احمد الشوابكة
مادبا – كشف خبير ترميم الزخارف الفسيفسائية والمواد الحجرية في مديرية المسجد الأقصى المبارك المأدبي الدكتور محمد سعود أبو عيشة انه والكادر الخاص به على توثيق خطي وفوتوغرافي لجميع الزخارف الموجودة في المصلى القِبْلي وقبة الصخرة المشرفة.
وأضاف أبو عيشة الذي حظي بمسؤولية الإشراف على ترميم الزخارف الفسيفسائية في المصلى القبلي المبارك وقبة الصخرة المشرفة منذ عام 2010، انه ولأول مرة في تاريخ المسجد يتم فيها إنجاز مسح شامل (خطي ورقمي) لجميع الزخارف الفسيفسائية، وتوثيف حالة حفظ تلك الزخارف، وتحديد أشكال التلف الحاصل فيها، مشيرا إلى أن هذا التوثيق مهم جدا في حال حصلت أي كارثة في الأقصى لا قدر الله.
وأكد على أنه باستطاعة العاملين المختصين في الترميم مستقبلا- من خلال هذا التوثيق- القيام بإعادة رسم الزخارف ذاتها كونه تم الاحتفاظ بكل ما يتعلّق بها.
وقال إبو عيشة إن الزخارف الفسيفسائية في المسجد الأقصى المبارك، هي عبارة عن رسومات نباتية إضافة للآيات القرآنية بالخطوط العربية والأشكال الهندسية، التي تُظهر روعة وجمالية المكان، لتُسحر الناظر إليها بالألوان والدّقة في الإنجاز.
وأضاف ان الزخارف أصابها بفعل العوامل الطبيعية، عدة مشاكل كالترسبات السطحية والانفصالات والتشققات والتلف العام، وبالتالي فهي تحتاج إلى ترميم وخاصة بأنها لم ترمم منذ فترة زمنية طويلة جدا.
وأوضح الخبير بأن مراحل الترميم تمر بعدة مراحل حساسة ودقيقة؛ أساسها التوثيق الفوتوغرافي، توثيق حالة حفظ الزخارف، حقن المناطق المنفصلة والمنتفخة بالملاط الجيري السائل، ومعالجة الفجوات باستخدام مكعبات فسيفسائية مشابهة، إضافة إلى عملية التنظيف الكيميائي والميكانيكي.
ومن المعيقات التي وقفت أمامه يقول أبو عيشة هي محاولة تدخل شرطة الإحتلال في العمل مما يعيق سير العمل، تأخير دخول المواد اللازمة للترميم، ومنع العاملين في لجنة الإعمار أكثر من مرة من استكمال الترميم، الا انه استؤنف العمل بعد تدخلات أردنية، رغم أن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، التابعة لوزارة الأوقاف الإسلامية الأردنية وهي المسؤولة عن كامل المسجد الأقصى (تحت الوصاية الهاشمية الأردنية).
وأضاف أبو عيشة بأنه يعمل لدى مديرية أوقاف القدس ما يزيد على 800 موظف مقدسي جميعهم تابعون لوزارة الأوقاف الأردنية، مشيرا إلى أن رواتب موظفي أوقاف القدس تبلغ أكثر من ضعفي رواتب موظفي الأوقاف في الأردن، نظرا لغلاء الأسعار في القدس وصعوبة الأحوال الاقتصادية، وهذا دليل على أن الأردن يعمل على ترميم الحجر في المسجد الأقصى المبارك، وبنفس الوقت يعمل على تثبيت صمود أهل القدس داخل المدينة المقدسة.
ويقول أبو عيشة بأن المقدسيين لا يبدون أي مخاوف من أفعال المتطرفين والمتشددين الصهاينة تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ما دام هناك وصاية هاشمية لحماية هذه المقدسات.
ويسرد أبو عيشة مشاريع الإعمار الهاشمي منذ عهد الشريف حسين بن على طيب الله ثراه، عندما تبرع بمبلغ 24 الف دينار ذهبي، مرورا بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين رحمه الله، ومرورا أيضا لمشاريع الإعمار الهاشمي في فترة المغفور له جلالة الملك حسين طيب الله ثراه، حين أمر بتأسيس لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة بقانون رقم 32 لسنة 1954، وتذهيب قبة الصخرة والرخام الخارجي، وترميم المسجد القبلي المبارك بعد تعرضه للحريق بتاريخ 21 آب 1969 على يد أحد اليهود المتدينين، وبأمر من جلالة أمر بإعادة إنجاز المنبر، وأنجز في جامعة البلقاء التطبيقية في عمان؛ حيث يتكون المنبر من 16.500 قطعة خشبية معشقة فيما بينهم دون استخدام الغراء أو المسامير، وصولا إلى المشاريع التي أنجزت في المسجد الأقصى المبارك في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني.
ويصف الدكتور أبو عيشة هذة المشاريع في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بالكبيرة والمهمة جدا والاستراتيجية، وأهمها الأمر بإنشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، ودعمه شخصيا بمبلغ مليون ومائة وثلاثة عشر ألف دينار أردني، لدعم مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى المبارك؛ وإعادة منبر صلاح الدين الأيوبي في موقعه الطبيعي في صدر المسجد الأقصى المبارك في العام 2007؛ وفرش السجاد الفاخر على نفقة جلالة الملك في كل من المسجد القبلي المبارك، قبة الصخرة المشرفة، الأقصى القديم ،المصلى المرواني ومسجد البراق؛ نظام الإنذار وإطفاء الحريق؛ وترميم الزخارف الجصية.
وأشار إلى أن من أهم المشاريع هي المبادرات الملكية السامية داخل المسجد الأقصى المبارك، المتمثلة بمشاريع ترميم الزخارف الفسيفسائية الإسلامية، التي تعود في الأصل إلى الفترة الأموية والمتواجدة في مسجد قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي المبارك، مشيرا إلى أن مساحات هذه الزخارف تتجاوز 1500 متر مربع.
وأضاف أبو عيشة لـ " الغد "، بأن الوصاية الهاشمية لم تقتصر فقط على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، بل شملت الأماكن المسيحية المقدسة في القدس، ودليل ذلك تكفل جلالة الملك عبد الله الثاني بأشغال ترميم كنيسة القيامة في القدس على نفقته الخاصة، وذلك بعد عامين من الانتهاء من ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة والتي كان جلالته تبرع لها على نفقته الخاصة.
اضافة اعلان