آلاف النازحين الليبيين جراء المعارك في طرابلس

طرابلس - أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية أول من أمس ، أنّ عدد النازحين من جرّاء المعارك الدائرة حول العاصمة طرابلس ارتفع إلى 55 ألف نازح.اضافة اعلان
وقال نائب رئيس "لجنة الطوارئ" المكلّفة خصوصاً رعاية النازحين عثمان عبد الجليل، إنّ اللجنة "سجّلت 11 ألف أسرة نازحة" يبلغ مجموع عدد أفرادها "55 ألف نازح"، مشيراً إلى أنّ اللجنة خصّصت "40 مركز إيواء و27 مدرسة" لإيواء هؤلاء النازحين.
وأضاف في مؤتمر صحافي من طرابلس، "نسّقنا لاستقبال 15 ألف نازح" إضافي، مؤكّداً "وجود مخزون استراتيجي من السلع يكفي للأشهر القادمة".
وكان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، شكّل "لجنة الطوارئ" لتوفير كافة الاحتياجات الخاصة بسكان العاصمة من خدمات وعلاج جرحى المعارك.
وتقترب المعارك الدائرة بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، وتلك التابعة للمشير خليفة حفتر، من إتمام شهرها الأول.
وكان المشير حفتر شنّ في الرابع من نيسان(أبريل)، هجوماً واسع النطاق للسيطرة على طرابلس.
وتسبّبت المعارك مذّاك في سقوط 376 قتيلاً وإصابة 1822 بجروح، بحسب مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا.
والأحد الماضي، حذّرت مساعدة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا ماريا دو فالي ريبيرو من "خطورة" الأوضاع الإنسانية في طرابلس، مشيرة إلى احتمال "تدهورها" في حال استمرار المعارك.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان مساء الأول من أمس الخميس، أنّ باريس تريد وقف إطلاق النّار في ليبيا والعمل على تنظيم انتخابات، نافياً أن تكون بلاده منحازة إلى المشير خليفة حفتر الذي يشنّ هجوماً على طرابلس.
وتُواجه فرنسا انتقادات حادّة من الليبيّين المؤيّدين لحكومة الوفاق الوطني، التي يعترف بها المجتمع الدولي، إذ يتّهمون باريس بأنّها تدعم ضمنيّاً الهجوم العسكري الذين يشنّه حفتر للسّيطرة على العاصمة الليبيّة.
وقال لودريان لصحيفة لوفيغارو "صحيح أنّنا نعتقد أنّه (حفتر) جزء من الحلّ"، مضيفاً "حفتر قاتلَ ضدّ الإرهاب في بنغازي وفي جنوب ليبيا، وهذا كان في مصلحتنا ومصلحة بلدان الساحل ومصلحة جيران ليبيا".
وأشار إلى أنّ فرنسا منخرطة في الملفّ الليبي "من أجل مكافحة الإرهاب" وهذا "هدفنا الرئيسي في المنطقة"، وكذلك بهدف "تجنّب (انتقال) العدوى" إلى دول مجاورة مثل مصر وتونس، وهي "دول أساسيّة بالنسبة إلى استقرارنا". وقال لودريان "بصفتنا أطرافاً في التدخّل العسكري عام 2011، ولأنّ المتابعة السياسيّة لم تتمّ بعد سقوط القذافي، فإننا نتحمّل أيضاً جزءاً من المسؤولية في هذه الأزمة".
وشدّد على أنّ باريس لم تكن تتوقّع أن يشنّ حفتر هجوماً على طرابلس، قائلاً "في كلّ المحادثات التي أجريتها معه، ذكّرتهُ دائماً، عندما لم يكُن متحلّياً بالصّبر، بالحاجة إلى حلّ سياسي".
وكان وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية فتحي باشاغا، اتّهم باريس بدعم حفتر. وقال في مؤتمر صحافي في تونس الأحد "فرنسا دولة رائدة في الديمقراطية ومعاداة الأنظمة القمعية والاستبداد وكان لها دور رئيسي في إسقاط النظام السابق في سنة 2011".
واعتبر الوزير الليبي أنّ "هذه المعطيات جعلتنا نتعجّب من دور فرنسا الداعم لحفتر وأبنائه".
وأضاف باشاغا "نطلب من فرنسا الالتزام بالقيم الفرنسية وبتاريخها الديموقراطي". وردّ لودريان بأنّ "فرنسا دعمت باستمرار حكومة السراج"، قائلاً "لاحظتُ أنّ فتحي باشاغا الذي يُهاجم فرنسا بانتظام ويندّد بتدخّلها المزعوم في الأزمة، لا يتردّد في قضاء بعض الوقت في تركيا، لذلك أنا لا أعرف أين يوجد تدخّل".
واعتبر الوزير الفرنسي أنّ "غياب منظور سياسي أدّى إلى جمود لدى البعض (السراج) وإلى تهوّر آخرين (حفتر)"، مشيراً إلى أنّه "بدون انتخابات، لا يمكن لأي طرف ليبي أن يزعم أنّه شرعي بالكامل". وخلص لودريان إلى القول إنّه "اليوم، لا يُمكن لأحد أن يتظاهر بأنّ لديه تفويضاً من الليبيين، وهذا أحد الأسباب الرئيسيّة للأزمة الحاليّة".-(أ ف ب)