أبو حمور يدعو لتأسيس بنك عربي لإعادة الإعمار والتنمية بالمنطقة

عمان - الغد- أكد أمين عام منتدى الفكر العربي محمد ابو حمور الحاجة إلى التوافق على أجندة لمستقبل الوطن العربي تنبع من داخل المنطقة، لا من خارجها، كمبادرة عربية وإسلامية عالمية تحقق الكرامة الإنسانية لملايين الفقراء والمهمشين والمهجرين والعاطلين عن العمل.اضافة اعلان
ورأى أن تضمين هذه الأجندة استراتيجيات إصلاح شاملة في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كفيل بـ "تجنيب الأمّة المزيد من شرور التطرف والتمزق وأشكال العنف"، داعيا الى تأسيس بنك عربي لـ"إعادة الإعمار والتنمية في منطقتنا، وتفعيل مفهوم الزكاة وفق أبوابها الثمانية لتحقيق الكرامة الإنسانية، وهو ما دعا إليه مراراً رئيس المنتدى سمو الأمير الحسن بن طلال".
وخلال مشاركته بورقة عمل رئيسية في ندوة تحالف عاصفة الفكر التي عقدت في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بالرباط الاثنين الماضي، أكد أبو حمور، بحسب بيان للمنتدى، "أهمية التركيز على البُعد الاقتصادي الاجتماعي عند الحديث عن استشراف الحلول المستقبلية والسياسات العامة في مكافحة التطرف والعنف"، والعودة إلى الإشكالية الأساسية التي تعانيها الاقتصادات العربية نتيجة الاختلالات الهيكلية والتفكك والانكشاف الاقتصادي وضعف العمل العربي المشترك.
وأوضح أن تداعيات الربيع العربي كشفت، بحسب دراسات،  أن "20 % على المستوى العربي كانوا يحصلون على نصف الدخل القومي الإجمالي، فيما 50 % كانوا في قاع توزيع الدخل، ما جعل الأغنياء يزدادون ثراءً، والفقراء يزدادون فقراً، مع غياب الطبقة الوسطى" التي تعتبر صمام أمان عند الصدمات، إلى جانب انتشار البطالة والعنف والجريمة.
وربط أبوحمور بين تراجع معدلات النموّ على المستوى العربي، وانخفاض أسعار النفط، الذي تسبب بخسارة للدول العربية تقدر بحوالي نصف تريليون دولار (أو 500 مليار) خلال عام واحد، في وقت تزداد فيه الكلفة البشرية والاقتصادية على البلدان العربية بسبب اللاجئين والمهجرين من مناطق النزاعات والحروب.
وجرى خلال افتتاح الندوة توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين منتدى الفكر العربي والمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية في المغرب تستهدف تقوية وتعزيز التعاون بينهما، بما يخدم قضايا الأمة والفكر العربي.
وأقر المشاركون في الندوة المقترح الذي تقدم به مركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين لإنشاء أمانة عامة لتحالف عاصفة الفكر يكون مقرها البحرين.
واكد المشاركون في ختام جلسات الندوة، بتبني مقاربة جديدة للتصدي للتهديدات الأمنية، ترتكز على تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز التعاون الإقليمي على أساس مبدأ المصير المشترك، والحفاظ على الثوابت وأسس الوحدة الترابية لكل بلد عربي، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة التي تعيشها المنطقة العربية وتزايد تهديدات التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
كما أوصوا ببلورة خطاب ديني مضاد لمواجهة الخطاب الأيديولوجي الذي تتبناه التنظيمات المتطرفة، يرتكز على إشعاع ثقافة الأمل في المستقبل والتسامح والتعايش السلمي وفقاً للتعاليم الإسلامية السمحة والقيم الإنسانية الكونية. وإضفاء طابع الاستباقية والنظرة الشمولية على السياسات العمومية المتبعة من طرف الدول العربية والإسلامية في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، والاهتمام برأس المال البشري وجعله رافعة للتنمية.