أبو حماد: تستهويني الأدوار المركبة في أي عمل فني

أحمد الشوابكة تجري الفنانة الأردنية فداء أبو حماد، التحضيرات لإنتاج عمل فني بعنوان “الصديقات”، وهو مسلسل أردني درامي من بطولتها وفكرتها وتأليف رزان درادكة وإخراج أيوب القاسم ومشاركة عدد من الممثلين الأردنيين والوجوه الشابة، رافضة أن تكون منتجة بقدر ما هي داعمة لمحاولات زملائها الفنانين الذين ترفع لهم القبعة أينما وجدوا. وعادت أبو حماد إلى الوسط الفني بعد انقطاعها الطويل، الذي دام سنوات عدة عن الشاشة الفضية التلفزيون، بانضمامها إلى أسرة المسلسل الأردني الاجتماعي “شارع طلال” الذي يصور حالياً في بلدة ماعين بمحافظة مادبا، وتجسد دور “عائشة”، وهو دور رئيسي في المسلسل الذي يحكي عن الحياة وتطورها في مدينة عمّان منذ بداية الخمسينيات بتولي جلالة الملك الحسين رحمه الله سلطاته الدستورية، حتى العام 1999، رافضة الحديث عن تفاصيل دورها الذي تجسده في العمل الجديد، موضحة أنه يحظر عليها حاليا الإدلاء بأي تصريحات عن المسلسل. وكانت أبو حماد تتابع بشغف الحالة الفنية، طيلة فترة غيابها عن المشهد الفني، ورفضها المشاركة في الأعمال الدرامية والمسرحية والأفلام التي عرضت عليها، بسبب انشغالها بتحقيق حلمها الذي راودها، وهو إنشاء “لمة فن” الذي أضحى حقيقة وملتقى لكل الفنانين الموهوبين في تقديم الدعم اللوجستي لإقامة مشاريعها الفنية سواء الأعمال الدرامية أو الغنائية أو الموسيقية أو المسرحية، في محاولة لتهيئة شباب في كل المساقات الفنية، إضافة إلى إمكانية الإنتاج الفني، وبخاصة أن الموقع مجهز بأحدث الآلات الموسيقية والصوتية، والمونتاج. وعرف المشاهد الأردني أبو حماد من خلال مشاركتها بدور “زينب”، وهي بنت سلمان الذي جسده محمد العبادي في المسلسل القروي “أم الكروم” الذي أنتجه التلفزيون الأردني العام 1999، ويمثل حياة القرى الأردنية في بداية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وتطور الحياة ومحاولة الناس مجاراة التطور بالتمدن بدءاً من التخلي عن الزراعة وبيع الأراضي وعدم القدرة على التصرف بالمال بسبب الجهل. وتقوم أبو حماد بإجراء دراسة مستفيضة على الأدوار التي تعرض عليها بعمق قبل الموافقة على تأديته في أي عمل فني درامي يطرح عليها، فإذا كان الدور ملائماً ستوافق على تأديته، وإذا لم يكن ملائماً ترفضه، بحسبها “عندما أجيد دوراً أغوص فيه للأعماق وأتحول إلى الشخصية التي أقوم بتجسيدها، وأتجه إليها كلياً حتى تعيش معي”، وهذا من أسباب نجاحي والتزامي وإيماني بالشخصية التي أقوم بتجسيدها، إضافة إلى دور العناصر الأخرى في العمل الفني مثل دور المخرج والممثلين والفنيين، والمنتجون لهم أيضاً أثر على النجاح، مؤكدة أنها لا تحب الأدوار التي لا تشبه شخصيتها، التي تكرس كل طاقاتها وقدراتها لتقديمھا. وتستهوي أبو حماد الأدوار المركبة في أي عمل فني سواء أكان بدوياً أو “مودرن” أو كوميدياً، كونها ممثلة مسرح في الأساس، ودائماً تستمد قوتها من خبرتها من وقوفها على خشبة المسرح، لذا تحرص على تأدية الشخصية بأفضل صورة، مشيرةً إلى أن الرهان الحقيقي على الأداء التمثيلي وليس على الملامح، وأن تأثير الدور الذي يؤديه الفنان في العمل الفني هو الأهم وليس حجم الدور نفسه، مؤكدة أنها لا تهتم بمساحة الأدوار التي تقدمها قدر اهتمامها بطبيعة هذه الأدوار، ومدى تأثيرها في الأعمال الفنية وفي المشاهد، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها تتعمد أن تنوع في أدوارها وتجسد أدوارا مختلفة ومميزة، مشيرة إلى أنها ستسير على النهج نفسه، من خلال المشاركة في أعمال فنية تظهرها بصورة مختلفة وتزيد من نجوميتها. ولا تجد أبو حماد خلافاً على سيطرة النجم الأوحد على الدراما، وما يهمها بأن للعمل قصة تلمس هموم الناس وتقنعهم بأهمية متابعة العمل بأكمله، وهذا هو النجاح بحد ذاته، حسب وجهة نظرها، لكنها ترى أن العمل الجماعي يترك بصمة، من خلال تقنيين وفنانين، فالكل يكمل الآخر، إضافة إلى أهمية القصة التي تجعل الممثل يعيشها، فهي أحداث نعيش وقائعها داخل مجتمعاتنا، منوهة إلى وجود الدراما العربية المشتركة التي أصبحت حقيقة، واصفة إياها بالأعمال المهمة جداً، مشيرة إلى أنه من الجميل رؤية هذا التلوين والدمج بين الفنانين المحبين للثقافات الأخرى، والاحتكاك ورؤية الاختلاف في طريقة العمل. وحول دخول عالم الفن، فقد أوضحت أبو حماد، وهي عضو في الهيئة العمومية لنقابة الفنانين الأردنيين، أنها غير نادمة على دخولها مجال التمثيل، لأنها تعشقه منذ الصغر، ما دفعها إلى تطوير موهبتها بالجانب الأكاديمي من خلال دراستها الدراما وحصولها على درجة الدبلوم في الدراما من جامعة عين شمس في مصر، مشيرة إلى أن النجاح لن يتحقق إلا بالمثابرة والاجتهاد. وتؤكد أبو حماد وجود تحديات في أي عمل فني مهما كان نوعه، مبينة أنها تتدرب بشكل جيد أثناء التحضير للدور على التفاصيل كافة، وخصوصاً بما يتعلق بتجسيد الشخصية وإتقان اللهجة، مشيرة إلى أن المسلسل ذا الطابع البدوي له خصوصيته ويحتاج إلى التدرب على الخيل واللهجة والمبارزة، وهذه التفاصيل اعتنت بها منذ تسلم النص، كما لم تغفل علاقة الشخصية بالشخصيات التي حولها، وتحرص على أن تكون ناجحة في العمل. وتشير إلى أن العودة إلى أصل التمثيل الدرامي والمسرحي ليس إفلاساً، بل إنه قيمة وحالة للخروج من الإطار الضيق إلى الإطار المفتوح؛ فـ”الانغلاقية” تسبب حالة من الكساد للعمل الفني، على خلاف ذلك، فإن العمل المفتوح يعطي حافزاً للنجاح، وهذا هو مبتغى كادر العمل. وأكدت “يفترض أن يجيد الفنان كل الأدوار، وإن كنت أرى أن الأدوار التاريخية والبدوية تعطي للممثل أو الممثلة ثقلاً وتمنحه مساحة من الخيال والإبداع بعكس الأدوار العصرية، ويكفي العمق واللغة في الدراما التاريخية التي أعتبرها فعلاً ملعبي الحقيقي”. ويذكر أن فداء أبو حماد، شاركت في العديد من المسلسلات من أبرزها: “شوق الرهف” في العام 1998، “أم الكروم” في العام 1999، “الجرح والبلسم”، وانقطعت بعد ذلك عن الساحة الفنية لتعود في العام 2021 من خلال مشاركتها في مسلسلات “إيش في”، و”عيال قحطان”، و”كابتشينو”، وتشارك حالياً في مسلسل “شارع طلال”، إضافة إلى إنتاجها مسلسل “الصديقات”، وهو من بطولتها، كما شاركت في العديد من المسرحيات والأفلام.اضافة اعلان