أبعاد التقدم العسكري الأوكراني

زيد نوايسة شارف الشهر السابع على بدء الحرب الروسية الأوكرانية على الانتهاء دون حسم لأي طرف بشكل واضح؛ التقدم الروسي الذي ساد في الأشهر الأولى لم يعد كما كان في ضوء حالة الغموض حول مسار العمليات العسكرية في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي؛ المصادر الأوكرانية تتحدث عن نجاحها باستعادة أكثر من 30 بلدة وهي في طريقها للمزيد بينما تستمر موسكو في ارسال تعزيزات عسكرية كبيرة وتقلل من أي حديث عن اختراق مهم. المصادر العسكرية الغربية تؤكد حدوث تقدم اوكراني وتراجع روسي؛ البنتاغون يقول بأن هناك إنجازات اوكرانية ملموسة في حال استمرارها بهذا الزخم ربما يمكنها من استرجاع منطقة خيرسون الاستراتيجية بحلول نهاية العام؛ بينما يدعم الرئيس الأميركي هذه المعلومات لكنه يرى أنه من غير الممكن اعتبار هذا التقدم الاوكراني بمثابة نقطة تحول في الحرب فمسار استعادة الأراضي الأوكرانية التي سيطرتها عليها روسيا سيكون طويلاً. من الواضح؛ أن أسئلة عديدة باتت تطرح حول استراتيجية الولايات المتحدة الاميركية فيماذا كانت تهدف لمساعدة أوكرانيا في استعادة أراضيها فعلياً أو استغلال الظروف التي فرضتها الأزمة لتوجيه ضربة قوية لروسيا مع تجنب المواجهة المباشرة معها والسعي لإطالة امد الحرب التي قد تؤدي لرفع الكلفة الاقتصادية والعسكرية والسياسية عليها مما يحول دون تمكنها من تحقيق مكاسب عسكرية سريعة. هناك اعتقاد لدى المحللين أن هذه الاستراتيجية الأميركية ستقطع على روسيا أي إمكانية لتحقيق نصر عسكري حاسم وبنفس الوقت ليس من السهل أن تؤدي لهزيمة موسكو ولكنها ستنعكس كلما طال امد الصراع على الوضع الداخلي الروسي بما فيه شعبية الرئيس بوتين نفسه. بنفس الوقت لا يمكن فصل التقدم العسكري الاوكراني عن الدعم العسكري الأميركي والاوروبي المتنامي والذي يصل تباعاً ولكنه ليس من النوع القادر على احداث اختراقات كبرى في المعركة وهو الامر الذي يؤسس لمرحلة الدخول في حرب استنزاف طويلة الاجل وهو ما اقرت به موسكو وعلى لسان الرئيس بوتين نفسه قبل أيام. من ناحية أخرى يشير العديد من الخبراء العسكريين المستقلين أنه بالرغم من حملة الامداد العسكري الهائل الأميركي الأوروبي الا أن تغيير المعادلة بشكل كلي ما تزال غير ناضجة للآن لتغيير المعادلة على الأرض لكنها تمكنت من إعاقة التقدم الروسي ومشاغلته كما حدث خلال الأشهر السبعة الماضية. الآن وبعد كل هذا المشهد المعقد في الازمة الروسية الأوكرانية المفتوحة على كل الاحتمالات يعاد السؤال مرة أخرى حول خطأ التقديرات الروسية في الدخول في المعركة والأهم لماذا تأخرت في الدخول بقوة عسكرية هائلة ربما كانت قادرة على الحسم خلال الأسابيع الأولى وهو ما ساهم في تغير قواعد المعركة ودفعت بها الى فضاءات الاحتمالات المفتوحة. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان