أحبك جدا

..ولست أخشى أحدا وأنا أعترف بذلك.. فقد فاض حبي حتى ملأ الأرض.. وتسلل إلى وجداني وشراييني حد التملك..
اليوم، أعترف بأن سقوطي بين ذراعيك أقصى درجات ارتفاعي.. وأقرّ بحبي الجنوني للارتماء في حضنك الدافئ والحنون والطيب.. وأؤكد عشقي الدائم للنظر في عينيك من دون أن يرف لي جفن..اضافة اعلان
كلماتي الآن تقف حائرة أمام نورك الملائكي، تعجز حين تقترب من الإفصاح عن الحب العظيم الذي يحلق بروحي ويزيل العتمة من أمامي..
أتراه كان يعرف شعوري؟
أتراه كان يدرك بأن قلبي وأحلامي ووجداني ملك له وحده.. أتراه كان يستوعب سيل الكلمات التي أغرقها على مسامعه في كل لحظة أكون له.. وأنا التي كنت دائما له؟.
دعني أقُل إنك الوحيد الذي خطفني إليه، ومسح الخوف والحزن والألم من قلبي، فأنت من كان لي واحة أمان.. سخرت كل ما تملك لترى الفرحة في عيني..
منحتني عطرا فواحا، ولم تترك في قلبي جرحا ينزف إلا وداويته.. أعطيتني عمرا كاملا وابتسامة صادقة.. وقفت كمحارب شرس تدافع عني، ولم تسمح لأحد بأن يفسد عليّ سعادتي..
كثيرا ما كنت أفخر بك وبسر قوتك وصمودك وشجاعتك، وبسحر بريقك الخاص الذي تبثه في عروقي، لتجعلني أكثر زهوا وجنونا وبهجة وتسلحا بالإرادة وتمسكا بالحياة رغم همومها وآلامها..
اعتقدت أن لا حب حقيقيا في هذا الزمان يستحق مني التضحية لأجله.. وأن لا أحد يمكن أن أمنحه مشاعري وأضعها بين يديه ليتحكم بها كما يريد.. لكنني ويا لسعادتي كنت مخطئة.. مع أن مشاعري تلك لا تساوي نقطة من بحر حب قلبك الكبير، وحياتي بأكملها قليلة على حبك الكبير.
أنت أكثر من كلمات أرددها، وعبارات أكتبها، وأحاسيس أطلقها..
زرعتني داخل سحابتك البيضاء، وصرت أبوح فيها بكل ما يجول بخاطري، واستعدت وأنا في جوفها مفردات الحياة والجمال والحلم.
وحينما كاد الدمع يجرح وجنتي، وجدتك تمسح عن قلبي مرارة الوحدة وألم الإخفاق وحزن الرحيل.. كنت تقول لي: دعي مشاعرك تنساب نحوي، واجعليها تبوح بكل ما في داخلها، لتسألني بعدها باستحياء: ألا أستحق أكثر؟
نعم.. إنك تستحق مني أكثر، فمن غيرك زرع مفردات الجمال في قلبي، وغسل بسعة روحه أوجاعا راكمها الزمان، ومن سواك نسج بأنامله الرقيقة خيوط مشاعر دافئة وصادقة في سبيل أن أعيش لحظة مختلفة وحلما جميلا لن يتكرر؟..
أعطيتني فرصة أقوى للتمسك بالدهشة في كل يوم أرى فيه نور وجهك الملائكي.. جعلتني أحب ذاتي أكثر.. وأبث مشاعر الحب على كل من حولي.
حينما عرفتك أكثر؛ اقتربت منك أكثر.. وجدتك حبيبا لكل زمان ومكان، وفي وقت ضعفت فيه أدوات الحب الحقيقي في هذه الحياة، كنت مختلفا وتعلو بمنزلتك.. يكفي أنك منحتني شعورا مختلفا لم أشعر به من قبل..
أشعر بخوفك الكبير عليّ أكثر من خوفك على نفسك، إنك تحميني من شرور نفسي وسيئات أعمالي، تلتمس الأعذار لي.. وتلمع في أوقات شدتي وضعفي وحزني..
تحتمل غضبي عندما أكون طفلة هائجة لا ترى شيئا أمامها، لتبدأ بتعليمي لغة أخرى، حروفها المحبة، وكلماتها الاشتياق، وبريقها الجمال..
قلبك الطاهر يلمع كالبرق؛ يزيدني حنينا وشوقا ولوعة، فأنت محطة أمان أستريح فيها من مخاطر المجهول، هل تعرف أنك ملاذي الآمن والوحيد وبوصلتي وخريطة طريقي؟
أنت الحلم، أنت الأمل، أنت الفرح، أنت الحب المغلف بالوفاء والتضحية..
أتألم كثيرا عندما أبتعد عنك.. ولا يتملكني حينها أحد سواك.. ولا أفكر إلا بالرجوع إليك والارتماء بين ذراعيك، وأن أقول لك "أحبك"..
ربما يعتبرونني حالمة.. لكنك عوّدتني أن تجعل أحلامي حقيقة.. كيف لا وأنت وطني الحبيب، العظيم، الشامخ، المتسامي!..
كيف لا يا أردن وأنت ملاذي ومكاني وأهلي وناسي وعزوتي وعشيرتي..
أيها الشاسع والواسع والأخضر: (أحبك جدا)!