أخطاء امتحانات التوجيهي.. هل هناك مفاجآت أخرى؟

مرة أخرى تقترف وزارة التربية والتعليم خطيئة جديدة بحق طلبة التوجيهي الذين يعيشون هذا العام ظرفا استثنائيا لم يسبق له مثيل نتيجة كل الأحداث غير الاعتيادية التي اعترضت عامهم الدراسي.. بدءا بإضراب المعلمين ثم أزمة كورونا وعثرات التعليم عن بعد، وما رافقها وتلاها من إرباكات بسبب قرارات الوزارة المتخبطة وإجراءاتها المتعثرة.. لتكتمل الضربة بالأخطاء المتكررة في امتحانات الثانوية العامة الوزارية. في أول امتحانات التوجيهي لهذا العام؛ امتحان الرياضيات، تلقى الطلبة صفعة سببت لديهم صدمة رافقتهم لأيام عديدة بعد انتهاء الامتحان، وربما سيستمر أثرها حتى انتهاء الامتحانات جميعها، وذلك لما انطوى عليه الامتحان من أخطاء، اعترفت الوزارة ببعضها خصوصا فيما يتعلق بامتحان الفرع الأدبي، وظلت تكابر غير معترفة ببعضها الآخر كإشكالية عدم كفاية الوقت مقارنة بما تحتاجه أسئلة امتحان الفرع العلمي، والذي يعتبر خطأ فنيا متعلقا بإعداد أسئلة الامتحان وتقدير الوقت اللازم للإجابة عنها. ورغم كثرة الانتقادات وحدتها حول ما تضمنه الامتحان الأول من أخطاء، والتحذيرات الكثيرة من أثر مثل هذه الأخطاء على الطلبة نفسيا ومعنويا سواء بالامتحان نفسه أو في استعدادهم وتأديتهم للامتحانات التي تليه، إلا أن الوزارة، كما يبدو، لم تأخذ كل ذلك على محمل الجد، فكان أن أعيدت المشكلة مرة أخرى في امتحان الكيمياء. من الجيد أن الوزارة اعترفت سريعا بذلك الخطأ الناتج عن خطأ مطبعي أدى إلى عدم تضمن خيارات الإجابة عن السؤال السادس من امتحان الكيمياء للإجابة الصحيحة، فالاعتراف بالخطأ فضيلة، ولكن هل يكفي هذا الاعتراف لكي نعوض الطلبة عن خسارتهم بسبب صدمتهم لعدم تمكنهم من إيجاد جواب مناسب لذلك السؤال؟! هذا السؤال ورد سادسا من أربعين سؤالا، أي في بداية الامتحان.. فهل تتصورون مدى الصدمة؟؟ ثمة طلبة صدموا بعدم قدرتهم على إجابة السؤال، وربما فقدوا الثقة بمخزونهم التحصيلي واعتقدوا أن ثمة خللا في فهمهم للمادة أو في استعدادهم للامتحان بها. تقول لي إحدى الطالبات النجيبات بأنها عمدت إلى حل السؤال مرتين، وحين أعياها إيجاد الإجابة ضمن الخيارات تركته إلى السؤال التالي، غير أنها تعترف بأن فشلها في إيجاد الإجابة الصحيحة سبب لها تشوشا كبيرا عطلها بعض الوقت عن الاندراج مرة أخرى في جو الامتحان وفي جو السؤال التالي. وتضيف الطالبة أنها عادت إلى السؤال نفسه بعد أن انتهت من إجابة بقية الأسئلة، وحاولت إجابته أكثر من مرة وعندها تأكدت بأن الخلل ليس في فهمها للمادة وإنما في الإعداد لهذا الامتحان المهم. فوضعت دائرة على الجواب الصحيح الذي تنقصه الإشارة الصحيحة بين سالب وموجب، لأنها توصلت إلى يقين بأن الوزارة فشلت بأن تأتي بهذا الامتحان كاملا بلا أخطاء. تصوروا معي أن هذا كان تفكير طالبة تتقدم لامتحان توجيهي.. ألا يعني ذلك بأن على الوزارة أن يكون لديها طاقم عمل في الامتحانات أكثر كفاءة من هذه الطالبة. لا نريد أن نعلق مشانق لوزارة التربية والتعليم على هذا الخطأ. لكن، ولعلمنا جميعنا بأن امتحان الثانوية العامة الأردني ما يزال يحظى باحترام العالم جميعه، فالطالب الأردني المتقدم له يستطيع أن ينال القبول في أي جامعة في العالم وفي أعرقها على وجه الخصوص، لذلك فإن أخطاء مجانية مثل هذه تأكل من رصيد هذا الامتحان المهم. ونحن لا نريد أن يصبح التعامل مع امتحاننا الأهم كما يجري التعامل مع امتحانات دول أخرى يتم الهمز تجاهها ولا تأخذها الجامعات العريقة بالحسبان. إن كنا ننتقد هنا، فهذا لأننا وطنيون حقا، ونريد لهذا الامتحان أن يظل مؤشرا على كفاءة الطالب وحسن تحصيله، لكننا بالتأكيد لا نريد التشكيك بقدرة الوزارة على أن تكون فاعلة حقا في إدارة مثل هذا الامتحان. نحن نعلم أن بإمكانها ذلك.اضافة اعلان