الأحداث التي من الممكن أن تكون قد سببت الاضطراب له. 3. استخدام المعايير الموجودة في الكتيب التحليلي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5).

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال: العلاج

من الممكن أن يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال بالطرق الدوائية أو الطرق النفسية، كالآتي:

علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال بالأدوية

يتم استخدام أدوية مضادات الاكتئاب في علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال؛ للتحكم بالمشاعر المرافقة للصدمة مثل الغضب والقلق والحزن. ومن هذه الأدوية نذكر: 1. باروكسيتين (Paroxetine). 2. ميرتازابين (Mirtazapine).

علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال بالطرق النفسية

هناك العديد من الطرق النفسية التي يمكن اتباعها لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال، ومن هذه الطرق: 1. العلاج بالتعرض: إذ يتمثل هذا العلاج بتعريض الطفل لمواقف مشابهة للموقف الذي سبب له الصدمة، ولكن تحت ظروف آمنة وإشراف من قبل المختصين. ويهدف العلاج بالتعرض إلى تكيف الطفل مع المشاعر التي يشعر بها. 2. إعادة البناء المعرفي: حيث يساعد إعادة البناء المعرفي الأطفال على تقبل الواقع وتفهم الظروف التي تعرضوا لها؛ للتخلص من الشعور بالذنب أو الخزي الذي قد يتملكهم جراء مرورهم بتلك التجارب.

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال: المضاعفات

قد يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال إلى بعض المضاعفات مستقبلًا، مثل: 1. صعوبة بناء العلاقات الاجتماعية أو صعوبة العمل مع الأفراد. 2. الإصابة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب. 3. حدوث تغيرات في تركيبة الدماغ، مثل صغر حجم الحصين. 4. الإصابة بأمراض نفسية، مثل الاكتئاب. 5. سوء استعمال الأدوية المختلفة. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان