أثواب وخزفيات وقطع فنية في معرض "لأجلك يا فلسطين"

جانب من معرض "لأجلك يا فلسطين" - (تصوير: أسامة الرفاعي)
جانب من معرض "لأجلك يا فلسطين" - (تصوير: أسامة الرفاعي)

منى أبو صبح

عمان- زينت الأثواب والخزفيات والأكلات الشعبية الفلسطينية، أول من أمس، أركان معرض "لأجلك يا فلسطين" الذي افتتحه وائل طوقان نقيب مقاولي الإنشاءات الأردنيين.اضافة اعلان
المعرض الذي أقامه مركز التراث الفلسطيني للعام السابع على التوالي، بالتعاون مع نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين، جاء لإبراز أهمية الحرف اليدوية كجزء من إعادة تأكيد الهوية الوطنية الفلسطينية ودعم كل من التعليم والأسر العفيفة.
وضم المعرض الذي يستمر حتى السابع عشر من الشهر الحالي العديد من المطرزات الجديدة، منها المطرزات الجميلة التي طورت بشكل مأخود من روائع الماضي إلى قطع عصرية رائعة مختلفة الأشكال والألوان والاستعمالات، وكذلك البراويز والأثواب والقمصان المطرزة بشكل جميل للغاية، بالإضافة إلى العباءات الحريرية الخلابة والألوان ووحدات التطريز التراثية عليها وغيرها من القطع الجميلة.
كما وبرزت في معرض "لأجلك يا فلسطين" المنتجات الخزفية التي تشتهر بها الخليل بأشكال جديدة متماشية مع متطلبات الحاضر.
كما واحتضن المعرض ركن الكتب الذي يحرص القائمون عليه على إحضار أحدث ما طرح في مطابع العالم، والخاصة بالقضية الفلسطينية والعالم العربي والمرأة، كما ويعرض أحدث الأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى قسم خاص يصور الوضع الإنساني الفلسطيني.
وفي أحد أركان المعرض، وقفت سوزان المصري وراء طاولة عرضت عليها العديد من الخزفيات منها؛ الخزف الخاص بمدينة الخليل والصدفيات من مدينة القدس، كما وتنوعت التصاميم والأشكال؛ حيث الأطباق وأواني الضيافة بألوان غاية في الجمال والروعة، والجديدة منها ذات اللونين الأخضر والأحمر والتي تستخدم للمناسبات كافة.
سميرة دراس من لجنة التراث، تقول عن موجودات في ركن آخر في المعرض "هذه الأعمال المطرزة من صنع السيدات اللواتي نقوم بإعطائهن تعليمات وتصاميم يقمن بتنفيدها ويتقيدن بها، ونصحح الأخطاء إن وجدت، فنحن نحرص في المركز على تقديم أعمال يدوية فلسطينية غاية في الجمال والإتقان.. ومنها المفارش مختلفة الأحجام والأشكال، والمخدات".
وهناك مشغولات أخرى في المعرض، تقول عنها رجاء أبو زعرور "نهتم بصناعة الخشبيات من الناحية الجمالية والعملية، ومنها البراويز والصناديق والمعلقات والصواني؛ حيث يبقى تراثنا حاضرا في الأوقات كافة.. فالمدن الفلسطينية حاضرة على المعلقات والبراويز، والصناديق ويمكن للسيدة توظيفها في استخدامات عدة".
"مناديل استخدام السفرة، حافظات المناديل، بيوت لحفظ القرآن الكريم، سجادة وأكياس ملابس الصلاة، حافظات للإجهزة الإلكترونية..." وغيرها العديد من المشغولات التي تبين هدى الجبشة أن المركز يسعى دائما لتقديم الجديد والمبتكر منها.
وفي حديث مديرة مركز التراث الفلسطيني سهام الدباغ لـ"الغد"، بينت أن المركز يسعى ومنذ تأسيسه في العام 1991 إلى الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية ومساعدة وتمكين المرأة الفلسطينية وعائلتها بأن تكون مستقلة ماديا، وتقديم العون للعائلات الفلسطينية على أرض الوطن وفي الشتات، بالإضافة إلى دعم التعليم.
وتؤكد بقولها أن هذا العام أكثر الأعوام نشاطا لمركز التراث الفلسطيني بسبب تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية التي ما تزال مستمرة، والتي أضافت المزيد من الأعباء على كاهل الطبقات المحتاجة.
وتضيف الدباغ "إن استمرار السياسة التعسفية للاحتلال الإسرائيلي في غزة والقدس وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة، جعل الوضع في الداخل الفلسطيني أكثر سوءا وباتت الحاجة إلى الدعم أكثر إلحاحا"، موضحة "أن هذه الأسباب مجتمعة دفعت أعدادا كبيرة من إخواتنا في المخيمات للعمل لدى مركزنا رغبة منهن في مساعدة عائلاتهن".
وبينت أن المركز يوظف حاليا ما يقارب الـ550 امرأة عاملة بالتطريز اليدوي من جميع الفئات العمرية وأن العدد في ازدياد، مشيرة إلى أنه يتم دفع أجور منصفة مقابل الوقت والجهد الذي تتطلبه هذا المطرزات، كما يقوم بدفع أجور مواصلاتهن من داخل المخيمات الفلسطينية؛ حيث تستغرق الرحلة للوصول إلى المركز قرابة الساعتين، كما ويتم تشجيعهن عبر منحهن الجوائز المادية الإضافية مقابل الأعمال المتقنة.
وتلفت الدباغ إلى أن المركز يقوم أيضا بدعم أهلنا في الداخل عبر تقديم الدعم المادي للعائلات العفيفة، والدعم الصحي والبعثات الدراسية المحلية، مضيفة "كما نقوم أيضا بدعم العديد من المشاريع المهمة مثل مشروع تحلية مياه الشرب في غزة، التي تعد في أمس الحاجة لمياه شرب نقية، وأيضا نعمل على مساعدة المستشفيات لإنتاج وتخزين الأكسجين الذي هم في أمس الحاجة إليه لعلاج الحالات المرضية، ونؤكد لأبناء شعبنا في الداخل: نحن معكم في مواجهة الاحتلال والصمود".
وتوضح الدباغ، قائلة "نحن نساعد أهلنا في فلسطين، ونتمنى أن تتكاتف الجهود بمساعدة المقتدرين لتدريس أبنائنا، فنحن لدينا في المركز دراسة ميدانية وعلمية للعديد من العائلات في الداخل، ويهمنا جدا تكافل العائلات وتحسين أوضاعهم المعيشية من خلال أصحاب الخير".
وضم ركن المأكولات الشعبية الفلسطينية العديد من الأكلات الشهية ومنها، المفتول الفلاحي، المبرومة، أقراص السبانخ والجبنة وأصابع اليانسون والغريبة والكعك والصفيحة والمسخن والكبة.. وغيرها العديد من الأصناف.
ويهتم المركز بالتطريز الفلسطيني باستخدام الإبرة والخيوط الحريرية خاصة، كونه يعد أحد أبرز جوانب الهوية الفلسطينية عبر الأزمنة، فقد قامت المرأة الفلسطينية قديما سواء كانت كبيرة أم صغيرة السن بالعمل لساعات بتطريز ألوانها، فبدأ التطريز قديما عن طريق عمل بعض الأشكال الهندسية، ثم تطور لصور من الطبيعة على تلك الأثواب، حيث نرى أن الأثواب تتميز بألوان الطبيعة المميزة من الأخضر والأحمر.
كما تم استخدام بعض رموز الطبيعة في التطريز مثل شجر السرو المحيطة بأشجار البرتقال، الزهور، الياسمين وشجرة الزيتون الشهيرة؛ حيث كانت وما تزال جميع هذه العناصر حاضرة في المطرزات الفلسطينية عدا عن وحدات التطريز الخاصة بالمعتقدات وأهم الأحداث السياسية والاجتماعية التي تمر على الشعب الفلسطيني.