أبو شاويش تقدم تحليلا بالخطاب المقاوم عند صالح

v2ffp6gf
v2ffp6gf
عمان - الغد - صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع عمان – رام الله، كتاب بعنوان "حين ينتفض القلم، دراسة تحليلية في الخطاب الشعري المقاوم في شعر عبدالناصر صالح"، للكاتبة ازهار ابو شاويش. تتحدث الدراسة عن التجربة الشعرية للشاعر عبدالناصر صالح، الذي كتب اغلب قصائده داخل المعتقلات الصهيونية، اعتقل في العام 1977، وحكم عليه بالسجن لمدّة عام ونصف، قضاها متنقلا في سجون طولكرم، نابلس، بيت ليد والرملة، ومع بدء الانتفاضة الفلسطينية العام 1987، اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني، وأمضى في معتقل النقب الصحراوي "كتسيعوت"، "أنصار3" مدة 12 شهراً كمعتقل اداري، وأمضى في سجون الاحتلال أكثر من "4" سنوات بتهمة العضوية حركة فتح وممارسة النشاط السياسي والثقافي. وشارك صالح في تأسيس اتحاد الأدباء والكُتّاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في العام 1987، ثم انتخب نائباً لرئيس اتحاد الكتاب الفلسطينّيين منذ العام 1987، وحتى العام 2005، شغل منصب وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، ترجم عدد من قصائده إلى اللغات الإنجليزية والتركية والألمانية. صاحبة الدراسة الكاتبة ازهار ابو شاويش قالت في مقدمتها للكتاب إن الخطاب الشعري المقاوم في عند الشاعر موزعا على محاور اعتمدتها الدراسة وجاءت كما يلي: الفصل الاول يتحدث عن حب الوطن والتغني بجماله وطبيعته الساحة الخلابة، في حين خصص الفصل الثاني للثورة الفلسطينية المشتعلة على امتداد مراحل النضال، اما الفصل الثالث فكان لفضح سياسة المحتل الغاشم وكشف اجرامه المتواصل بحق الأرض والإنسان، وفي الفصل الرابع والأخير دار الحديث حول آلام اللجوء والحلم بالعودة. وأشادت المؤلفة بشعراء فلسطين الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل القضية الفلسطيني والدفاع عن وطنهم والحفاط على هويتهم الفلسطينية، فلم يقفوا بعيدين عن حلبة الصراع الوجودي، بل وصول مهمتهم الثورة الى جنب عملهم الكفاحي فبعضهم خاض غمار المعركة فنال الشهادة، مثل الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود الذي استشهد في معركة الشجرة في العام 1948، ثمنا لحرية وطنه. وأشارت شاويش الى ان اختيارها للشاعر يأتي من الخصوصية الشعرية التي يتميز بها انتاجه الشعري، وجماليات الخصائص التي تستوقف من يتناول شعره بالقراءة سواء على المستوى الفني او الموضوعي. يتربع الوطن على عرش نصوصه الشعرية، كما ان القضية الفلسطينية عنده هي اعظم من بكاء منزل او فقد حبيبة، بل هو بكاء الهوية المستلبة، والأرض المحتلة، كما انه يفرد قصائد بأكملها للحديث عن الثورة او المأساة او السجن، فالوطن في كل جارحة من شعره. ورأت ابو شاويش ان شعر صالح :قام بوظيفته الوطنية السامية، من خلال تعبيره عن عشقه لأرضه، وتغنيه بثورة شعبه ضد المحتل على امتداد مراحله النضالية، ومحاولاته كشف سياسة المحتل الاجرامية التي تستهدف الأرض وصاحبها، والتشديد على آمال اللاجئين في عودتهم لديارهم مستشرفا الأمل في التحرير والعودة. كما ان مشاركة الشاعر شعبه همومهم ومعاناتهم جعلت من نصوصه رافدا مهما من روافد المشاركة الوجودانية والفعلية في مسيرة التضحية والفداء التي خاضها ضد المحتل، وفقا للمؤلفة، تحمل قصائده رؤية واقعية بعيدة عن جنح الخيال وجموحه، معانقا امل الفلسطينيين في الحرية والتحرير. وأشارت ابو شاويش الى الخصائص الفنية في قصائد صالح، فالصورة الشعرية عنده جاءت حقيقية مستمدة من واقع معاش، وتوزعت الصورة ما بين مواجهة وتضحية وتدمير وتشريد والكثير من الصور التي تعبر عن حال قضيته، وتميز اسلوبه بجزالة اللغة ومتانة السبك الفني بما يتناسب والتجربة الشعورية التي عاشها في وطن امحتل. الكتاب جاء في اربعة فصول عنون الفصل الاول "حب الوطن يندرج تحت مسى، الام، المرأة، الارض، فيما يتناول الفصل الثاني وهو بعنوان التغني بالانتفاضة، الدعوة الى النضال والجهاد المقدس، ادوات المقاومة في الانتفاضة، الحجر المقلاع المتراس البندقية، تمجيد الابطال وتخليد الشهداء، وصورة غزة في شعره. الفصل الثالث يفضح سياسية المحتل الهمجية، من القتل، ترهيب وترويع السكان، الحصار الخانق، الزج في السجون"، فيما يتحدث الفصل الرابع عن "آلام اللجوء وحلم الرجوع"، يحكي عن اللجوء والغربة، المنفى، المهجر، الخمية، بطاقة التموين، حلم العودة والرجوع، استشراف المستقبل. ولد الشاعر عبد الناصر صالح في مدينة طولكرم في بيئة خصبة بالادب والثقافة فوالده الشاعر والمناضل الراحل محمد علي الصالح، وهو أحد المناضلين ضد الانتداب البريطاني، وانهى صالح دراسته الثانوية في المدرسة الفاضلية بطولكرم، وفي العام 1984 تخرج من كلية التربية وعلم النفس في جامعة النجاح الوطنية. صدر له سبع مجموعات شعرية هي "الفارس الذي قتل قبل المبارزة"، كتبت في العام 1977، اثناء وجواده داخل سجون وزنازين الاحتلال، "داخل اللحظة الحاسمة" في العام1981، "خارطة للفرح" في العام 1986، "المجد ينحني أمامكم" كتبها في العامين 1987 – 1988، في معتقل"أنصار 3" الصحراوي في النقب إِبّان اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، "نشيد البحر" مطوّلة شعرية صدرت في العام 1991، "فاكهة الندم" في العام 1999، "مدائن الحضور والغياب"، في العام 2009. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية في فلسطين والوطن العربي، مثل مشاركته لأكثر من مرة ممثلاً لاتحاد الكتاب وشعراء فلسطين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومهرجان جرش الدولي في العاصمة الأردنية عمان، ومهرجان المربد الشعري في العراق، وكذلك مشاركته في أمسيات شعرية وندوات فكرية وثقافية في البحرين وتركيا وسوريا واليمن.ٍ المؤلف في سطور ازهار ابو شاويش من مواليد غزة حاصله على بكالوريوس لغة عربية من جامعة الاقصى، ودرجة الماجستير في البلاغة العربية من جامعة الاقصى بغزة.اضافة اعلان