آسر ياسين لـ "الغد": اهتمامي بالقضايا الإنسانية واجب والتزام - فيديو

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

إسراء الردايدة

عمان- بصمة خاصة سجلها الفنان المصري آسر ياسين بأدوار لا تشبه غيرها، تُظهر براعته وتفرده وقدراته التمثيلية العالية بأعماله التلفزيونية والسينمائية، وهو الذي كان أصغر ممثل عمل مع المخرج القدير داوود عبدالسيد في فيلم "رسائل البحر" في العام 2010، ليسطر بهذا العمل مرحلة مهمة في مسيرته المهنية.
الدور الذي لعبه ياسين كان طبيبا تخرج حديثا ويعاني من اضطرابات في النطق والتلعثم، إذ استطاع أن يقدم نموذجا جديدا للبطل، ليكون أداؤه لافتا وصادقا، وهو الذي حلم بأن يظهر في مشهد ولو صغير مع المخرج داوود عبد السيد، علما بأن دوره هذا كان قد رشح له الممثل الراحل أحمد زكي، وكان سيتم تعديل السيناريو ليناسب عمره، لكنه حاز عليه وحقق نجاحا كبيرا من خلاله.
آسر ياسين الذي يزور الأردن حاليا بدعوة من مؤسسة عبد الحميد شومان، يعقد ندوة تتناول مسيرته المهنية في لقاء مفتوح مع الجمهور؛ يرى ان مسؤولية الفنان هي التجديد والبحث عن فرص والسعي اليها لا انتظارها".
ياسين الذي تم اختياره مؤخرا ليكون سفيرا للنوايا الحسنة الى جانب الممثلة نيللي كريم في المنظمة الدولية للهجرة في مصر، يقول "هي مسؤولية كبيرة وضخمة، وعرض علي أكثر من مرة ان أكون جزءا من اقسام مختلفة في الأمم المتحدة.. ولكني وجدت ان هذا المكان الانسب لي فقضية الهجرة شاملة ومتنوعة، ولا تنحصر بجانب واحد بل تغطي جوانب عديدة مثل الهجرة غير الشرعية، العمل القسري، وعمالة الاطفال القسرية ايضا الى جانب تجارة الاعضاء".
وبين في لقاء خاص مع "الغد" انه عمل مع المنظمة نفسها قبل الإعلان الرسمي، وتربطه برئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر لوران دي بويك علاقة وطيدة، ويجمعهما نفس الفكر والاهتمامات بذات القضية والرسالة، حيث قدم ثلاثة فيديوهات تناول فيهم مشكلة التمييز العنصري والتفرقة بين الناس وشاركت به جنسيات مختلفة متواجدة في مصر.
وارتبط اختيار كريم وياسين، بمساهمتهما في الدفاع عن حقوق المهاجرين، ورفع الوعي حول الأثر الإيجابي للهجرة المنظمة، ومخاطر الهجرة غير النظامية، وتشجيع الهجرة الآمنة والمنتظمة، في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


وحول دور الفنان في مثل هذه القضايا، لفت ياسين إلى انه والممثلة نيللي كريم، يخدمان قضايا إنسانية مهمة على ارض الواقع، خصوصا وأن كريم قدمت ادوارا مختلفة تتعلق بقضايا حساسة مثل الادمان والامراض النفسية، وهذا ما يحاول ان يطبقة ايضا.
ويهتم ياسين بالقضايا الإنسانية من باب الشعور بالالتزام والواجب لإيفاء المحيط ما قدمه له، موضحا انه بعد ان يبلغ الفرد مراده ويحقق اهدافه، ويكتشف أن لوجوده هدفا أسمى يبدأ بالتفكير بطريقة معينة ليخدم محيطه ومن لم ينل فرصا عادلة في الحياة ومن هو اقل حظا. ونوه إلى أنه لا يقوم به من باب المجاملة او الصدقة بل من باب الالتزام.
ودرس ياسين الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأميركية في القاهرة وتخرج منها، وانتقل للتمثيل بعد أن خاض عدة تجارب في المسرح والتمثيل وهو على مقاعد الدراسة، وقرر بعدها ان الفن هو ما يريد ان يمتهنه في حياته ويسعى اليه، لافتا إلى دور الهندسة في تطوير منهجه وطريقة تفكيره بالوصول لأهدافه. وياسين الذي ظهر في ادوار مختلفة تنوعت بين الكوميدي والاكشن وحتى الدراما والتشويق، وهي ادوار ينتقيها لتكون منوعة ومتشعبة فلا يحصر نفسه في قالب واحد. وينتقي ادواره بعناية خاصة تلك التي تشكل تحديا ومختلفة عنه، والتي تتطلب منه تعلم مهارة جديدة، او تحثه على اجراء بحث والتعمق في الدراسة والاستقصاء لفهم الحالة.
ويلفت إلى انه اضطر لتعلم الملاكمة لمدة عامين قبل مشاركته بفيلم "من ضهر راجل" للمؤلف محمد آمين راضي والمخرج كريم السبكي في العام 2015، والأمر نفسه عند مشاركته في دور طه في فيلم "تراب الماس" للمخرج مروان حامد 2018، حيث تعلم العزف على الطبل لعام ونصف قبل ان يصور العمل.
وهذا كله وفقا لياسين من شانه أن يضيف بعدا ووعيا أعمق لما يقدمه، وكيف يمكن ان يلعب الدور ليخرج بشكل مختلف، فالتجريب واختبار النفس وتوسعت مداركها امر حيوي للفنان، مبينا أنه بدأ باختبار نفسه في الكتابة لإنهاء أول "سيكريبت" له. ومع تقمصه للأدورا عانى الممثل آسر ياسين في عدة منها، حيث يصاب أحيانا بحالة من الاكتئاب، وحصل ذلك معه بـ 3 أعمال قدمها هي "رسائل البحر" لداوود عبد السيد في العام 2010، و"زي النهاردة" في 2008 لمخرجه عمرو سلامة وآخرها "تراب الماس"، وهو العمل الذي استغرقه نحو 6 أشهر للخروج منها.
وتحدث ياسين عن دوره بهذا العمل، وهو شخصية مسالمة جدًا، وفجأة يتحول لقاتل فكان لابد أن يموت في النهاية، إذ تدور الأحداث حول طه الذي يعيش حياة باهتة رتيبة، ويعمل كمندوب دعاية طبية فى شركة للأدوية، ويتمكن بلباقته الكبيرة ومظهره الجيد في أن يستميل أكبر الأطباء للأدوية التي يروّج لها، وتحدث جريمة قتل غامضة، ويبدأ هو في اكتشاف الكثير من الأسرار التي تدخل به إلى عالم جديد قوامه الجريمة والفساد.
وشارك في البطولة الفنانة منة شلبي وماجد الكدواني ومحمد ممدوح وإياد نصار وصابرين، والفنانة شيرين رضا وعزت العلايلي، والمخرج مروان حامد، والكاتب أحمد مراد.
ويذهب ياسين ان تلك الحالة النفسية ترتبط بالذاكرة نفسها للفرد، قائلا :"كبشر حين نكبر هنالك اشياء في الذاكرة اقفلنا عليها من ذكرياتنا، وخلال دراستي للدور ربما قد فتحت ابوابا مقفلة او وضع نفسه في الشخصية بشكل اكبر من اللازم ما يتركك في حالة تتطلب وقتا للعودة للوضع الطبيعي".
ويضيف: "بالعادة هذا يستغرق وقتا لاستعاد التوازن.. وبالنسبة لي ما يعيدني لحالتي الطبيعية هو تواجد أحبتي وعائلتي حولي، كونهم يسهمون في استعادتي الشعور بالثبات من جديد".
وينشغل ياسين حاليا بتصوير فيلم "صاحب المقام" للمخرج محمد جمال العدل وبطولة الفنانة يسرا، مبينا أنه قام بطرح بوستر لفيلم "الشايب" عبر حسابه الخاص على انستغرام، حيث ظهر وهو يركب دراجة نارية، إذ سيتم يطرحه في صيف 2020.
وجاء هذا الإعلان بعد فترة من طرح الجزء الثاني من فيلم ولاد رزق، والذي ينتهي بمشهد يظهر في ياسين بتلك الصورة، ليكون هذا الفيلم جسرا يجمع أبطالا مختلفين وتكملة للجزء الثالث من"أولاد رزق".
و"الشايب" الذي سينتجه طارق العريان ويخرجه صلاح الجهيني لم تتضح معالمه بعد، ولكن وفقا لياسين جاء طرحه ليخلق حالة من التشويق وعنصر إثارة اكبر. ويميل ياسين للأفلام التي تقوم على سلسلة فهي بحسبه، تقوم بخلق تحد كبير وتحقق نجاحا، مثل فيلم "الفيل الازرق"، "ولاد رزق"، "الكنز"، وحتى افلام عالم مارفل وستار وورز، حيث باتت ظاهرة اليوم وتشهد نجاحات كبيرة حتى في المسلسلات.
ويعتبر أن أحد عوامل نجاح مثل هذه الأفلام هو وجود حالة ولاء من المعجبين للفيلم نفسه، والمتابعين المخلصين الى جانب نجاح الجزء الذي سبقه. ويملك ياسين في رصيده نحو 40 عملا بين فيلم ومسلسل، ويميل للأعمال المسرحية، لكن المسرح الذي يريده يختلف عما يراه اليوم، وفق قوله.
وعلاقة ياسين بالسوشال ميديا كانت مبنية على "الكراهية" في السابق، ولكن اليوم هي أمر ضروري كما يقول، وممتعة الى حد ما، فهي ليست وسيلة لعيش حياة غير حقيقية بقدر ما هي أداة ممتعة يقوم من خلالها بمشاركة منشورات ايجابية، تنثر البهجة والمشاعر الجميلة التي يفكر بها مليا قبل ان يقوم ببثها، كي يخلف اثرا طيبا.
ويرى ان المنصات الرقمية تمارس تقييدا لحد ما على الحسابات الرسمية لتجبر الشخص على دفع مبلغ ما للترويج له، ومن هنا وجد ان افضل طريقة هي الانقتاء فيما ينشره، بحيث يكون ذكيا وايجابيا حقيقيا، وتعكس قيمه وافكاره. وعن الخصوصية وتواجدها في تلك المنصات، قال انها "محدودة" الى حد ما، كونه شخصية عامة ولكن مسؤوليته هنا هي الموازنة بين حماية ما يحب ويملك، وما بين إعطاء ونقل انطباع ايجابي للآخرين.