أحواض مياه شرب تتحول إلى برك سباحة لأطفال الغور

أطفال يسبحون في أحد الأحواض المائية لمشروع جر مياه سد وادي العرب بالغور الشمالي-(من المصدر)
أطفال يسبحون في أحد الأحواض المائية لمشروع جر مياه سد وادي العرب بالغور الشمالي-(من المصدر)
علا عبد اللطيف الغور الشمالي- تحولت الأحواض المائيه في مشروع جر مياه سد وادي العرب الذي بدأت أعمال الإنشاء فيه قبل 3 سنوات، لضخها كمياه شرب إلى مناطق في محافظات الشمال، إلى برك سباحة لأطفال في لواء الغور الشمالي، في ظل ضعف الرقابة على المشروع، بحسب عدد من المجاورين للمشروع. وطالب سكان في منطقة المنشية المجاورين للمشروع، من الجهات القائمة عليه بتشديد الرقابة الوقائية من خلال الحراسة، أو تسييج تلك الأحواض وإصلاح التالف منها، تفاديا لوقوع أي من حوادث غرق للأطفال في المنطقة، لا سيما وان قناة الملك عبدالله تشهد بين الفينة والأخرى حوادث غرق. وجاءت مطالبات المواطنين، بعد أن لاحظوا العديد من الأطفال يسبحون في تلك الأحواض، دون توفر أدنى شروط السلامة العامة. ويتضمن المشروع الذي تبلغ كلفته 110 ملايين دولار على شكل قروض من بنك الاستثمار الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية، إضافة الى منحة من الاتحاد الأوروبي، إنشاء محطة تحلية للمياه القادمة من قناة الملك عبدالله مصدرها بحيرة طبريا، ليصار إلى توفير 30 مليون متر مكعب من المياه سنويا. ويمر خط سير المشروع من منطقة المنشية في الأغوار الشمالية وصولا للواءي الطيبة والوسطية، وينتهي بقصبة إربد في خزان زبدا. وبحسب مخططات المشروع سيتم إنشاء ثلاث محطات ضخ على الخط نفسه، الذي يبلغ قطره 1200 ميلليمتر. وبين أهالي اللواء مخاوفهم من تكرر حوادث الغرق فيها، مؤكدين في حديثهم انهم يعيشون حالة من القلق والخوف في كل بداية صيف، جراء حوادث الغرق التى تقع في هذا الموسم وتكون أغلبها في البرك الزراعية وفي القنوات المائية، وخصوصا في قناة الملك عبدالله. ويلجأ الأطفال دون سن العاشرة إلى التجمعات المائية بهدف التقليل من ارتفاع درجات الحرارة على اجسادهم، التي تلامس احيانا 45 درجة مئوية، بالتزامن مع انقطاعات التيار الكهربائي عن المنطقة، وغياب وسائل الترفية. وأكد المواطن محمد البشتاوي، ان هناك غيابا واضحا لموظفي المشروع في حماية تلك الأحواض المائية المخصصة لأغراض الشرب والدليل على ذلك سباحة الأطفال فيها، مطالبا بتفعيل دور الموظفين، وخصوصا في وقت الذروة، لحماية الأطفال من الغرق ومنع ارتفاع الجريمة، إذ أصبحت التجمعات المائية ملاذ كل من يرغب بالترفية عن نفسه. كما أكد المواطن خالد العليمي، ان تلك البرك في حال عدم تشديد الرقابة عليها ستعمل على زيادة عدد حوادث الغرق، في ظل الحوادث الأخرى التى تقع في قناة الملك عبدالله، والبرك الزراعية ناهيك عن التجمعات المائية الأخرى، مؤكدا على ضرورة الالتزام بقواعد السلامة العامة، وخصوصا ان تلك الأحواض المائية محاطة بالمنازل وقريبة من المدارس. وأكد المواطن علي التلاوي، أن سير العمل بالمشروع يتم بشكل بطيء، إضافة إلى افتقار أعمال الحفريات للوحات الإرشادية والتحذيرية، خصوصا وأن الحفريات تتم بعمق كبير يزيد على 3 أمتار. وأشار إلى أن أعمال الحفريات تتم بوسط الشارع الرئيس لمنطقة المنشية مستذكر حادثة الحريق التى وقعت قبل حوالي عام بالمشروع وتسببت بخسائر مالية تقدر بحوالي بالألف الدنانير. وقال المواطن علي الدبيس، إن المشروع سيخدم المواطنين الذين يعانون من انقطاع المياه، إلا أن المشروع يسير بشكل بطيء وتسبب بتدمير الشوارع الرئيسية، مشكلا خطورة على المواطنين وطلاب المدارس، في ظل عدم وجود إشارات تحذيرية. وأشار إلى أن الحفريات يبلغ عمقها 3 أمتار، الأمر الذي يتطلب من القائمين على المشروع اتخاذ إجراءات احترازية تحسبا لسقوط أشخاص في تلك الحفريات وخصوصا في ساعات المساء، مؤكدا ان بقاء تلك التجمعات المائية على وضعها الحال، يشكل أكبر خطر على الأطفال، وخصوصا الصغار منهم. وطالب من الجهات المعنية بعقد الندوات والمحاضرات وتعريفهم بخطورة تلك التجمعات المائية، من خلال إنتاج الأفلام التثقيفية والتوعية، وتفعيل الدور المسرحي للمدارس. كما طالب بتوضح ان تلك المياه هي مياه مخصصة للشرب وليس لسباحة، وقد يضر هذا التصرف بالإنسان. وانتقد رئيس مجلس محلي منطقة المنشية المهندس محمد الشمالي، بالإجراءات التي اتخذتها الشركة لحماية البرك، مؤكدا انها هي إجراءات غير كافية ولم يتم الاتفاق عليها. وأشار إلى أن السياج الذي تم وضعه على الأحواض المائية المخصصة لتجميع المياه، التي سيتم ضخها فيما بعد غير مناسبة، وخصوصا ان المشروع قريب جدا من السكان المجاورين للمشروع، الذي تنفذة شركة تركية، مؤكدا انه تم مخاطبة الشركة قبل فترة بضرورة العمل على تشديد الحراسة، والعمل على وضع سور يحمي الأطفال من حوادث الغرق، التي أصبحت مشكلة تؤرق أهالي اللواء وخصوصا في فصل الصيف. ويقول مدير المشروع المهندس حسين خريس، إن الشركة تعمل على حماية المشروع والأحواض المائية للمشروع والمخصصة لتجميع المياه والعمل على ضخها، غير أن هناك بعض الاعتداءات المختلفة التي تقع عليها، كقص السياج ورمي النفايات وسرقة المياه، مشيرا إلى أن الشركة قامت بمخاطبة الحاكم الإداري بذلك وطلبت منه بعقد اجتماع للمجاورين للمشروع خوفا من وقوع حوادث غرق بالمشروع. وأكد خريس، ان نسبة الإنجاز بالمشروع بلغت حوالي 98 %، مشيرا إلى أن المحطة ستعمل على الضخ خلال الأشهر المقبلة. ولفت إلى أن خط المياه الذي يبلغ طوله 26 كيلومترا بسعة 1200 ميلليمتر، من شأنه في حال الانتهاء منه نقل 30 مليون متر مكعب من المياه سنويا لمحافظات الشمال، عبر خزان زبدا في مدينة إربد. وقال خريس إن كلفة المشروع تبلغ 110 ملايين دولار وهو ممول من جهات عدة. من جانبه قال الناطق الإعلامي لوزارة المياه والري عمر سلامة، ان المحطة ما زالت تحت الانشاء، والوزارة لم تستلمها بشكل رسمي، جراء وجود بعض المعقيات اثناء فترة العمل والظروف الاستثنائية التي مرت بها المملكة، مشرا إلى أن المشروع تعرض للاعتداء من قبل مجاورين. وأكد ان الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية في ملاحقة المخالفين، مشددا على ان كل من يتعدى على ذلك المشروع سيتم اتخاذ إجراءات بحقه. وأكد انه سيتم اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المجاورين بالتعاون مع الجهات المعنية.اضافة اعلان