أبو مازن يهدد بانتفاضة غير مسلحة ومحاصرة المستوطنات بالآلاف وحماس تنجز توافقا فصائليا لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل

أبو مازن يهدد بانتفاضة غير مسلحة ومحاصرة المستوطنات بالآلاف وحماس تنجز توافقا فصائليا لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل
أبو مازن يهدد بانتفاضة غير مسلحة ومحاصرة المستوطنات بالآلاف وحماس تنجز توافقا فصائليا لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل

 هآرتس – جاكي خوري

 مسؤولون كبار في فتح في الضفة الغربية يعلنون عن النية في الشروع في انتفاضة ثالثة، غير مسلحة، ردا على ما يصفونه بالفشل في المسيرة السياسية والرفض الإسرائيلي. كما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) يؤيد مثل هذه الخطوة.  وأعرب أمو مازن عن تأييده "للمقاومة الشعبية للاحتلال على نمط الكفاح في نعلين وبلعين ضد جدار الفصل"، وذلك في مقابلة صحافية أجرتها معه الـ "بي.بي.سي" قبل أيام.

اضافة اعلان

ولا يخطط قادة فتح الآن للدعوة الى استخدام السلاح. وقال أحد كبار مسؤولي فتح في مقابلة مع صحيفة "حديث الناس" الصادرة في الناصرة في نهاية الاسبوع ان "المقصود هو ان يتظاهر آلاف الفلسطينيين كل يوم قرب مستوطنات الاحتلال. نحن سنحاصر المستوطنات بطوق بشري وسندعو الى إنهاء الاحتلال".

وقال كبار المسؤولين، ومن بينهم اعضاء في اللجنة المركزية لفتح إنهم يطالبون بتطبيق القرارات التي اتخذت في مؤتمر الحركة الذي انعقد في بيت لحم في الصيف الماضي، حول مواصلة المقاومة للاحتلال. وشدد احد المسؤولين على أن الانتفاضة الثالثة ستكون شعبية وواسعة جدا، وستوجه أساسا ضد المستوطنات ورموز الاحتلال في الضفة الغربية.

 ويتحدثون في فتح وفي الحركة الوطنية الفلسطينية عن الحاجة الى توسيع المظاهرات ضد جدار الفصل وتوجيهها ضد المستوطنات. ويعتقد مسؤول في حزب عربي إسرائيلي، يقيم علاقات وثيقة مع كبار مسؤولي فتح والسلطة بأن المظاهرات ضد الجدار ستنال الزخم مثلما حصل قبل نحو اسبوعين في مظاهرة قلنديا وان هذه المظاهرات ستكون الشرارة التي تشعل المنطقة تمهيدا لأعمال الاحتجاج الشعبي. وحسب المصدر، فإن هناك اعتقادا في السلطة بأن انتفاضة غير مسلحة، لا توجه ضد المدنيين وتركز على رموز الاحتلال في الضفة، ستحظى بعطف دولي.

 وأوضح أبو مازن نفسه في نهاية الاسبوع بأن سبب الانتفاضة هو الجمود السياسي وموقف إسرائيل، ولا سيما الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو. وحسب أبو مازن فإن الخيارات القائمة ليست كثيرة... "يوجد حل عسكري غير حقيقي، وعندما أتحدث عن حل عسكري المقصود هو حرب تقوم بها الدول العربية ضد إسرائيل. لا توجد دولة عربية مستعدة لمثل هذا السيناريو. ويوجد الكفاح المسلح، وأنا اعارضه لانه لن يجلب الا الدمار والخراب على الشعب الفلسطيني. والحرب في غزة أثبتت ذلك. ويوجد الكفاح الشعبي".

 وأوضح رئيس السلطة بأن تصريحات بعض من كبار المسؤولين في السلطة بشأن الإعلان من طرف واحد عن دولة، من خلال الأمم المتحدة، لا تعكس موقفه. "نحو سنتوجه الى الأمم المتحدة والى مجلس الأمن كي نعزز ما اتفق عليه في خريطة الطريق، التي تلقت مصادقة من مجلس الأمن - حل الدولتين الذي يقوم على أساس خطوط 4 حزيران 67".

 المظاهرات في بلعين ونعلين كانت أول من أمس (الجمعة) عنيفة على نحو خاص، فبالإضافة الى الحجارة، رشقت من الجانب الفلسطيني كرات حديدية وزجاجات حارقة على سيارة جيب لحرس الحدود. وادعى الفلسطينيون بأن قوات الأمن اطلقت اكثر مما في الماضي نارا حية من بنادق 0.22، واصيب جراء النار فلسطينيان أحدهما بجراح متوسطة والآخر خطيرة. وبزعم المتظاهرين، لم يشكل المصابان خطرا على قوات الأمن. أما الجيش الإسرائيلي فقال إن "النار تمت وفقا للأنظمة المتشددة وفقط ضد من يستخدم العنف".

 ومساء أول من أمس (الجمعة) اعتقل الجيش والمخابرات الإسرائيلية خمسة من رجال الأمن الفلسطينيين في الضفة. وقد أطلق سراحهم بعد وقت قصير. وقال فلسطينيون إن الاعتقال كان يرتبط بنشاط الخمسة ضد عملاء مع إسرائيل. وقد رفض المسؤولون في جهاز الأمن التعقيب على ذلك.

وقف الصواريخ من غزة

أعلن وزير الداخلية في حكومة حماس فتحي حماد أمس (السبت) بأن وزارته توصلت الى توافق مع كل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على وقف نار الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وحسب الاتفاق، فإن خيار الرد يبقى مفتوحا لكل الفصائل في حالة توغل إسرائيلي الى أراضي القطاع. وسبق بيان حماس أمس (السبت) إطلاق صاروخ قسام نحو سديروت. وانفجر الصاروخ قرب المقبرة ولم يلحق ضررا او إصابات.

 حماد، الذي تحدث في مؤتمر صحافي عقده في غزة قال إن حماس لا تقف ضد المقاومة بل تشدد على أن النشاط ضد الاحتلال يجب أن يكون بالإجماع، ولا سيما بعد  الحرب الاخيرة على غزة. وحسب أقواله، فإن وزارة الداخلية برئاسته أجرت سلسلة من اللقاءات مع كل الفصائل الفلسطينية العاملة في القطاع في إطار تقويم للوضع اجري بعد الحرب. واضاف حماد بأنه في الحرب قصفت أكثر من ستين قيادة ومحطة شرطة، وقتل أكثر من 350 شرطيا ورجل أمن، وعلى رأسهم وزير الداخلية السابق في حكومة حماس سعيد صيام.

 وتجدر الإشارة الى أن حماس تحرص منذ الحرب في غزة على تطبيق التهدئة ومنع أي نار نحو الأراضي الإسرائيلية. وحسب التقارير في وسائل الاعلام الفلسطينية فإنه تصدر منذ عدة اشهر في المساجد نداءات لكل الفصائل للامتناع عن اطلاق الصواريخ كونها أعمالا تمس بالمصالح الفلسطينية.

 البيان عن وقف النار جاء الى جانب تقارير عن التقدم في صفقة شاليط. وقد خلت وسائل الإعلام العربية في نهاية الأسبوع من أي تقارير حول موضوع الصفقة، كما أن مسؤولي حماس حافظوا على الصمت. ومع ذلك، فإن عائلات السجناء تعيش حالة تأهب شديد قبيل عيد الأضحى الذي يحل في نهاية الأسبوع، رغم التقديرات بأن الصفقة لن تخرج الى حيز التنفيذ حتى ذلك الحين. وتحافظ عائلة شاليط واللجنة النضالية لإطلاق سراحه على صمت نسبي، وليس هناك تخطيط لنشاطات خاصة. وقال رئيس اللجنة شمشون ليبمن، إن العائلة واللجنة لم تتلقيا معلومات جديدة يمكنهما أن يعلقا عليها آمالا كبيرة.

 وفي الأسابيع الأخيرة يعلن الجيش الإسرائيلي عن محاولات متكررة لخلايا فلسطينية المس بدورياته على الجدار الفاصل من خلال العبوات. وتفشل هذه المحاولات أساسا بسبب وسائل رقابة الجيش الإسرائيلي التي تغطي معظم مناطق الجدار وتعطي إنذارا كافيا للقوات. ونجحت قوة من الناحل قبل أسبوع في ضرب خلية من خمسة رجال من الجهاد حاولت الاقتراب عبر منطقة القمامة القريبة من الجدار على مقربة من كيبوتس علوميم، في منطقة مخفية عن الرقابة.