أبو عابد: حققت مع الفيصلي قرابة 25 لقبا.. ولعبت أكثر من 150 مباراة دولية

عمان- _ - يقلب الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من خلال هذه المقابلة الصفحات في كتاب النجم المعروف جمال أبو عابد قائد منتخب النشامى والنادي الفيصلي سابقا، وأحد الذين كانوا على علاقة وثيقة بالإنجازات على صعيد النادي والمنتخبات الوطنية، وتميز لاعبا وبات مدربا بارزا له بصمته على المستطيل الأخضر. بلا شك أنه أحد أهم أساطير كرة القدم الأردنية الذين يمتلكون مسيرة رائعة توج خلالها بالكثير من الألقاب والبطولات، وصنع لنفسه اسما لا تنساه الجماهير على اختلاف ميولها وانتماءاتها الرياضية. برز بشخصيته القوية كقائد ميداني لا يشق له غبار، وتمتع بكاريزما متفردة في انتمائه لفريقه ومنتخبات بلاده حتى أضحى من المعالم البارزة في تاريخ اللعبة في الأردن، وكان صعوده على منصات التتويج أمرا اعتياديا في الكثير من الأحيان. - نبدأ حيث كانت بدايتك مع كرة القدم. البداية كانت من المدارس وتحديدا المدرسة الشاملة في العاصمة عمان حيث مثلت فرقها الكروية حتى تم توجيهي من قبل الأساتذة للالتحاق بالأندية وبالفعل بدأت مع نادي الفيصلي في موسم 1979-1980 مع فريق تحت 16 عاماً. - من اكتشف موهبتك؟ ولمن تدين بالفضل؟ شارك الكثير من المدربين الذين ساعدوني في البدايات وأخص بالذكر بلا شك المدرب الراحل مظهر السعيد. - أنت أحد رموز نادي الفيصلي.. هل توجز لنا مسيرتك معه؟ بدأت اللعب مع الفريق الأول في نادي الفيصلي العام 1981 وكنت حينها في الثامنة عشرة من عمري، وكانت مباراتي الأولى أمام فريق الرمثا في نهائي الكأس في ذلك العام وانتهت بفوزنا بهدف مقابل لاشيء. حققت مع الفيصلي قرابة (25) لقبا توزعت بين الدوري والكأس وكأس الكؤوس والدرع، وما أزال احتفظ بالكثير من الذكريات الرائعة مع الفريق، كما أن جميع المباريات التي لعبتها كانت تمثل لي أهمية كبيرة حيث كنا نبحث وزملائي اللاعبين عن الانتصارات. أما آخر ظهور لي كلاعب بقميص الفريق فكان في نهاية الدوري العام 2000. - كم عدد الأهداف التي سجلتها في مشوارك مع الفيصلي؟ لا أستطيع حصر الأهداف التي سجلتها لأن مسيرتي الكروية امتدت لأكثر من (20) عاماً، لكني سجلت أهدافا كثيرة وساهمت بالكثير منها بحكم مركزي في الملعب كظهير أيمن وفي وسط الملعب. - لك تاريخ حافل مع المنتخبات الوطنية.. حدثنا عن ذلك؟ بدأت مع منتخب الشباب الذي شارك في بطولة فلسطين في المغرب العام 1983 وفي نفس العام انضممت للمنتخب الأول الذي كان يدربه الإنجليزي بانفيلد وكان أول ظهور لي ضد منتخب قطر في الدوحة وذلك ضمن تصفيات كأس العالم في العام ذاته أيضا. لعبت في صفوف المنتخب الأول أكثر من 150 مباراة دولية بين رسمية وودية وأتذكر أني سجلت ما بين 20-25 هدفاً. - مباراة في ذاكرتك بصفوف منتخب النشامى؟ بالتأكيد المباراة التاريخية التي جمعتنا بالمنتخب العراقي في نهائي دورة الألعاب العربية العام 1999، والتي جرت على ستاد عمان الدولي وكانت حافلة بالأحداث الدراماتيكية عندما كان الأردن متقدما بأربعة أهداف مقابل لا شيء وثم أحرز العراق مثلها في الشوط الثاني حتى جاء الحسم لنا عبر ركلات الجزاء الترجيحية. - حدثنا عن عملك مع المدرب الراحل محمود الجوهري وسنوات الطفرة للكرة الأردنية؟ الكابتن محمود الجوهري كان مديراً فنياً ومخططاً استراتيجياً وقد عاصرته منذ وصوله إلى الأردن، كان لديه مشروع طويل الأمد تمثل بمراكز الواعدين وصولا للمنتخب الأول. المدرب الراحل أيقونة كنا نتعلم منه يوميا الكثير من الخبرات ويعمل بلا كلل أو ملل، جمع بين الجدية والالتزام والمرح وكان دمث الخلق؛ وعمل بشغف سعيا لتحقيق الأهداف التي وضعها، وبالفعل حققت معه الكرة الأردنية الكثير من الإنجازات أهمها الوصول إلى نهائيات كأس آسيا (2004) في الصين. لدى الجوهري حلم كبير تمثل بوصول الأردن إلى نهائيات كأس العالم لكن إرادة الله كانت الأسرع، في الوقت الذي ترك إرثا تاريخيا لكرة القدم الأردنية. - ماذا ينقص كرة القدم الأردنية لاستنساخ تجربة أخرى من مشروع المدرب الجوهري؟ على المستوى الفني؛ الجوهري كان يؤمن بأهمية وجود اللاعبين لفترات طويلة نوعا مع المنتخب الوطني واللعب مع مستويات أعلى وبعدد كبير من المباريات وربما من الصعوبة بمكان تطبيق ذلك في عصر الاحتراف حاليا. أما على المستوى الإداري والتخطيط والبرمجة، فإن الجوهري كان ملمّا علمياً بالتخطيط ومخلصاً في التطبيق من الناحية العملية وساعده في ذلك الخبرات التي يتمتع بها عبر مسيرته الطويلة وهو ما وصلت معه الكرة الأردنية لأفضل تصنيف في تاريخها حيث المركز 37 عالمياً. - كيف كان التحول من لاعب إلى مدرب؟ وكيف تلخص مسيرتك التدريبية؟ عندما اعتزلت لعب كرة القدم كنت في السادسة والثلاثين من عمري وخلال مسيرتي الطويلة كقائد لفريق الفيصلي والمنتخب الوطني كنت على مقربة من المدربين الذين أشرفوا على تدريبي لمناقشة الكثير من المسائل التي تتعلق بالفريق، مما أكسبني المعرفة والخبرة وبالتالي أثر إيجابا باتخاذ القرار. عملت مساعدا للمدرب اليوغوسلافي برانكو سميليانيتش في تدريب المنتخب الوطني ثم مساعدا للمدرب محمود الجوهري وهي من أبرز وأهم المحطات في مسيرتي التدريبية، ثم مع المدرب البرتغالي نيلو فينغادا. بعدها توليت منتخب الشباب الأردني والأولمبي من العام 2011 وحتى 2015 وكان في كل مرة يتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس آسيا للشباب وكان الإنجاز الأبرز الوصول إلى دور الثمانية في البطولة القارية التي جرت في الإمارات العام 2013. كما أشرفت على المنتخب الأولمبي الذي شارك في نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاما والتي خرجنا منها من الدور ربع النهائي أمام كوريا الجنوبية في اللقاء المشهود الذي خسرناه بصعوبة. ولم تكن مسيرتي التدريبية على مستوى الأندية طويلة حيث توليت مهام تدريب فرق الجزيرة والفيصلي والآن السلط، لكن أولى تجاربي كانت مع شباب الأردن في العام 2007 وحصلنا على وصافة بطولتي الدوري والكأس. - ما التحديات التي تواجهها كرة القدم الأردنية؟ تواجه الكرة الأردنية العديد من التحديات لا سيما الآن بعد الوباء العالمي الذي يتمثل بفيروس كورونا، وهو ما ضاعف من معاناة الأندية التي تمر قبل ذلك بظروف صعبة وهو ما يتطلب جهودا كبيرة لمساعدتها في تجاوز واقعها الحالي حيث أنها العصب الحيوي للمنتخبات الوطنية. كما أن المنتخب الآن في موقف لا يحسد عليه في تصفيات كأس العالم ويجب الاستعداد جيدا للقاء الكويت الذي يشكل نقطة الانطلاق نحو الأدوار النهائية. - بماذا تعلق على توقف الحياة الكروية على مستوى القارة والأردن تحديدا؟ تعطل المنافسات الرياضية أثر بشكل كبير على كرة القدم الأردنية التي كانت تعيش مرحلة انتقالية بين موسم كروي يمر بعامين مثلاً (2018-2019) إلى بطولات تبدأ وتنتهي في العام واحد، وهذه المرحلة اشتملت راحة سلبية وصلت لمدة 8 أشهر دون إقامة منافسات حتى جاءت جائحة كورونا التي عطلت كل مناحي الحياة منها الرياضية. - ما هي طموحاتك المستقبلية؟ لا يوجد لدي طموح معين لكن أتطلع لتحقيق الإنجازات خلال عملي إن كان على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية، ولكن هذا يتطلب فريقا متكاملا لأن المدرب لوحده لا يستطيع القيام بكل شيء بمفرده. آمل أن نحقق الإنجازات التي تُسعد الجماهير وبلا شك فإن المهمة الوطنية هي الأسمى لأي رياضي على الدوام كالتواجد في كأس العالم مثلا وهي طموحات قائد الكرة الأردنية سمو الأمير علي بن الحسين.اضافة اعلان