أحراش جرش.. ملاذ غير آمن للتنزه المجاني

3557
3557

صابرين الطعيمات

جرش - نفايات تكاد تملأ المكان، فيما بقايا آثار رحلات الربيع ملتصقة بالغطاء العشبي الذي جف بين أشجار غابات جرش، في لوحة تلوث بصري رسمتها سلوكيات بعض المتنزهين وبراءة التقلب الفصلي للطبيعة، لتضع أجواء السياحة البيئية التي بدأت تنشط أخيراً تحت عواقب التنزه غير الآمن.

اضافة اعلان


في مثل هذه الظروف، يتخوف زوار الغابات والمحميات الطبيعية من خطر الحشرات والقوارض والأفاعي، بعد أن جفت مساحات واسعة من الأعشاب والحشائش التي نمت خلال الربيع، وتراجع مستوى النظافة الذي راكم النفايات داخل الغابات، فضلا عن خطر نشوب الحرائق بعد ارتفاع درجات الحرارة.


ويؤكد زوار قصدوا الغابات في الآونة الأخيرة، أن غابات محافظة جرش بحاجة وبشكل مستعجل إلى رفع النفايات المنتشرة بين الأشجار وإزالة الأعشاب الجافة وتجهيز مواقع خاصة للزوار، للحفاظ عليهم من خطر الحرائق ودرء مخاطر الزواحف والحشرات التي قد تؤذيهم، خاصة في فصل الصيف.


عيسى الباروني أحد الذين يفضلون قضاء وقت بين الغابات، يقول "السياحة الداخلية تعتمد بالدرجة الأولى على المواطنين، وهم في أغلبهم يعانون من أوضاع مالية صعبة"، متابعا "تبقى الرحلات الى الطبيعة البديل الأرخص لدى غالبية المواطنين الذين يقصدون الغابات والمحميات للتنزه".


وأضاف "هناك ترويج واسع لما يعرف بـ"سياحة المزارع والشاليهات" التي توفر أجواء آمنة وأماكن نظيفة، وتشهد في الآونة الأخيرة نشاطا ملحوظا، غير أن هذا النوع من السياحة يحتاج الى مبالغ مالية لا يملكها غالبية المواطنين لتبقى الغابات الوجهة الوحيدة لهم، غير أنها باتت ملاذا غير آمن".


ويقول "أعتقد أن سياحة الغابات والمحميات الطبيعية يجب أن يتم تطويرها وتوفير مواقع خاصة للزوار وتنظيم زيارتها والسيطرة على وضع النظافة فيها من خلال وضع حاويات وأكياس خاصة في مواقع التنزه، لاسيما وأن الغابات تحولت إلى مواقع غير صالحة للتنزه ولا يوجد عليها أي إقبال على الرغم من توفر عناصر السياحة البيئية كافة فيها".


وفي السياق ذاته، يرى الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن المواقع الحيوية في مدينة جرش التي يستخدمها المواطنون والزوار بحاجة إلى تنظيف وعناية واهتمام، خاصة هذه الفترة، حفاظا عليها من الحرائق والحشرات والقوارض وحرصا على سلامة المتنزهين خلال العطل والمناسبات المختلفة وفصل الصيف المقبل الذي سيتوجه فيه المواطنون إلى السياحة البيئية والسياحة المجانية نظرا لظروفهم الاقتصادية.


وكانت مديرية الزراعة في محافظة جرش قد نفذت العام الماضي الحملة الوطنية الشاملة بهدف تنظيف الغابات بمشاركة شعبية ورسمية واسعة، وأسهمت في التخفيف من حجم النفايات الملقاة في مواقع التنزه داخل الغابات، كما أسهمت الحملة في تنظيف الغابات وتجهيزها للتنزه.


وسيطرت مديرية الزراعة، من خلال الحملة، على وضع النظافة في الغابات وقد تم جمع النفايات وإزالة الأعشاب والحشائش، التي حدت من نشوب الحرائق التي تعد الخطر الأكبر الذي يهدد غابات جرش.


بيد أنه هذا العام، ما تزال الأعشاب والحشائش تنمو بكثرة في الغابات ومواقع التنزه الطبيعية، فيما أغلبها طاله الجفاف وبات مستعدا للاحتراق، في وقت تبدو فيه عمليات تنظيفه بطيئة ولم يخصص عمال لتنظيف الغابات لحد الآن، ما يجعل المهمة صعبة ويزيد من احتمال وقوع الحرائق وتعرض متنزهين الى خطر الزواحف والحشرات التي تجد في الحشائش بيئة مناسبة للعيش فيها والتكاثر.


وفي المقابل، يشير مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة، إلى أن حركة التنزه بدأت بالتحسن تدريجيا بعد ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم السياحة الداخلية، بالأخص إلى محافظة جرش التي تتميز بغاباتها ومناخها ومحمياتها الطبيعية وقد يتجاوز عدد الزوار اليومي الآلاف خلال عطلة نهاية الأسبوع.


ويعتقد الحراحشة أن الزوار يفضلون حاليا سياحة المزارع الخاصة للحفاظ على خصوصيتهم وتوفر مختلف الخدمات التي يحتاجها الزائر، وانخفاض تكلفتها ومواقعها المميزة وانتشارها بشكل كثيف في محافظة جرش السياحية وتنافسها على جذب الزوار من خلال العروض والخصومات والخدمات التي تقدم في المواقع والتي لا يمكن تقديمها في الغابات، ومنها البرك المائية ومواقع خاصة للشواء ومرافق صحية ومواقف للسيارات وغرف نوم وحدائق ومقاعد وألعاب للأطفال.


وأوضح الحراحشة لـ"الغد"، أن عدد عمال الحراج الذي تم تنسيب تعيينهم هذا العام على نظام المياومة 16 عاملا، وهم موزعون على مختلف المهن في زراعة جرش وغير مخصصين لتنظيف الأعشاب والحشائش، بينما يعمل جرار واحد للمشاريع على تنظيف الغابات وفتح خطوط النار.

إقرأ المزيد :